[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يؤدي إلى تصلب الأوعية الدموية في الرئةدبي: د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
تختلف الدورة الدموية في الجزء الأيمن من القلب، كل الاختلاف، عنها في الدورة الدموية في الجزء الأيسر من القلب. ففي الجزء الأيمن يُضخ الدم غير المؤكسد عبر الشريان الرئوي لتتم أكسدته في الرئتين، ويكون قياس ضغط الدم الطبيعي في الشريان الرئوي ما بين 20 و25 ملم زئبق. ويتعرض ضغط الدم في الشريان الرئوي إلى الارتفاع، وتكون الأسباب معروفة في 95 في المائة من الحالات وغير معروفة في بقيتها.
أما عن الدم المؤكسد، فإنه يُضخ من الجزء الأيسر من القلب عبر الشريان الأبهر (الأورطى) إلى كافة أنحاء الجسم. وهنا يتم قياس ضغط الدم الطبيعي، حيث يتراوح في حالة انقباض القلب ما بين 120 و130 ملم زئبق، وفي حالة انبساط القلب يتراوح الضغط ما بين 70 و80 ملم زئبق. وهنا أيضا يتعرض ضغط الدم للارتفاع، إلا أن الأسباب تكون غير معروفة في 85 في المائة من الحالات وفي الباقي تكون معروفة.
ضغط الشريان الرئوي * إن ارتفاع ضغط شريان الرئة حالة مرضية مهددة للحياة، حيث ينتج عنها عدد من التغيرات، فتتغير بطانة جدار الرئة مسببة إعادة تشكيل للأنسجة، وتتقلص الأوعية الدموية، ويحدث التجلط، وينتج عن ذلك انقباض الأوعية الدموية للرئة فتزيد صعوبة دفع القلب للدم داخل الرئة.
ويعتبر ارتفاع ضغط الدم في الشريان الرئوي لأكثر من 25 ملم زئبق حالة مرضية خطيرة، إن لم تكتشف وتعالج مبكرا، حيث يتعرض الجزء الأيمن من القلب للفشل القلبي، وقد ينتهي الأمر بالوفاة. ولأهمية هذا الموضوع ومناقشة مستجداته العالمية، فقد استضافت شركة «باير» بين 19 و22 أبريل (نيسان) في مدينة دبي المؤتمر الرابع للمجموعة الاستشارية السعودية لمرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والجمعية السعودية لأمراض ضغط الرئة، وذلك للمناقشة والاطلاع على المستجدات العالمية في موضوع ارتفاع ضغط الشريان الرئوي. وقد شمل المؤتمر محاضرات وورش عمل متعددة، حاضر فيها أساتذة من الأطباء المتخصصين في مجال الرئة والقلب والعناية المركزية من كل من السعودية، وفرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وأستراليا، وأميركا، والهند.
وضمن لقاءات «صحتك» في المؤتمر أفاد استشاري طب المجتمع والوبائيات الحقلي، الدكتور منير يحيى مولوي، بأنه على الرغم من أن ارتفاع ضغط الدم الرئوي يعتبر حالة نادرة، فإنه مرض ينتشر في جميع أنحاء العالم ويصيب جميع فئات الأعمار ابتداء من الأطفال وصولا إلى المسنين، وهناك عدة ملايين من البشر يعانون من هذا المرض الذي يصيب 50 شخصا من كل مليون بالغ حول العالم، ويكثر في الفئة المنتجة في الأعمار ما بين 40 و50 سنة، ويزيد في السيدات بمرة ونصف المرة عن الرجال، وقد شرحه علماء المسلمين الأوائل ومنهم ابن النفيس.
الأعراض * إن الأعراض المرضية المصاحبة لارتفاع ضغط الشريان الرئوي تكون غير محددة، في معظم الحالات، وتتمثل في: الإرهاق، والشعور بالتعب، والدوخة، وضيق أو عسر في التنفس، وألم في الصدر، وتورم في الكاحلين والأرجل.. ولهذا قد يتأثر تشخيص مرض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي لدى المصابين به وأيضا بسبب عدم التفكير فيه من قبل الممارسين الصحيين العامين، مما يكون سببا في أن جميع هذه الأعراض تزداد سوءا مع الإجهاد، وقد تحدث الإغماءة في بعض الأحيان.
ويضيف الدكتور مولوي أنه لتفادي حدوث ذلك يُنصح بأن يتم تحويل المرضى إلى المتخصصين في مجال القلب أو الرئة بمجرد التفكير في المرض، حيث يتم التأكد من التشخيص من قبلهم بواسطة استخدام الموجات الصوتية، ورسم القلب، واختبار الجهد، ودلالات الدم، أما التشخيص الدقيق فيتم بإدخال قسطرة خاصة لقياس الضغط داخل الجانب الأيمن من القلب.
أنواع المرض * يقسم ارتفاع الضغط في الشريان الرئوي إلى 5 أنواع حسب المسببات وهي: ارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض الرئة و/ أو نقص الأكسجين مثل ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، أو ارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أمراض أنسجة الرئة، وارتفاع ضغط الدم الرئوي المزمن الناتج عن جلطات صمامية، وارتفاع ضغط الدم الرئوي الناتج عن أسباب متعددة غير واضحة. ووفقا للأعراض المصاحبة، يصنف ارتفاع ضغط الشريان الرئوي إلى 4 تصنيفات وهي:
التصنيف الأول: وهو التصنيف الوظيفي لجمعية نيويورك للقلب «وفيه لا توجد أعراض مرضية».
التصنيف الثاني: تظهر فيه أعراض مرضية خلال الأنشطة البدنية الاعتيادية.
التصنيف الثالث: ظهور بعض الأعراض المرضية خلال الأنشطة البدنية مع وزيادة تراجع في النشاط البدني.
التصنيف الرابع: ظهور أعراض مرضية من دون القيام بنشاط بدني؛ أي في وقت الراحة.
العلاج * إن العلاج الفعال والمصرح به حاليا هو ذلك الذي يؤخذ عن طريق الاستنشاق وهو «مستنشق أيلوبروست (Iloprost) المعروف بطول تأثيره الموسع على الأوعية الدموية باعتباره أحد مشتقات الهرمون الطبيعي بروستاسيكلين (Prostacycline)»، ويعمل على زيادة إفراز أكسيد النتريك المرخي لجدار الأوعية الدموية بهدف خفض ضغط الدم داخل الشريان الرئوي. لقد سبق أن حصل على هذا العقار على اعتماد هيئة الدواء الأوروبية عام 2003 لعلاج ضغط الشريان الرئوي مجهول السبب أو العائلي من الفئة الثالثة بحسب تقسيم جمعية نيويورك للقلب وللفئة الثالثة والرابعة للقلب في أميركا حيث اعتمد عام 2004 ومن ثم توالى اعتماده في دول العالم.
كل ذلك تم بعد دراسة طويلة الأجل استمرت نحو سنتين وأجريت على 63 مريضا معظمهم يعاني من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي وكان معدل البقاء على قيد الحياة 78 في المائة لجميع المرضى، و87 في المائة لمرضى ارتفاع ضغط الشريان الرئوي غير معروف السبب، في حين أن معدل البقاء على قيد الحياة المتوقع من دون علاج حسب قياس المعاهد الوطنية الأميركية للصحة (NIH) كان 63 في المائة.
وفي دراسة أخرى أجريت على عدد 76 مريضا من مرضى ارتفاع ضغط الشريان الرئوي تم علاجهم باستنشاق أيلوبروست، استمرت الدراسة لمدة 5 سنوات كان معدل البقاء على قيد الحياة في مجموعة الدراسة أعلى من المتوقع عن المجموعة الأخرى التي كانت من دون علاج بإجمالي معدل البقاء على قيد الحياة بنسبة 79 في المائة و51 في المائة بعد مرور سنة، و3 سنوات من العلاج على التوالي.
وتجري حاليا، أبحاث لدراسة محفزات أنزيم جوانيلات السيكلاز المذابة التي تؤخذ عن طريق الفم مباشرة دون الاعتماد على أكسيد النتريك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر الشرق الاوسط