بقلم / عميد متقاعد علي حسن زكي قيادي ومؤسس في الحراك عضو الحزب الاشتراكي منذ 20/2/1968م
الحملة السياسية والإعلامية المسبوقة والمتزامنة ... اللقاءات ــ الاجتماعات الخارجة عن نطاق الهيئات ومشروعيتها ... تعيين قيادات ... إصدار مشاريع وثائق ... خطاب متطرف .. الإصرار على الاستقالات الحزبية وبعد مرور خمسة أعوام من عمر الحراك ... إحراق علم دولة الجنوب... كل ذلك يندرج في إطار مايمكن وصفه بالقرصنة السياسية ومحاولة سطو واختطاف للحراك وهيئاته وفرض حالة وصاية على الجنوب في راهنه الكفاحي وتحديد معالم مستقبلة والانفراد بتمثيله وهو ما لا يمكن تحقيقه ما لم يتم تنظيف الحراك وهيئاته من أعضاء بقية القوى السياسية الجنوبية الأخرى إلغائها ـ إخراجها من المعادلة وتصفية الملعب ... أجندة متعددة ... و في سياقه القادم من وراء المحيط وما يبذل من جهد باتجاه تحويل الحراك إلى مجرد مظله له ـ جماهير الحراك إلى مجرد قواعد له ـ هيئات الحراك إلى مجرد هيئات له قيادات الحراك إلى مجرد قيادات له ـ برنامج الحراك إلى مجرد برنامج له ... اصطفاف مع أجندة أخرى تتقاطع معه في المرامي والأهداف .. و الغاية تبرر الوسيلة :
حين نزل أبناء الجنوب إلى الشارع في حراك شعبي وطني جنوبي سلمي مجسدين انطلاقة ثورة العزة والكرامة رافضين الذل والإلحاق ـ الخنوع والاستعباد ـ ملتفين حول هدف شعبنا ـ متمسكين باستعادة دولته ورافعين علمها عالياً ـ مقدمين التضحيات في ميادين وساحات النضال السلمي وعلى مدى خمسة أعوام مضت ـ تلك الانطلاقة التي تواصلت بمشاركة شعبية واسعة والتفاف وطني غير مسبوق شمل كل أبناء الجنوب دون استثناء بمختلف ألوان الطيف وعلى قاعدة التصالح والتسامح والتضامن والشراكة الوطنية .. (لم يكن هناك حينها من وضع شرط تقديم الاستقالات ) حين برزت ضرورة إيجاد الأشكال التنظيمية الحاملة للحراك والسير به حتى تحقيق أهدافه المعبرة عن تلك المشاركة والحاضنة لها ... حين دارت عجلة البناء التنظيمي المؤسسي من الأدنى إلى الاعلى وتشكلت الهيئات تمثيلية في تكوينها واختيار قياداتها مستوعبة لهذا التنوع ـ للنطاق الجغرافي وتنسيقيه تكاملية في قيادتها لمسيرة الحراك وتنظيمه ( لم يكن هناك حينها من اشترط تقديم الاستقالات أو ينحصر الوجود على المشاركة في الفعاليات مجرد رعايا وملحقين ) حين انظم للحراك على اختلاف مراحله وفقاً لتلك الصيغة الوطنية الكفاحية الجنوبية التوافقية الجنوبية الجامعة أعضاء مجلس نواب ـ قياديين من حزب المؤتمر العام مرتبطين بمرتباتهم وعلاوتهم ومخصصاتهم وامتيازاتهم بصنعاء لم يطلب منهم تقديم استقالاتهم أو التأكد منها وفك ارتباطهم بصنعاء أو التفتيش عن ضمائرهم انطلاقاً من كونهم جنوبيين والجنوب يتسع لكل أبنائه والمقياس هو فقط الموقف من قضيته والنضال تحت سقف هدفه والالتزام بثوابت الحراك وأدبياته ومنهجه السلمي .. حين وصلت قضية شعب الجنوب إلى حيث وصلت إليه محمولة على الحراك المحمول على تلك الصيغة الوطنية التي على أساسها اكتمل البناء التنظيمي المؤسسي وتشكلت المكونات التي اندمجت في مكون وطني واحد وفروعه في المحافظات والمديريات والمراكز بقيادة مؤقتة من رؤساء المكونات المندمجة حتى المؤتمر ، لم يكن هناك من طلب من أي منهم تقديم استقالته ، خصوصاً وجميعهم لهم إنتمائاتهم الحزبية ومن خلاله تقديم استقالات الحزبيين الموجودين في المكون الذي كان يرأسه ، أو أن يغادروا الهيئات ويتحولوا إلى مجرد ملحقين .... وفق هذه الصيغة الوطنية انطلقت مسيرة الحراك في الميدان ـ تكونت هيئاته تم اختيار قياداته انطلاقاً من حضور فعلي ـ تواجد في الصفوف الأولى ـ جنوبيين مناضلين من اجل قضية شعبهم وتحت سقف هدفه ـ سباقين في اقتحام ميادين النضال السلمي والمشاركة في تأسيس الهيئات دون لالتفات إلى الانتمائات الحزبية وشرط تقديم الاستقالات ـ لم تفرق بينهم بسبب إنتمائاتهم المقابر وزنازن المعتقلات على هذا الأساس ووفقاً لهذا التواجد والمشاركة والتضحية والاستشهاد جرى اختيار القيادات والهيئات ومن خلالها من الأدنى إلى الاعلى ولم تصدر قرارات حزبية بتعيينهم ........ محاولة الإخلال أو المساس بتلك الصيغة الوطنية او الخروج على شرعية الهيئات التي نتجت وتكونت وفقاً لها لا يفقد المحاولة شرعيتها ، وحسب ولكنه يفقد من يقوم بها شرعيته ، طالما كان قد جاء محمولاً عليها ناهيك ، عن أن تكون الهيئات هي تمثيلية تنسيقية الاعلى يستمد شرعيته من الأدنى وان يكون المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب نتاج دمج مكونات مجرد قيادة مؤقتة للحراك ، أشبه ما يكون بحكومة تصريف أعمال حتى المؤتمر العام للحراك السلمي الجنوبي ، الذي يتكون من ممثلين مختارين من مجالس المحافظات والمديريات هو صاحب المشروعية دو ن غيره في الوقوف أمام تقييم مسيرة الحراك وإقرار وثائقه واختيار قياداته والقول الفصل في موضوع الانتمائات الحزبية وعلى قاعدة الشرعية التوافقية ..... والله على ما نقول شهيد
بقلم / عميد متقاعد علي حسن زكي
قيادي مؤسس في الحراك
عضو الحزب الاشتراكي منذ
20/2/1968م