بقلم : حسين زيد بن يحيى
Zid101010@yahoo.com
مجتمعات البشر قديما , حديثا ومستقبلا تتعايش بداخله ثنائية الخير والشر التي تدفع بعجلة الاحداث اما قبحا او جمالا سواء بسواء , القارئ الحصيف هو من يلاحظ بسهولة عند ابسط بعثرة لركام تاريخنا ما فيه من قبح ارتكب باسم الفضيلة , مثال عليه اغتيال سيد الانصار وكبيرهم سيدنا سعد بن عبادة (رضي الله عنه) ببادية الشام , كذا ذبح سبط رسول الله (صلى الله عليه و على اله وسلم) سيد شباب اهل الجنة الحسين (عليه السلام) بطف كربلاء , اعمال قذرة ومقززة ارتكبت تحت يافطة (الاسلام) و وحدة الامة بوجه الخارجين على الاجماع.
ما يؤسف له استمرار غياب القراءة النقدية للتاريخ و الاحداث التي مرت بها الامة , ذلك لم يمكنا من الاستفادة منها و استخلاص العبر, فاعدنا انتاج اخطاء الماضي بروح العصر في اكثر من محطة تاريخية , ليس اخرها تحت شماعة (الثورة) وحكاي وحدة (الاداة) ذبحنا قائد الثورة ومفكرها (الشهيد فيصل عبد اللطيف الشعبي) ثم بطيش ثوري اخر اغتلنا طهر الثورة وبساطتها الرئيس الشهيد سالم ربيع علي (سالمين) تواصلا للجنون من طراز جديد شردنا ما تبقى من حكمة وضمير للجنوب ممثلا بالرئيس علي ناصر محمد , النتيجة المنطقية لتداعيات ذلك العبث ان ما تبقى لدينا (عجين الرفيق) , (عصيدة المهندس) وغوغاء اتباع كهف النفاق ابا سفيان يوم غزوة الاحزاب (الرحيل ..الرحيل) يا قريش واحزاب قبحها المشترك.
دون تزويق او رتوش هذه القراءة للواقع والمشهد السياسي كما هو , الاشد مراره ما ينضحه من افك اعلام (الخبرة) ويعكس صورة خادعة للبسطاء , يظهر فيها الشيخ , البلطجي , الطفيلي , التكفيري وخامسهم (كاتيوشا) مناضلين اطهار ... يا سبحان الله, بل صدق فيهم قول الشاعر الشهيد الثلايا : (تفاً...).
مشهد سياسي مكشوف من الصعب مداراته خاصة ان ما مر على شعب الجنوب من تجارب شاب منه شعر الشباب , بما يصعب انطلاء افك أكاذيبهم, فالمواقف معلنة وعمدت بالدم المسفوك ظلما بساحات, ليذهب نظام علي صالح للجحيم ليس فينا من قد يتأسف عليه , العيب في من بغفلة تربع على -كذبة- ثورة الشباب, لإخفاء صميمة انتمائه للنظام الذي هتف البسطاء بكل الساحات من اجل اسقاطه , لان الناس في الشمال قبل الجنوب قد تأذ منه وبنسب تتفاوت في السوء والالم, واسقاطه لا ينحصر بشكلية رحيل حامل النظام علي صالح فقط , لكن من خلال حل جذري لكل الازمات التي احدثها , والا يتحول الموضوع الى التفاف مفضوح على الثورة , جنوبا الاسقاط يبدا اولا بحل حزبي الحرب والتكفير (المؤتمر الشعبي + تجمع الاصلاح) وكل ما ترتب على احتلال الجنوب 7/7/94م, شمالا فان الاشكالية لم تكن بشخص علي صالح و اولاده واولاد اخيه محمد صالح فقط , كما يذهب لتصوير ذلك اعلام القوى التقليدية الذي تسللت للثورة الشعبية قادمة من رحم نظام 17 يوليو , ما لا يجهله احد ان تلك القوى الاجتماعية و الطبقية هي من جاءت به وحمته لأكثر من ثلاثة عقود , بالاتجاه المعاكس , اصاله انتمائنا لقوى الحداثة والتقدم كان دوما المحرك لتضامنا و رفضنا منهج سياسة النظام الاستعلائية على ابناء اليمن الاسفل (اب , تعز , الحديدة) وايضا من على صهوة (الشورى) , (الامة) , (الوسط) , (النداء) ,(الشارع) , (الثوري) , (الطريق) , (التحديث) , (الاولى) وغيرها رفضنا سياسة الاجتثاث العنصري والمذهبي بحروب صعدة السته , ما يجعلنا نغضب التعاطف الصادق النظيف مع شركاء المعاناة والمواطنة المنقوصة بساحات الثورة شمالا الذين هم من يعاني ويقدم الشهيد تلو الشهيد على مذبح التحرر والتقدم الاجتماعي , بينما بلصوصية فجه يتفيد كل تلك النضالات الرائعة بعض اركان النظام من قوى الفساد والاسرة , التي مرقت بمكر للساحات حاملة معها امراض التخلف والرجعية المشيخية , العسكرتارية والرأسمالية الطفيلية .
لان الامر كذلك , بل الحقيقة الاكثر تعريا ان نظام علي صالح فعليا سقط بعد تخلى شركائه وحلفائه المحليين ,الاقليميين والدوليين عنه, والوقت الضائع الذي نشهده الان ما هو الا لتنظيم انتقال سلس لسلطة والثروة من شخص صالح الى قاعدة النظام الاوسع ممثلة بقبيلة (ال الاحمر العصيمات حاشد) وما تبقى من فتات الغنيمة لبكيل القبيلة الاكبر والافقر , شمالا الامر متروك لفرسان الساحات هناك , جنوبا ماذا ننتظر حتى نستعيد دولتنا المدنية ؟! ام تريدون كشف مزيدا مما تبقى من مستور ساحات ابي رغال وضرار.
خور مكسر عدن 9/4/2011م
*منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن