كتب/أحمد عمر العبادي المرقشي:
من خلف أسوار وغلايق قضبان الظلم والظلام أحرر هذه الكلمات وهذه الأحرف... أنا الجنوبي أحمد عمر العبادي المرقشي .. بسجن صنعاء المركزي ...... إلى أهلي وناسي .. وممن تناسوني من أهل عشيرتي منذ بداية حبسي، مرورا بمحاكمتي وانتهاء بصدور الحكم المسيس بامتياز ضدي والذي قضى بإعدامي ظلما وعدوانا رغم انني بريء كل البراءة من التهمة الملفقة والباطلة..
تحية وسلام ..

لكل الشرفاء والأحرار وحب ووفاء وعرفان مني لكل من وقف معي وتضامن معي وإلى جانبي في محنتي.. رغم قلتهم.. مقارنة بالأصول والجذور التي انتمي إليها.. وسينطلق حديثي من هنا..
المراقشة.. هي قبيلتي وعشيرتي وأحب أن اعرف عنها الشيء اليسير. هي عصبتين : عصبة في جول يرامس ، وفي جبال المراقشة عصبة.

جول يرامس .. تربطني بجدي مبجد.. جبال الرصاص جدي عمير وهي سبعة أبواب ( اي سبع قبائل ) نذكر منها : الحصير ، آل عباد ، آل سند، آل عمر علي ، آل بالعيد، آل حوتر، وآل البشع.. وغيرهم.

مسقط رأسي مديرية لودر .. قرية زارة .. سلطنة آل عوذلة والتي أنجبت من اشرف وأنبل الرجال .. والوعول .. نذكر منهم العديد من الشهداء للثورة وللصراعات ، كالشهيد مهدي صالح جعفر – ابن خالي- والذي توفى في طائرة الدبلوماسيين. والشهيد صالح ناصر العبادي (الملقب السعيدي) والمناضل الجسور فقيد عمي محمد ناصر الجعري، والشهيد ناصر ناجي المصعبي، والشهيد أحمد سالم الدماني.. وغيرهم الكثير والذين استشهدوا في السبعينات.

وأنجبت من الفنانين نذكر منهم على سبيل الحصر شريف ناجي المصعبي طيب الله ثراه والشيء بالشيء يذكر فقد أرسل والدهم الشيخ ناجي المصعبي قصيدة شعرية في سنة 1960م أثناء وجود المستعمر البريطاني والموجهة أصلا إلى الأستاذ محمد علي باشراحيل، يقول فيها:
با اسأل الايام كما الايام تجيب السائلي *** هذه صحيفة راقية ما سك على روس الكلي
يا منبر الاحرار والحرية آخر واولي *** يا باشراحيل اشرح الموقف ووضح أحك لي
العلم منك عند ذي يفهمونه يقبلي *** ايش استوى في الحكم في الجفري وبن سالم علي
واجب يساعدهم اذي شي كان جيش العبدلي *** واهل البنادق والخناجر والسيوف السقلي
اشكر جهودك يا محمد يا الاديب الافضلي *** صحيفة الايام للتاريخ فضلا سجلي

وهذا أثناء ترحيل الجفري وبن سالم علي من قبل المستعمر البريطاني من عدن – زارة والتي ترعرعت فيها .. وعشت فيها طفولتي وبراءتي وبها بيتي.. وقبر أمي وأبي.. ووصيتي لم بعدي ان يكون قبري الى جانبهما في نهاية عمري إلى دار الآخرة.
زارة قريتي وان جارت علي ..

وحبيت ان اكتب أيضا موجز عن حياتي قبل مماتي ذكرى لخطي .. وبتوقيعي وبصمتي وذكرى لفلذات اكبادي .. لأطفالي .. وأطفال قريتي في زارة، وأقول فيها .. زارة يا قريتي.. يا مسقط راسي عشت فيك طفولتي وبراءتي .. وترعرعت بين اخواني .. واخواتي رعيت فيك الأغنام .. وزرعت فيش الأرض أثناء طفولتي .. وبلوغي ودرست فيش الابتدائية .. في مدارس الثورة ، وعبود ، وناجي .. أنا وأبناء أخوالي وعمومتي ..وأبناء قريتي.

ثم سافرت الى عدن في العام 1976م .. عاصمة وطني الجنوب وعملت في النقل البري.

في العام 1982م سافرت الى لبنان لمحاربة العدو الاسرائيلي أثناء اجتياح بيروت من قبل العدو الصهيوني.. كمتطوع.
عملت بعد ذلك في صحيفة الأيام.. حارس في صنعاء.. عاصمة أكذوبة وحدتي..
للأسف الشديد.. تم ادخالي السجن المركزي في قضية أنا بريء منها .. وحكم علي بالإعدام .. حكما سياسيا بالدرجة الأولى.

ان المؤلم في كل ذلك انني في محنتي لم أجد أهل عشيرتي ومن ترعرعت على أكنافهم .. ممن ذكرناهم آنفا .. ولم نجد الا القليل والذين نقول لهم شكرا لكم جزيل الشكر .. وكل من تناساني وتناسى أصلي وجذري ومرجعه .. وكل من تناسى أصحابه نقول لهم عتاب في هذه الكلمات الشعرية وأوجزها بما هو آت:

يا الله انا سالك بياسين والفلق *** والاعراف والتوبة ألهي والانشقاق
والانعام والطارق والانسان والعلق *** تفرج على بو عبد الحكيم كما قد تعب وضاق
ومن بعد يا هاجسي نظم حروفك على الورق *** وقيس القوافي واحكم القول والنطاق
وخلك طبعي لان لا خير في القلق *** عسى الله يفرجها قفى طيلة الفراق
وذلحين يا طارشي على جيب لا انطلق *** يوديك لا حيث ارسلك لزارة يسبق السباق
لا عند اهل عشيرتي بعدما صفنا افترق *** وقل لهم وحق الله ذي رافع الطباق
ما سوى الا قدر غصاب وما بيننا أي حق *** ومن يوم تناسوني وقلبي في احتراق
ولا زد هدا لي بال ما أظلم ولما شرق *** ولا عاد أبى العيشة ولا عاد لها مذاق
وحنا اخوان كلنا الكيل من طبق *** يوم كنا بنتقاسم الجودة وبنشلها سباق
حنيني على جدنا مبجد قسم بذي خلق *** على ان قد حياتي بعد الذي سار لا تطاق
يا ضيق قلبي ضيق واضيق من الحلق *** على ذا الوقت ذي باعد بين الاخوان وخيرة الرفاق
عزيز من سار منها وغادر وبربه التحق *** واسالك تغفر لي بحق اسمائك والبيت والبراق
والختم صلوا على المختار ما لاح وما برق *** محمد المصطفى ذي جاهد الكفار والكفر والنفاق

ختاما..

أتوجه بالتحية والشكر والعرفان لكل من زارني ووقف معي ولا زال صامد سواء بالقلم أو بأي شيء واخص بالذكر شيخ مشائخ العوالق صالح بن فريد العولقي الذي زارني في إحدى جلسات المحاكمة الهزلية بداية 2008م وكذا الشيخ المهندس ناصر بالدحيل .. ونقول كما قال أبو الأحرار:

بلدي وان جارت علي عزيزة ***وأهلي وان جاروا علي كرام

نعم انتم في قلبي، كرام في حياتي ومماتي وكل ما اطلبه منكم ومن جميع قبائل الشعب اليمني ان يتمسكوا بالثقة بالله سبحانه وتعالى .. ثم بينكم ..

كانت عاصمة زارة وفي ابين وزنجبار *** واليوم ضاعت لا بها عامر ولا عمار

برقيات:

شكر وعرفان لقبائل أهل عوذلة وآل ديان والمياسرة .. وكل قبائل الجنوب.


الشهيد الحي بإذن الله
من خلف قضبان الظلم والطغيان والظلم والظلام
حارس صحيفة الأيام
الجنوبي / احمد عمر أمعبد العبادي المرقشي
السجن المركزي صنعاء