بقلم/ ابوانيس الضالعي
قد يتساءل البعض, لماذا الثورات السلمية الشبابية (الشعبية), في تونس ومصر وقريباَ في ليبيا, حققت أهدافها بإسقاط أنظمة الحكم في تلك البلدان, في فترة قصيرة, استمرت لأسابيع فقط0 بينما الحراك السلمي الجنوبي المطالب بفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب, الذي في شهر مارس الحالي يكون قد أكمل عامه الرابع على انطلاقته, ولم يحقق الحراك بعد هدفه المطلوب ؟!!.
المتابع لثورات الشباب في تونس ومصر وليبيا- أهم عوامل نجاح هذه الثورات كان عدم وجود قيادات محددة ومعروفة- قبل انطلاقة كل ثورة وحني بعد انطلاقة الثورة00!!
الحراك السلمي الجنوبي – رغم التضحيات الكبيرة والجسيمة التي قدمها طيلة أربع سنوات متواصلة- بسقوط قرابة ال500 شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين- ورغم الزخم الجماهيري المنقطع النظير والصمود ((الأسطوري)), وبصدور عارية- إمام آلة قمع وقتل لأترحم-ترتكب المجازر الجماعية بدماء باردة- لأتفرق بين طفل وكهل-رجل أم امرأة-لاتتوارى باستخدام الأسلحة المختلفة بما فيها الأسلحة الثقيلة وحتى الطائرات الحربية لتنفيذ تلك المجازر بحق شعب الجنوب المطالب سلمياَ بحقه الشرعي- باستعادة دولته.
مشكلة الحراك السلمي التي أحالت دون تحقيق لهدفه, ليس فقط التعامل الوحشي لقوات الاحتلال بحق جماهير الحراك – مشكلة الحراك الحقيقية تتمثل بقيادات الحراك دون استثناء, بالداخل والخارج, فقد ظلت ومازالت حتى اللحظة, هي العائق الأكبر أمام الحراك للوصول إلى هدفه بفك الارتباط واستعادة دولة الجنوب000!!
قرابة ثلاث سنوات متواصلة ونحن نرفع شعار توحيد قيادات مكونات الحراك, بمكون وقيادة واحدة- بحجة إن إيجاد قيادة موحدة للحراك سيعجل من تحقيق هدف ((فك الارتباط)), وان عدم وجود قيادة موحدة وواحدة, استحالة تحقيق هدف ومطالب الحراك000!!!
القيادي السياسي الجنوبي الكبير مسدوس: أكد في سلسلة مقالات صحفية تحت عنوان((نصائح للحراك)), حذر من سعي البعض لتشكيل قيادات للحراك في هذه الأوقات, طالباَ من الجميع بجعل الحراك يشكل نفسه بنفسه ويوجد قيادات له دون تدخل من البعض لتشكيل قيادات للحراك في تلك الفترات, لان وبحسب مسدوس قد يفضي ذلك إن تصبح تلك القيادات عامل إعاقة إمام الحراك ولن تكن محفزة للحراك!
بالفعل طيلة هذه السنوات الثلاث –مطلب توحيد مكونات الحراك وإيجاد قيادة موحدة له أصبح الهم الأكبر والشغل الشاغل لجماهير وقيادات الحراك, فصار الهم والوقت الأكبر للحراك يصب في هذا الاتجاه, فتوارى إلى الخلف هدف الحراك الحقيقي, المتمثل باستعادة دولة الجنوب, فاتجه العمل والسعي لجماهير الحراك من الشوارع وميادين النضال إلى الغرف المغلقة ومقايل القات, والقيل والقال00!,أصبحت القيادات من عوامل مساعدة إلى عوامل هادمة إذا لم تكن قاتلة بحق الحراك وبحق الوطن المنشود وخيانة لدماء الشهداء والجرحى000!, ظهرت الشللية وبرزت التكتلات الممقوتة, فصار التصنيف هو السائد –أنت مع من 00وتتبع من؟!
الجريمة الكبرى كانت بحق الحراك بالشارع, عندما سعت ممن تسمي نفسها بالقيادات نقل مشاكلها وخلافاتها إلى الشارع, بهدف تقسيمه وزرع الشقاق والفتنة بين الجماهير, ليثبت بأنه قائد وله اتباع00!!.
قيادات صارت تعتبر نفسها معدة من الآن لحكم الجنوب فأصبح تصرفها يصب في هذا الاتجاه, وأصبحت تتعامل من الآن كأنها بالفعل قد أصبحت في الحكم- أوامرها لابد إن تنفذ –لا تتناقش مع احد- لا تقبل بالعمل الجماعي والمؤسسي وووووووالخ!!,
من حافظ على وهج الشارع الجنوبي وبقاء قضية الحراك حية ليس قيادات الحراك وإنماء جماهير الحراك, فالجماهير وبإيمانها بقضيتها وبعدالتها حرصت على حماية الحراك ليس من جبروت وقمع قوات الاحتلال فقط, وإنما حمت الحراك من خطر اكبر كان ومازال يهدد الحراك حتى اللحظة, ويتمثل في قيادات الحراك!!.
عندما انطلق الحراك قبل أربع سنوات ولم تكن من هذه القيادات بالداخل والخارج موجودة, كانت الجماهير تعمل بدون كلل أو ملل, فالكل كان يعمل كما يقال من((قلبه)), فوجدنا الجميع يعمل كالخلية الواحدة, وكل فرد يسعى لتقديم العون والمساعدة دون أن يطلب منه احد فعل ذلك- بعد ظهور المكونات وتشكيل القيادات, رويداَ رويداَ اختفت أو تلاشت تلك الحماسة والنشاط, والسبب يكمن بوجود المكونات وهيئاتها القيادية000

نعم هم حجر عثره في طريق الحريه والاستقلال لذلك وفاء للوطن وللدماء الزكيه الذي لبد لشباب الجنوب ان يتجاوز هؤلاء الاصنام