تابعت تعليقاتكم وردود صاحب الموضوع الأخ الساري ، ولعلي اخالفكم الرأي في هذا الامر، واظن ان مثل هذه الخطوة تضر الحراك وتضيق عليه الخناق ، فالقضية هي اكبر من مسميات او انتماءات لاحزاب لا تسمن ولا تغني من جوع ، القضية اكبر من اعلان استقالة هنا وهناك ، فهي قضية وجود وهوية قبل ان تكون قضية انتماءات تنظيمية، وسبب التمزق والوهن الذي اصاب الحراك لا يعود لتعدد الولاءات بل لضعف قيادي سياسي وتنظيمي مستحكم ، وتجاهل مخيف للعمل السياسي الناضج والواعي ، الذي يميز ويحلل الواقع بدقه ، ويدرس امكانيات وقدرات الخصم ، ويقيم قدراته الذاتية بموضوعية بعيدا عن الشطحات والتخبط العفوي ، في السياسة التحالفات التي تخدم الهدف تكون مشروعة ومبررة بل وضرورية حتى مع جماعات او افراد في جبهة الاعداء ، ولكنها مسألة صعبه ومعقده ، وفرض الشروط والانفراد بالقرارات وتصنيم الافراد ونفي الاخرين واجبارهم على اتخاذ خطوات لا تعبر عن قناعاتهم الاصلية ، باستغلال العاطفة الجماهيريه العفوية ،لهو عمل خطير ومدمر بكل المقاييس ، فلا يوجد حزب موحد للحراك في الداخل او الخارج ، والمجلس الاعلى للحراك يجب الا يكون بالضرورة هو الوعاء الحاضن لكل النضالات بطريقة قسرية ( كل الشعب قومية)، ومالم تحترم حقوق الناس في الانتماء والتنظيم والتفكير المستقل فان هاوية سحيقة تنظرنا ، توحدنا الهوية والانتماء وليس من حق احد ان يستخدم اي وسيلة من وسائل الاكراه المادي او المعنوي ،ليجبر الاخرين على الانضمام اليه او اللحاق به ، هذه الخطوة ستزيد من التمزق ولن تلغي الذاتية المغرقة بجنون الزعامة ،و تقوية الحراك والانتصار للقضية له مداخل اخرى ، ويحتاج الى فكر وعقول ، فن السياسية يعلمنا كيف نميز بين الاستراتجية والتكتيك ، والاهداف الانية والمستقبلية ، والغايات والوسائل ، واساليب القيادة والتظيم ، لو توحد الديناصورات الثلاثة في الخارج واتباعهم مثلا ، وعملوا بشكل موحد وفق رؤية مشتركه، لتغير موقف الخارج بصورة دراماتيكية ، وهي وظيفتهم الاساسيه ، اما ان يتحولوا على الداخل ولكل منهم اجندته وبرنامجه ،فأنهم بدلا من ان يعززوا موقف القضية في الخارج ،يعملوا على اضعافها في الداخل وتقسيم البشر بولاءات فرديه جديدة ، مقومات الانقسام موجودة في كل منطقة وقرية ، والعقلية الرعوية ستظل مسيطرة على الوعي ، ومالم يراجع القوم خطواتهم ومسلكهم وخطابهم السياسي وشعاراتهم واسليب عملهم و القبول بحقهم بالتنوع والاختلاف ، فان عقبات ونكبات تنتظرهم ، فلا يمكن ان يكون هناك حراك تنظيمي سياسي يبنى على توافق مناطقي ، الكل يتحدث عن الهوية الجنوبية واصبحت كل منطقة بحد ذاتها وطن لأهلها . والبقية ستأتي . تحياتي