عقب يوم واحد من اعلان الرئيس المصري حسني مبارك تخليه عن منصبه ،اهتم التليفزيون الاسرائيلي بسرد تاريخ وحياة الرئيس السابق على مدار الـ30 عاما الماضية ، معربا عن تقديره واعتزازه بمجهوداته لتحقيق السلام على المسرح العربي وتصديه للمعارضة وخضوعه في نهاية الأمر لمطالب شعبه بالتنحي.
واعتبر التليفزيون الاسرائيلي ان عهد مبارك بمثابة العصر الذهبي لإسرائيل وسرد موقع القناة "العاشرة" بالتليفزيون الإسرائيلي تاريخ حياة الرئيس مبارك الذي ولد في الرابع من مايو/ايار سنة 1928 بمحافظة المنوفية وتحديدا في قرية مصالحة .
واشار التليفزيون الى ان مبارك منذ شبابه استمر في مجال عمله العسكري وفي عام 1949 بعد أن أنهى دراسته التحق بصفوف الجيش المصري وبدا يتدرج في الرتب حتى وصل عام 1964 إلى الملحق العسكري المصري في الاتحاد السوفيتي سابقا.
وفي نهاية الأمر بعد انتصارات أكتوبر عين نائبا للرئيس الراحل أنور السادات.
ودافعت القناة العاشرة عن مبارك بوصفه أحد أهم واكبر الزعماء العرب تأثيرا في العالم العربي والشرق الأوسط ، معتبرا أن حكم الرئيس مبارك لمصر على مدار 30 عاما كان قويا ومستقرا.
ونوه التليفزيون الإسرائيلي إلى أن ما يحسب للرئيس مبارك هو أنه لم يلغ اتفاقية السلام مع اسرائيل على الرغم من الضغوط المكثفة من جانب الدول العربية لإلغاءها ، كما كان شريكا عام 1993 في مباحثات السلام السرية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وساندت القناة الإسرائيلية موقف مبارك طيلة سنوات حكمه حيال جماعة الأخوان المسلمين.
وختمت القناة الإسرائيلية تقريرها بالقول: "بعد انتصار الثورة كل الأنظار متجهة الآن إلى مصر وما الذي ستنجبه وكيف سيصبح الشعب المصري من دون مبارك ".
تنحي مبارك وفي قراءة إسرائيلية أخرى لليوم التالي على تنحي مبارك عن الحكم وتسليمه مقاليد الأمور للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، قال المعلق الإستراتيجي آفي ييسخاروف "إنه لا يزال مئات المصريين يتوافدون صباح السبت على ميدان التحرير للاحتفال بالانتصار العظيم وقيام الجيش بإزالة الخيام تمهيدا لإخلاء الميدان وعودة الحياة إلى طبيعتها".
وأعرب الكاتب الإسرائيلي عن دهشته واستغرابه من نشر صحيفة "الأهرام" القومية "الشعب أسقط النظام".
كما تساؤل ييسخاروف عن كيفية العلاقة فيما بعد بين المشير حسين طنطاوي الذي أصبح الآن القائد الأعلى للقوات المسلحة واللواء عمر سليمان نائب الرئيس المتنحي حسني مبارك.
وقال المعلق الإستراتيجي في تعقيبه "إن طنطاوي أصبح الآن الشخصية الأبرز في الدولة وما طمئن إسرائيل هو أن المشير قام في السنوات الأخيرة بإقامة علاقات وطيدة مع المنظومة الأمنية في إسرائيل واجتمع مع كل وزير الحرب تولى هذا المنصب في السنوات الأخيرة".
وأوضح يسسخاروف أنه على أية حال من الصعب أن تحدد إسرائيل كيف يواجه القائدين سليمان وطنطاوي معا الاحتجاج المستمر من قبل منظمي ثورة 25 يناير .
موقف إسرائيل الرسمي فيما ذكرت الإذاعة العبرية " ريشت بيت " أن وزارتي الدفاع والخارجية الإسرائيلية مستمرون في مشاوراتهم في أعقاب تنحي الرئيس مبارك عن الحكم وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدارة شئون البلاد .
وقال مراسل الإذاعة للشئون السياسية تل موسير إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تباحث بالأمس مع وزير خارجيته أفيجدور ليبرمان بشأن الأوضاع في مصر بعد تنحي الرئيس.
وأشار مراسل الإذاعة إلى أن إسرائيل ترى في تقديرها أن الوضع في مصر فيما يتعلق بإسرائيل لن يتغير بشكل جوهري .
كما نوه مصدر سياسي رفيع المستوى أيضا إلى أن من السابق لأوانه التحدث عن التوقعات إذ لا يعرف كيف ستجري الأمور في مصر.
وأضاف أن إسرائيل تتمنى لمصر أن يتم الانتقال فيها إلى الديمقراطية بسلاسة من دون خصومات أو أعمال عنف ، مشددا أن مصلحة مصر وإسرائيل هي صيانة السلام بينهما
وأوضحت الإذاعة العبرية أن المشاورات بين إسرائيل وأمريكا لا تزال مستمرة حيث اجتمع مستشار الأمن القومي عوزي أراد الموجود في واشنطن مع نظيره الأمريكي توم دونيلون ومسئولون كبار آخرون .