يقال إن الظلم يصنعه ثلاثة هم
الظالم ومن يعينه والساكت عنه) يقيني لقد وعت الشعوب العربية أخيراً هذه الحقيقة وحطمت هذا المثلث بأضلاعه الثلاثة..
فلن تكون للظالم معين ولا ساكتا على ظلمه، وطفقت اليوم من محيطها إلى خليجها لتقدم استقالتها لتستقيل من كرسي الذل والخنوع والاستكانة، ونزلت من علياء هوانها هذا إلى شارع عزها وحريتها وتحررها بعد عقود من ربطها عنوة بهذه الربقة المحكمة ،وتمكنت اليوم وان كان نظريا من فكاك هذه العروة البائسة لتتلمس طريق حريتها وانعتاقها من زمرة هذه الأصنام البشرية التي نراها اليوم تتظاهر بأنها بعد عشرات السنين من تسمير براغي مؤخراتها بكراسي عروشها المتهاوية قد فهمت شعوبها ووعت لمطالبها وأحست بمعاناتها وبؤسها ،كما تظهر اليوم وهي تتوسل عطف هذه الشعوب عبر خطب من المسكنة وخطب الود التي نراها اليوم تحت وقع هدير هتافات ثورات جموع المظاليم وانتفاضات الجياع وما اكثرهم.. وما أكثرهم وهي قطعا لم ولن تصدق بهذا الزعم وعقود حكمها عليها شهود....
حتى وان حاولت هذه الأصنام وهي في موتها الإكلينيكي أن تمد عمرها عبر إجراءات تغيير مساحيق صورتها المتسخة فهي تعرف قبل غيرها انه تحتضر ولن يجديها نفعا حتى وان اغلقت كل ترددات موجات القضائيات العربية الحرة صنا منها ان بوسعها حجب أشعة الحرية المتهادية عبر هذه القنوات، و ان ساقت موظفي الدوائر وعسكرها المغلوبين على أنفسهم الى ساحات التظاهر وبصورة مسخرة ومبعث على التندر حين لا تنفك هذه السلطات كما هو ديدنها من دس أنفها لتفسد وتمسخ حتى التظاهرات الشعبية عبر مسرحيات هزيلة تجوب الشوارع تهتف بحياة الزعيم الضرورة بروحها وعظمها، والبطون تسبقها بهتافات غرغرة الجوع ... يا واهب مملكة العقل خلصنا من هذا العبث المجنون ومن هذا الواقع الذي جاوز فيه الفاسدون المدى .... ولله درك يا أحمد مطر:
( في ظِلّـِكمْ لَمْ نكتسِبْ
إلاّ الهَلاك وحدهُ
أجسادنا مُنهَكهُ
أرواحُنا مُنـتهَكهْ خطواتنا مُرتبكه
أوطاننا مُفـككهْ لا شَيءَ نَخشى فَقدهُ
حِينَ تَحُلُّ الدرْبكَهْ
بَلْ إننا سَنشكُرُ الَموتَ إذا مَرَّ بِنا
في دَرْبهِ لِنَحْركُم فَكُلُّ شَرٍّ في الدُناْ
خَيْرَُ.. أَمامَ شَركمْ
وَبعدَ بلوانا بِكمْ
كل البلايا بركه)