اعتبرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الاحتجاجات الشعبية المندلعة في تونس والجزائر تؤكد فشل الحكومات العربية.
وقالت الصحيفة فى تعليق لها : إن رد الفعل الرسمي للحكومات العربية على الاحتجاجات الشعبية جاء متفقًا مع ما وصفته "بقواعد لعبة الطاغية" التي تنص على أمر الشرطة بفتح النار على المتظاهرين العزل ونشر الجيش في الشوارع ومن ثم إلقاء اللوم على "الإرهابيين" واتهام مجهولين وأطراف أجنبية بالتحريض.
وأوضحت الصحيفة، أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي مثله كغيره من الحكام العرب لا يستطيع أن يواجه هذه الاحتجاجات إلا بهذه الخطوات المتفق عليها.
وكانت الاضطرابات في تونس قد بدأت الشهر الماضي عندما انتحر الشاب البوعزيزي محمد 26 عاما بعد أن أحرق نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد في السابع عشر من ديسمبر2010، احتجاجا على منعه من بيع الخضراوات والغلال وصفعه من قِبل أحد موظفي البلدية، إضافة إلى رفض المسئولين المحليين مقابلته حينما أراد الشكوى.
وأشعل هذا الحادث احتجاجات ومظاهرات في مدينة سيدي بوزيد تعاطفا مع البوعزيزي تحولت في اليوم التالي إلى مواجهات عنيفة مع الشرطة سرعان ما امتدت إلى بقية مدن المحافظة سيدي بوزيد ثم إلى محافظات أخرى في البلاد أدت إلى مقتل 14 شخصا حسب رواية الحكومة وما لا يقل عن 50 قتلوا على حسب المصادر الشعبية وحقوق الإنسان.
واستبعدت "الجارديان" وجود تدخل أجنبي في الاحتجاجات التي تشهدها تونس، وقالت :" أن التونسيين سئموا البطالة المزمنة وارتفاع أسعار المواد الغذائية والفساد الرسمي والنظام السياسي السلطوي الديمقراطي الذي أعطى بن علي ولاية خامسة على التوالي في 2009 مع 89،6 ? من الأصوات " .
ولفتت الصحيفة إلى أن هذه المشاكل مألوفة في أنحاء العالم العربي مع استثناءات محدودة في لبنان وفلسطين والعراق التي تواجه مثل هذه المشاكل وغيرها من القضايا الأخرى.
وتطرقت إلى المظاهرات التي شهدتها الجزائر الأسبوع الماضي بسبب ارتفاع أسعار المواد الغذائية، مشيرة إلى ان 60 % من سكان مصر ،التي تعتبر أكبر الدول العربية، تحت سن 30 عاما وان بطالة الشباب في ارتفاع مستمر في حين يعيش أكثر من 40 ? من المواطنين بأقل من 2 دولار في اليوم.
وأضافت الصحيفة تقول : "أن فشل الحكم العربي أصبح قاب قوسين أو أدنى وذلك يمتد من الدول العربية من اليمن والخليج إلى شمال أفريقيا"، موضحة أن معهد "كارنيجي" أكد في دراساته أن معدلات البطالة في ارتفاع مستمر بالعالم العربي مما يهدد بإثارة الاضطرابات الاجتماعية وأن التحديات التي تواجه الفقراء في ازدياد مع بطء النمو الذي يتزامن مع التزايد السكاني.
ونقلت الصحيفة عن خبراء سياسيون قولهم : إن العالم العربي يتجه نحو "التخندق السلطوي" وإن القادة العرب يستغلون انشغال الغرب مع الإرهاب ، وقضايا الصراع العربي الإسرائيلي وقضية فلسطين لتحويل الضغوط الدولية بشأن الإصلاح الداخلي.