أظهرت دراسة صينية جديدة أن تناول الأطفال لوجبة إفطار عادية يوميا مرتبط بانخفاض مستويات الرصاص في الدم لديهم، حسب خدمة "يوريك أليرت" التي تتيحها الجمعية الأميركية لتقدم العلوم (AAAS).
وقد أجرى الدراسة باحثون صينيون بقيادة الدكتور جيانغ هونغ ليو، ونشرت حصيلتها إلكترونيا بدورية الصحة البيئية الصادرة عن "بيوميد سنترال".
يشار إلى أن التسمم بالرصاص حالة مرضية ناجمة عن تراكم مستويات الرصاص وأشباهه في الجسم، وهي مواد ذات تأثير سمي بالنسبة لعدد من أجهزة وأنسجة الجسم، بما في ذلك القلب والعظام والأمعاء والكلى والجهازان العصبي والتناسلي.
اضطرابات وأعراض
يتداخل الرصاص مع مجموعة متفاوتة من العمليات الحيوية للجسم خاصة لدى الأطفال، ويعيق تطور الجهاز العصبي ونمو العقل مسببا اضطرابات دائمة في التعلم والسلوك وبطء النمو البدني.
وحسب الدليل الطبي لـ(مايو كلينيك)، تشمل أعراض التسمم بالرصاص آلام البطن، وارتفاع ضغط الدم، والارتباك العقلي، وفقد الذاكرة، والضعف العضلي، والصداع، وفقر الدم، والتهيج، واضطراب المزاج. وفي الحالات الشديدة يسبب الصرع والغيبوبة والوفاة.
يذكر أن هذه الأعراض لا تظهر عادة حتى يصل الرصاص إلى مستويات خطيرة، بينما "يبدو" بعض الناس بصحة جيدة رغم ارتفاع مستوياته لديهم.
وتشمل طرق التعرض للرصاص الهواء الملوث والماء والتربة والغذاء وبعض ألعاب الأطفال والأدوات والمنتجات المنزلية، خاصة طلاء المنازل القديمة، وبعض المهن بالنسبة للراشدين.
أنماط وفروق
وقد استمد الباحثون بيانات دراستهم من مشروع "جنتان" البحثي واسع النطاق لدراسة صحة الأطفال بالصين.
ورصد الباحثون مستويات الرصاص بالدم، وقارنوها بأنماط تناول الوجبات وطبيعة المغذيات.
وفي حين لم تكن هناك فروق في أنماط إفطار الأطفال من جهة العمر أو النوع، كانت هناك فروق في مستويات الرصاص في الدم.
حيث وجدت الدراسة أن مخاطر التسمم بالرصاص لدى الأولاد هي تقريبا ضعف مثيلتها لدى البنات، وكذلك مخاطر تسمم الأطفال في سن أربع وخمس سنوات أيضا ضعف مثيلتها لدى الأطفال في سن ثلاث سنوات.
ومع ذلك، لدى أخذ هذه المتغيرات كالسن والنوع في الاعتبار تبين أن الأطفال الذين يتناولون يوميا إفطارا عاديا تقل مستويات الرصاص في الدم لديهم بنسبة 15% عن مستوياته لدى الأطفال الذين يتجنبون وجبة الإفطار.
عوامل اجتماعية
كما تبين أن عادات تناول الإفطار كانت تتحدد بفعل التوجهات الأسرية حول الموضوع، وحيث يغلب على آباء وأمهات وأجداد الأطفال الذين يتناولون الإفطار أن يكونوا من أرباب المهن والأكثر تعليما.
ويلفت الدكتور جيانغ هونغ ليو إلى أن الحالة الاجتماعية والثقافية لدى الأهل أو من يقوم برعاية الأطفال -بما في ذلك مستوى التعليم والمهن التي يحترفونها- هي المحددات الأساسية لموقف الطفل من تناول وجبة الإفطار.
يذكر أن طرق الوقاية تشمل غسل اليدين بانتظام خاصة قبل الأكل، وتنظيف أسطح الأثاث والمفارش والفراش وبلاط الأرضيات من الغبار، والتخلص من الماء الراكد طويلا في أنابيب الرصاص عبر الصنبور لمدة دقيقة قبل الاستخدام الآدمي.
المصدر: الجزيرة نت