بانهيار نظام ملك قرطاج في تونس وحكم فرعون مصر اهتز عرش الملك اليمني الصالح الذي استدعى مستشاريه واستنفر مجالس الحرب المتمثلة بالمجلس الأعلى للدفاع الوطني واللجنة الامنيه العليا وعقد الاجتماع تلو الأخر لحكومته وقيادات حزبه لتدارك ما يمكن تداركه ولتفادي طوفان ثورات التغيير القادمة من تلك البلدان فأعلن طوارئ غير معلنه واعد خطط لمواجهه محتمله مع الشعب وتدارس تنفيذ الكثير من القيود على الحريات منها تقديم مشروع التصنت على الاتصالات وتشديد ألرقابه على النشطاء السياسيين والانترنت0
ونظرا" لعدم استيعابه تلك الصدمة واعترافه بمستجدات الأمور فقد لزم النظام الصمت بعد سقوط مبارك ورفض مجلس النواب اليمني تأييد الانتقال السلمي للسطه الذي يجري في مصر بل بلغ الأمر إن رئيس مجلس النواب اليمني قال إن مايجري في مصر لايشرف المصريين ولا مصر في تدخل صريح وواضح في الشؤون المصرية وإنكارا" لحق المصريين في التغيير وممارسة حقهم في شؤون بلدهم داعيا" اليمنيين إلى إن يعقلوا في اشاره واضحة منه إلى إن النظام يلمس رغبة الشعب في خلعه كما جرى في كل من تونس ومصر0
لذالك فقد سارع النظام إلى إغلاق المداخل والمخارج المؤدية إلى ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء خوفا" من أن يدشن اليمنيين ثورتهم منه اقتدائا" بالمصريين فجلب إليه العديد من الخيام والدراويش ومجاذيب الأولياء ليقيم فيه على مدى ثلاث أيام مضت ولازالت مستمرة مولد الولي الصالح والعديد من حلقات الشعائر ألمؤتمريه ومدائح بقاء الولي الصالح ومقاومة من يسمونهم بشياطين التغيير من خلال التصدي لمظاهراتهم السلمية والزج بمجاذيبهم بينهم للاعتداء عليهم بالا سلحه البيضاء والهراوات وهم يقرعون طبول الزمر والرقص ويلعبون بالجمور في رقص يجسد حالات استحضار الأرواح وطرد الشياطين بالتعاون مع رجال الأمن لينفردون بتلك الساحة التي حولت إلى مخيمات شبيهه بمخيمات اللاجئين الصوماليين جلب إليها بعض القبائل ومشايخهم لتكون مرتعا" لهم على مدار الساعة يشرف عليها قيادات من حزب النظام أمثال بن دغر والبركاني وأمين العاصمة الاكوع وعدد من القيادات الامنيه ورصدت لهم الاعتمادات المالية وسخرت لهم وسائل الإعلام الرسمية وإمكانيات مؤسساتها بل إن المتتبع للإحداث عن قرب سيرا بعينه ويسمع بأذنيه كيف يتم تعليم دراويش المولد من القبائل حفظ الجمل الذي تعبر عن تأييد بقاء الرئيس الصالح وكيف يقوم عدد من إتباع السلطة بتوزيع المبالغ المالية للمشاركين تحت بند حق القات ونفقات غذاء وأقامه للقائمين على المولد وكيف يتم تدقيق تلك الكشوفات سواء بالاضافه أو الحذف وقد لمست ذالك عن قرب خلال زيارتي لهذه الحصائر الادميه بل لمست مانشب من خلافات بين شيخ وأخر على زيادة أو نقص تلك الاعتمادات 0
انناء نراء بأن نظام الحكم في اليمن هو من أطغى الانظمه العربية استبدادا"وظلما" وانه يسير في طريق الزوال لامحا له بل لقد بلغ من العمر عنيا" وبالتالي فأن هشاشته وتفككه الداخلي وما يعيشه من أزمات كالقضية الجنوبية وتصفيات عرقيه في صعده وجرائم أخرى بحق المواطنين والوطن تحت مسمى مكافحة الإرهاب والقاعدة الذي هي جزء من مكوناته وكذاء سيطرة قوات التحالف على حدوده البحرية والجوية والقراصنة على مياهه الاقليميه والتدخل الخارجي المستمر في شؤنه الداخلية وغياب الوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية كل تلك الأمور لن تمكنه من مقاومة أي ثوره لإسقاطه خلال فتره مابين 7-10يوم على الأكثر وفقا" لنتائج الكثير من مراكز الدراسات والبحوث المختصة بالشأن اليمني إذا ماتوفرت الاراده الشعبية للتغيير ولن تجدي مايراهن عليه النظام من أدوات مقاومه في صد ذالك حتى المؤسسة العسكرية ستكون أولى البنىء المرشحة للانهيار بسبب سيطرة العائلة الحاكمة على قيادات تلك الوحدات وانتشار الظلم والتهميش للكثير من ضباطها وإفرادها الذين يبدون تذمرهم الدائم مما يعانوه فيها و المتمثلة بسلب حقوقهم والتمييز ألمناطقي والمذهبي بينهم بالاضافه إلى إن وحدات الجيش مسلحه بعقيدة زائفة هي عقيدة الولاء في ضل غياب القناعات الداخلية لمنتسبيها بذالك 0
وانطلاقا" مما سبق فأننا نستخلص إن مقولة النظام الذي أطلقها في مؤتمر الديمقراطية في البلدان النامية الذي انعقد في عام 2005م في اليمن حين قال إننا يجب إن نحلق رؤوسنا قبل إن يحلقه لنا الآخرين سيتحقق وسيقوم الشعب اليمني بحلاقة رأس هذا النظام الهالك طالما وهو تناسى أمر نفسه منذ ذالك التاريخ ولم يفعل ماادرك حقيقته في حينه0
بقلم/ محمد الحميدي