إظلمْ كما تشاءُ فكلُّنا نساءُ بل نصفنا مواليٌ ونصفنا إماءُ وليس فينا ثائرٌ يُعْطى له اللواءُ وكلّما نُجيدهُ يا سيدي : الشُكاءُ فاظلمْ كما تشاءُ .
مؤبّدٌ يا سيدي في أرضنا الغباءُ فلا تخفْ ذكاءنا قد صودرت عقولنا وصودرَ الذكاءُ فكلُّنا مُجهّلٌ وكلُّنا مُسيّرٌ وكلُّنا مُضلَّلٌ يقودهُ العماءُ فحلمُنا دهاءُ وصمتنا انتماءُ وصبرنا ولاءُ وسُخطُنا أعيذكم من سُخطِنا ثناءُ وألفُ ألفِ مدحةٍ يضمّها الهجاءُ فاظلمْ كما تشاءُ .
فكلّ ما نقولهُ عن عزمِنا ادّعاءُ وكلّما نقولهُ عن ظُلمِك افتراءُ فكلُّنا منافقٌ وقولُنا هُراءُ صرخاتُنا عِواءُ وشعرُنا ازدراءُ وكلّما نخطّهُ يا سيدي: هباءُ فاظلمْ كما تشاءُ .
منقول
تمثُّلاً لعدلِكم فكلُّنا سواءُ فليس فينا مترفٌ يحفّهُ الثّراءُ وليس فينا مُنْعَمٌ يلفّهُ الرخاءُ فكلّنا مشرّدٌ يهدّهُ العناءُ فبوركت جهودُكم وبوركَ العطاءُ بعهدكم لألئاً ستمطِرُ السّماءُ ونبْتَ تبْرٍ خالصٍ سيُنْبتُ العراءُ فلترضَ عنا سيدي ليُرفعَ البلاءُ ويذهبَ الشقاءُ واظلمْ كما تشاءُ .
فكلُّنا حماسةٌ وكلُّنا وفاءُ وكلُّنا ياسيدي لعرشِكَ الفداءُ وكلُّنا مُسلِّمٌ بأنّهُ القضاءُ فاظلمْ كما تشاءُ ,.
ولا تضقْ بثلّةٍ من الحفاةِ جاءوا وندَّدوا بظُلمِكم ولاسمِكم أساءوا وردَّدوا حقائقاً ما شابها الرياءُ فخلفهم جحافلٌ بصمتِهم نداءُ أرواحهم مشاعلٌ لأجْلِكم تُضاءُ .
فلتُسْفك الدّماءُ وليُهْدم البناءُ وليُعْقر الحياءُ وليعْلو البكاءُ وليُكتب العزاءُ وليُنشر الرثاءُ في بلدةٍ مظلومةٍ رجالها نساءُ ربيعها شتاءُ وأسْدها ظباءُ وأهْلُها من داهنوا ولاتها وراءُوا فاظلمْ كما تشاءُ