صالح والقاعده وجهان لعملة واحده !
عندما يتأمل الإنسان في السياسة الخارجية للرئيس اليمني يجد انه شخصاً ماهر في سياسه صنع الازمات وهناك اسلوباً خطيراً يتبعه الرئيس ويستخدمه النظام
متى ما حلت بالسلطه والمسئولين أي ازمه او قطيعة سياسية ويكاد يتفق أكثر المحللين والمتابعين للشأن اليمني بان النظام يستخدم شماعه ( القاعده والارهاب )لارهاب دول الجوار واميركا وحلفاء النظام في الغرب بهدف ابتزازهم حتى يحصل على مزيد من الدعم والتمويل باعتباره اصبح احد اقطاب الحرب على الارهاب من جهه .. ومن جهة اخرى لكي يرهب بها معارضيه السياسيين .
ومادام لكل قاعده استثناء .. فالأستثتاء هنا ان هناك حقائق لايختلف حولها اثنان يعيها كل ذي عقل ولب وتدركها الدول الداعمه كما يدركها المتابع والمواطن اليمني :
اولاً :
* كلنا يعلم ان الرئيس اليمني علي عبدالله صالح شخصياُ هو من رعى عناصر وقيادات
تنظيم القاعدة قبل حرب صيف 94 م .. حيث استخدم الاصوليين ورموز التيار الديني
المتطرف من مختلف الوانهم وافكارهم مع النظام في حرب صيف عام 94م على شريكه
في الوحدة الحزب الاشتراكي اليمني .. وهو من شجع المتطرفيين
الدينيين على حرب المآذن ضد الاشتراكي واتهم قياداته بالكفر والتحريض على قتلهم .
والقتلة يحتمون به وبالنظام وشيوخ القبائل الموالين للرئيس شخصيا .
وهو من سمح لهم بعد اقتحام قواته العسكريه الجنوب باستباحه وذبح كل القيم الدينيه
والاخلاقيه والوحدويه والاجتماعيه والثقافيه التي امتاز بها شعبنا في الجنوب .
ثانياً :
القاعدة موجوده في النظام نفسه ولها تأثير قوي في أجهزة الأمن اليمنية
وقد ارتكبت الكثير من الخروقات والفضائح الأمنية التي تدل على مدى تغلغلها وتواجدها
في أجهزة الامن الحساسة . وان جُل المساعدات التي تقدم لضربها تذهب للحكومة وأجهزتها النظاميه .
ثالثاً :
ان تنظيم القاعدة هي صناعه محليه من اختراع الرئيس والنظام وهي لعبته ..
ولو كانت القاعدة غير موجودة لأوجدها النظام ، كونه يمتلك اجهزه امنيه خبيره في تفريخ
وتوليد الاحزاب والهيمنه عليها .. حيث لايوجد حزب سياسي في اليمن الا وعبثت السلطه
والنظام بين صفوفه وعملت على شقه وفرخت من داخله من يضعفه ويجهضه ويراقب نموه وتحركه .
رابعا :
هناك براهين دامغه على ان الرئيس والنظام اليمني هو من يقوم بتوفير الأرضية
المناسبة والخصبه لعناصر القاعدة ليجيد اللعبة بطريقة ماكره ..
وان المعونات والاسلحه التي يتلقاها لايحارب بها تنظيم القاعده واعداء الامة
وانما ليقتل بها ابناء الشعب في الجنوب وارهاب الحراك الشعبي السلمي وثورته العادله.
خامساً :
أن النظام في اليمن رغم الدعم الذي يتحصل عليه لم ينجح في تنمية حقيقية ، ولا تعايش
سلمي لفئات وقبائل اليمن ، ولم يضبط الأمن حتى داخل المدن ، ولامحاربة الفساد ووقف المتنفذين ومحاسبتهم ولم يعمل على تحسين الأوضاع المعيشية ، ولا حتى الاستماع للمطالب الشعبية المشروعة وتلبيتها .
سادساً :
كلما عانى الرئيس والنظام اليمني من ازمه او قطيعه سياسيه .. كالتي تشهدها اليمن اليوم في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبيه في كافه المدن اليمنيه المطالبه باسقاط النظام ورحليه دون تأخير كونه صانع كوارث الوطن ومهندس تدميره اختزل الحياة والمقدرات ومقومات الدولة والمجتمع طيله 32 عاماً بشخصه وأسرته وعشيرته ..
وسخر امكانيات البلد وموارده الماليه طيلة هذه الفترة في ادارة التوازنات وصناعتها
وتمويل الحروب الداخلية وخلق الفتن والانقسامات الطائفية والمناطقية في المجتمع .
سابعاً :
فشله الذريع في ايجاد مخرج سياسي للازمه الراهنه وفشل مستشاريه في معالجتها ..
يجعله سرعان مايبحث عن بطل او كبش فداء يلصق به تهمة مايجري من تمزق
وانهيار وانفلات امني وليس في اجندته غير القاعده البطل لهذه المهمة الصعبة ..
ثامناً :
في ظل المتغيرات الجاريه على الساحه العربيه وبعد ان زال القناع وانكشف المستور
وبانت حقيقه الانظمه العربيه التي تغط في مستنقعات الاستبداد وحجب الظلام الدكتاتوري القابع تحت سطوة الحكام ونزوة الكراسي والثروة الممزوجة بدماء الشعوب
اصبح الغرب وخاصة امريكا أكثر توجساً وتكذيباً للرئيس اليمني ولهذه السياسه المفتعله
تحت مسمى أساطير الارهاب والقاعده التي يستخدمها النظام كفزاعة تدل على افلاسه
وتهوره وفقدانه الرشد من ناحيه ومن ناحيه كونها حقائق غير منطقيه
تحتم عليها فهمها عقلاً وقبولها واقعاً
ماتم ذكره والتطرق اليه غيضاً من فيض في عصر الثورات العربية وويكيلكس المعلومات
اصبح من السهل جدا فضح العميل الحقيقي في عصر العمالة العربية المتجهة الى مزبلة التاريخ حتى تطوى صفحة العمالة الى الابد وتستبدل بعلاقات خارجية وسياسية تقوم على المساواة وتبادل المصالح وليس التبعية بمنظومتها الامبريالية القديمة او الاقتصادية الجديدة . وعلى الرئيس ونظامه ان يدرك ان ماتم التغاضي عنه -تذاكياً- على الأميركان
ودول الجوار من حقائق هي في الاصل من صناعة النظام اليمني
ولم يعد هناك مجالاً اليوم للتغاضي عنها في ظل هذه المتغيرات
وانه مهما كذب فإنه سيظل غير قادر على تغيير ولي عنق الحقيقه لان .. حبل الكذب قصير ! والتصديق بما يقول الكاذب استغفال وجريمه وملامه على من صدقه ..
ولم يعد امامه متسع من الوقت بعد ان استنفذ مقدرات البلد والمال العام ولعب بكل الأوراق واستنفذ كل مالديه من الاعيب وسياسات فاشلة .. الا أن يواجه مصيره المحتوم الذي صار قريبا جدا ولن يكون بأفضل حالاً ممن سبقوه بن علي ومبارك والقذافي وعليه ان يواجه مصيره المحتوم دوسا تحت النعال .. وما امر فرعون برشيد !
شفاء مون
الاثنين 28\3\2011 م