ملف من إعداد / رائد الجحافي
للحرية مفردات سامية، والحرية تعد منطلق وأصل الحياة والعزة والكرامة، وهكذا معان جمالية، فحينما يسود الظلم بسوداويته، ويحظر القهر بقوة، وتتأرجح العدالة بين لغط وهزل الواقع المؤلم قد تبرز معان الحرية في زوايا معينة ولابد أن يكون وراء حضورها ثمة أشخاص أو ربما شخص بمفرده، حيثما يوجد من يعشقون مرادفات الفضيلة والكرامة، أولئك الذين لا يقبلون حياة الذل والمهانة من هؤلاء المناضل حسن احمد باعوم مؤسس ورئيس الحراك السلمي الجنوبي، هذا الانسان المناضل الذي عشق الحرية وأجاد فنون التعاطي معها حتى أضحى رمز من رموز النضال والشجاعة، هذه الهامة السياسية والنضالية اليوم غيبت من الساحة تغييباً قسرياً بأيادي السلطات اليمنية التي ترفض الكشف عن باعوم ونجله إلى حد اليوم، هنا نحاول الغوص في طرف من البحر بل المحيط النضالي وتاريخ هذا الزعيم الذي لم تنصفه المنظمات الحقوقية والإنسانية وربما نحن لم ننصفه بعد، وهذا التناول الذي سأطرحه لاحقاً في السطور التالية قد لا يكون مكتملاً ولا يعطي للمناضل باعوم حقه لكن الهدف من وراء هذا هو لفت الأنظار إلى هذا الانسان المناضل الذي يكمل آخر مشوار حياته في سبيل قضية الجنوب والحق والكرامة...
باعوم.. الميلاد والنشأة:
في منطقة الرشيد بمديرية دوعن بمحافظة حضرموت ولد حسن أحمد باعوم في العام 1943م وفي سنوات طفولته الأولى تلقى تعليمه على أيدي فقهاء المنطقة وفي كتاتيبها, ثم التحق في مدارس غيل باوزير وتلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط فيها, وفي أواخر خمسينيات القرن الماضي شد الرحال نحو مدينة عدن للبحث عن عمل, وفي مدينة كريتر حصل باعوم على عمل بمستودعات الجبل, وهناك توسعت مدارك الشاب باعوم وأيقن واقع الاستعمار البريطاني فالتحق مبكرا في صفوف الحركة القومية قبل اندلاع الثورة.
باعوم "الشاب الثائر":
من قلب العاصمة عدن حيث المركز الاستراتيجي لواحدة من أكبر مستعمرات المملكات المتحدة, انطلق الشاب باعوم يبحث عن مخرج لوطنه من الاستعمار البريطاني, وهناك تفتحت مدارك الشاب باعوم وأيقن واقع ما يعيشه وطنه الجنوبي فانخرط مطلع ستينيات القرن الماضي في صفوف حركة القوميين العرب, وتعرف على الشباب من بني جلدته القادمون من شتى محميات وسلطنات وإمارات الجنوب العربي الواقع تحت الاستعمار البريطاني, وبدأ يمارس نشاطه السياسي بحضور المحاضرات واللقاءات السرية ومن ثم التدريبات, وكان من ضمن المخططين والمشاركين في المسيرات والمظاهرات العمالية والنقابية التي شهدتها عدن آنذاك قبل اندلاع الثورة.
وفي العام 1963م انطلقت الجبهة القومية كفصيل مسلح كان باعوم من أبرز مؤسسيها وعناصرها, شارك في التخطيط لكثير من العمليات الفدائية واشترك في تنفيذها ضد مواقع وجنود الاستعمار البريطاني, وكان الشهيد الرئيس سالم ربيع علي من زملائه وأبرز مشاركيه في التخطيط والتنفيذ للعمليات الفدائية حيث التحقا معا في الجناح المسلح للجبهة القومية منذ انطلاقتها وحتى آخر معركة جرى فيها إسقاط مدينة كريتر بأيدي الثوار في 20يونيو 1967م, وكان من ابرز رفاقه المقاتلين الشهيد علي سالم يافعي.
وكان الشاب الثائر حسن باعوم قد رحل إلى الشمال في العام 1962م للمشاركة في الثورة ضد حكم الإمامة هناك وللدفاع عن الجمهورية, وكانت مشاركته بمعية كل من عبد العزيز عبد الولي وعبد الرزاق شايف.
المناضل باعوم بعد الاستقلال 30نوفمبر1967م :
على الرغم من الدور النضالي الذي ساهم به المناضل حسن باعوم أبان ثورة 14أكتوبر 1963م حتى الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م إلا انه لم يسعى لتحقيق أي مكاسب شخصية بقدر ما كان همه الأول يتمحور حول ترتيب وضع الدولة والمستقلة الجديدة في الجنوب حينها, وبسبب الخلافات والتباينات التي وقعت بين الثوار تعرض باعوم للملاحقة فترك الساحة وغاب عنها بمعية الرئيس علي سالم البيض وغابا منذ 20مارس 1968م ولم يظهرا إلا بعد الخطوة التصحيحية في 22يونيو1969م.
وانتخب المناضل حسن باعوم عضواً في المكتب السياسي للجبهة القومية ورئيساَ للجنة الرقابة التنظيمية العلياء – ما يوازي نائب رئيس وزراء اليوم.
بعدها شغل منصب مسئول العمل التنظيمي السياسي في المحافظتين الثانية والرابعة (لحج وشبوة).
وقد تولى محافظ المحافظتين في فترتين متعاقبتين وبعد إعلان قيام وحدة 22مايو 1990م جرى تعيين المناضل حسن باعوم مستشار لمجلس الرئاسة بدرجة نائب رئيس مجلس وزراء.
وفي الحرب التي أعلنها الرئيس اليمني على الجنوب عام 1994م تحمل الزعيم حسن باعوم مسئولية الإشراف على محافظة شبوة, وقد أصيب في المعارك التي دارت هناك جرح في الجهة اليسرى من الصدر وكانت إصابته بليغة جرى إسعافه إلى مستشفى ابن سيناء بحضرموت ثم نقل إلى دولة عمان وهو لم يتماثل للشفاء بعد.
باعوم ومرحلة جديدة من النضال:
بعد أن وضعت الحرب أوزارها في العام 94م التي تمخضت باحتلال الجنوب, عاد المناضل حسن باعوم من عمان إلى حضرموت وبدأ بالتواصل مع من تبقى في الداخل ومع العائدين من الخارج يفكر بالبحث عن مخرج للواقع المؤلم الجديد الذي حل بالجنوب, وجد أبرز رموز النضال أمثال المناضل علي صالح عباد مقبل ومحمد حيدرة مسدوس يحملون وجهة نظر تتحدث عن إمكانية البحث عن مخارج للجنوب وإمكانية الخروج من واقع المعاناة باستغلال اللعبة السياسية وإمكانية استعادة مكانة الجنوبيين من خلال الحزب الذي يمثلهم "الحزب الاشتراكي اليمني " واستأنف باعوم في ممارسة نشاطه السياسي كعضو في المكتب السياسي للحزب الاشتراكي, لكنه وجد تركيبة الحزب الاشتراكي اليمني بعد الحرب دون التركيبة السابقة وغلب فيها عدد الرفاق الشماليين على الجنوبيين وإفراغ الحزب الاشتراكي من مضمونه ومحتواه الجنوبي.
تفرغ باعوم لإعادة لملمة وتنظيم قواعد ومراكز الحزب في محافظة حضرموت وشغل سكرتير أول لمنظمة الحزب بالمحافظة, واشترك بمعية رفيق دربه المناضل محمد حيدرة مسدوس في صياغة برنامج جديد يمكنهما النضال من خلاله في تحقيق مكاسب ما لأبناء الجنوب في ظل القبول بسياسة الأمر الواقع, فأعلنا تأسيس تيار إصلاح مسار الوحدة اليمنية, وهذا التيار كما ورد بقلم المناضل مسدوس الذي أورد التالي: "هذا التيار ظهر بعد الحرب مباشره و طرح فكرة (( إزالة آثار الحرب و إصلاح مسار الوحدة )) و حدد مفهومه لإزالة آثار الحرب بنقاط أربع، أولها إلغاء الفتوى الدينية التي بررت الحرب وأباحت الأرض و العرض و حولت الجنوب إلى غنيمة على طريقة القرون الوسطى و التي لا يجوز دينياً و لا قانونياً و لا وحدوياً و لا أمنياً بان تظل باقية ، إضافة إلى إن بقائها يشكل اهانة للشعب المسلم في الجنوب، و ثانيها إعادة ما نهب تحت تلك الفتوى أو تحت غيرها من ممتلكات خاصة و عامه باعتبارها من آثار الحرب، و باعتبار انه لا يجوز دينياً و لا قانونياً و لا وحدوياً بان يملكها غير أهلها، و ثالثها إعادة جميع المؤسسات العسكرية و الأمنية والمدنية الجنوبية إلى ما كانت عليه قبل الحرب، باعتبار إن حلها من آثار الحرب، و رابعها إلغاء الأحكام على قائمة الـ (( 16 )) لأنها أحكاما سياسية باطلة، وعودة جميع المشردين في الداخل والخارج إلى أعمالهم وإعادة ممتلكاتهم، باعتبار إن كل ذلك من آثار الحرب و باعتبار إن ذلك من الحقوق المدنية التي يكفلها الدين الإسلامي الحنيف والإعلان العالمي لحقوق الانسان. أما إصلاح مسار الوحدة فقد حدده التيار بإصلاح مسارها على نمط أي وحدة سياسية في العالم، و قد ظل في صراع فكري و سياسي مع كل القوى السياسية الشمالية و في ألمقدمه الشماليين في الحزب الاشتراكي لأكثر من 15 سنه حتى انتصرت حجته بظهور الحراك الوطني السلمي الجنوبي، و يمكن القول بان هذا التيار قد أنجز مهمتين هامتين، أولهما تعطيل شرعية عمل قيادة الحزب نحو التطبيع مع الشمال على حساب الجنوب، و ثانيهما إبقاء القضية حيه داخل الحزب الذي مثل الجنوب في إعلان الوحدة حتى سلمت للحراك". وظلا يصارعان داخل أروقة اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وقوبلا بالرفض والتهميش من قبل أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية المنتمون للشمال, لكنهما لم يستسلما فاستطاعا أن يوجدا صوت قوي في ظل هيمنة المنتصر الشمالي الذي لا يزال يعيش نشوة النصر ويستحوذ على الجنوب بخيراته وثرواته.
ومن حضرموت شرع الزعيم باعوم يسير مسيرات سلمية ومظاهرات حاشدة قوبلت بالقمع وجرى ملاحقة كافة نشطاء الحزب الاشتراكي, وجرى القبض على الزعيم باعوم في العام 1997م ودخل السجن لفترة قصيرة.
وبعد مغادرة السجن عاد لمواصلة نشاطه السياسي وعاد زخم المسيرات إلى شوارع المكلا ما أرعب سلطة الاحتلال فرأت وجوب التخلص منه وخططت لاغتياله, وفي إحدى المسيرات في العام 1998م تعرض المناضل حسن باعوم لمحاوله اغتيال فاشلة راح على أثرها الشهيدين بارجاش وبن همام أيقن باعوم بخطورة الوضع ونصحه مقربوه وزملائه بالابتعاد عن الشارع وضرورة مغادرة المكلا حتى تهدى الأوضاع لان السلطة قد اتخذت قرارها بتصفيته وبأي ثمن، غادر باعوم مدينة المكلا واختفى لمدة عامين من مطلع العام 1998م حتى نهاية ديسمبر عام 1999م.
عاد باعوم إلى منزله بالمكلا وظل متمسكاً بضرورة استعادة الحق الجنوبي ودولته بعد إن أيقن بأنه لا جدوى من انتزاع أية حقوق عبر صناديق الاقتراع في الانتخابات أو عبر أي مشاركة سياسية وان الأمور تدار وفق عقلية العصابات بثياب الديمقراطية، واستمر يرفض المشاركة في أي انتخابات نيابية أو رئاسية، بل استطاع من خلال التيار الذي أسسه مع رفيق دربه المناضل مسدوس بان تصل نظرياته ورؤيته إلى معظم مناطق ومدن الجنوب وأدى إلى رفض غالبية الجنوبيين المشاركة في الانتخابات النيابية والرئاسية وغيرها، عمدت السلطة ولمرات عديدة إلى القيام بمحاولات بطريقة وبأخرى إلى تحييد باعوم وذلك بإغرائه بعروض كمناصب كبيرة في الحكومة وغيرها لكن باعوم رفض جميع المحاولات وكان رده باستمرار انه لا يسعى سوى إلى تحقيق الاستقلال للجنوب واستعادة الدولة المحتلة.
دور باعوم في الحراك السلمي الجنوبي:
يعد المناضل حسن احمد باعوم من ابرز مؤسسي الحراك السلمي الجنوبي، ومنذ انطلاقة الحراك الجنوبي كثف باعوم نشاطه وشرع يتنقل بين مدن ومناطق الجنوب من منطقة إلى أخرى ومن مدينة إلى أخرى، زار القرى والجبال والسهول في كافة أرجاء الجنوب لحضور اجتماع هنا أو لقاء هناك وللمشاركة في فعالية في هذه المدينة ومهرجان في المدينة الأخرى، وتعرض في العام 2007م للاعتقال ومكث في المعتقل قرابة الشهر، وعاد باعوم كالعادة لممارسة نشاطه إلى إن جرى اعتقاله بينما كان في منزل المناضل جمال عبد اللطيف عبادي بمدينة كريتر بعدن عندما داهمت المنزل قوة أمنية أثناء ساعات الليل وقامت باعتقاله وآخرين منهم جمال عبادي كما جرى ملاحقة واعتقال عدد من ناشطي الحراك حينها منهم علي منصر محمد واحمد عمر بن فريد وعلي هيثم الغريب وآخرين، وقامت السلطة بترحيلهم بمعية المناضل باعوم إلى صنعاء، وادخل المناضل باعوم زنزانة في الأمن السياسي بصنعاء مكث فيها لمدة ستة أشهر جرى خلالها محاكمته في محكمة امن الدولة، وخلال محاكمته رفض الإعلام من حضور الجلسات التي كان باعوم يرفض خلالها الاستماع للنيابة والقاضي فينشغل بترديد شعارات الجنوب ونشيد (بلادي بلادي بلاد الجنوب جمهورية وعاصمتها عدن) ولم يعترف قط بالمحاكمة.
غادر باعوم المعتقل بعد ستة أشهر بعد أن اشتد به المرض وساءت حالته الصحية، وبعد خروجه غادر إلى الخارج لتلقي العلاج في الصين ثم في النمسا وفي ألمانيا قبل أن يصل إلى العاصمة المصرية القاهرة ويستعد للعودة بعد مكوثه قرابة العام وثلاثة أشهر داخل المستشفيات، وخلال عودته احتشد قرابة النصف مليون شخص ممن جاءوا من معظم مناطق الجنوب لاستقباله بمسيرة حاشدة لم تشهد لها مدينة المكلا ولا حضرموت مثيل من قبل، ولم يمكث المناضل حسن باعوم طويلاً في منزله فعلى الرغم من وطأة المرض الذي يعاني منه إلا انه شد الرحال من جديد صوب المدن والمناطق الجنوبية الأخرى للملمة الحراك الجنوبي وبينما استقبل الشيخ العصار النسي احد ابرز مشايخ شبوة الذي أعلن من منزل باعوم انضمامه إلى الحراك الجنوبي وفي اليوم التالي رحلا باتجاه عدن وقبل بلوغهم وآخرين كانوا معهم العاصمة عدن قام باعوم بزيارة الشيخ طارق الفضلي في منزله بزنجبار بمحافظة أبين حيث عرض عليه مساعيه لتوحيد صفوف الحراك السلمي الجنوبي، وقرر باعوم إن تكون انطلاقة مشروعه من الضالع، لكنه قبل ذلك قام بزيارة مخيم الشهيد الدرويش بمدينة خور مكسر بالعاصمة عدن وألقى كلمة في المخيم ثم استأنف رحلته صوب الضالع، ولكن وقبل وصوله إلى مدينة الضالع اعترضه جنود نقطة الربض وقاموا باعتقاله واقتياده بمعية الشيخ النسي وآخرين من ضمنهم نجله فواز إلى المعتقل ومن ثم جرى تغييبه ولم يعرف عن مكان اعتقاله إلا بعد فترة من اعتقاله إذ كشف جنود جنوبيين يحرسون السجن المركزي بمحافظة اب اليمنية عن تواجد باعوم هناك، وبعد حوالي مضي شهر من الاعتقال قضى باعوم أيام عيد الأضحى فيه تم الإفراج عنه ونجله فواز، غادرا السجن ولكن ليس إلى المنزل، بل اتجه باعوم إلى حيث كان ينوي انطلاقته في الضالع التي استقبلته بجماهير حاشدة وفي الضالع بدا باعوم عقد لقاءات بين قادة الحراك ثم اتجه بمعيتهم صوب ردفان ثم إلى يافع حيث اجتمع فيها كافة قادة الحراك الجنوبي لذات الغرض واستطاع المناضل باعوم تحقيق الكثير من الانتصارات لصالح لملمة الحراك الجنوبي قبل أن يشد الرحال صوب العاصمة عدن للمشاركة في الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في منتصف فبراير الماضي وفور وصوله إليها ساءت حالته الصحية وتم نقله إلى المستشفى وفي صبيحة اليوم التالي حاصرت قوات الأمن المستشفى الذي أسعف باعوم إليه وجرى اختطافه ونجله فواز إلى مكان مجهول ولا يزالا حتى اللحظة مغيبين عن الجميع، اندلعت المسيرات والمظاهرات الغاضبة في أرجاء الجنوب على اختطاف باعوم وقدمت المناشدات تلو المناشدات إلى المنظمات الحقوقية والإنسانية لمطالبتها بالكشف عن مصير باعوم لكن دون جدوى.
عائلة باعوم مثال للأسرة المكافحة الصابرة:
تشبعت أسرة المناضل حسن باعوم بالنضال، وعلى الرغم من حياة المعاناة والتهديدات التي تطال الأسرة باستمرار والتي يتعرض منزلها الكائن بمدينة المكلا للمراقبة والمداهمة من وقت إلى آخر إلا أن ذلك لم يثني أفراد الأسرة من النضال، تعلق أفراد الأسرة بحب النضال والوقوف إلى جانب الحق ونصرته، حيث نشاء أولاد الزعيم باعوم مشبعين بالمبادرة إلى فعل الخير ونصرة الحق واثروا بحياتهم في سبيل النضال، الابن الأكبر للزعيم باعوم وهو فادي 36 عام، يعده الآخرين نسخة طبق الأصل من والده، الشاب فادي حامل شهادة البكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1999م لا يكل ولا يمل في نشاطه السياسي ويعد من مؤسسي حركة شباب الجنوب ويشغل الآن منصب رئيس الحركة والشبابية والطلابية السلمية العلياء لتحرير واستقلال الجنوب، طاف معظم مناطق ومدن ومحافظات الجنوب لتشكيل هيئات الحركة التي يرأسها، تعرض لأكثر من خمس مرات للاعتقال كما تعرض لمرتين لمحاولة اغتيال كان آخرها محاولة اغتياله بشبوة قبل اقل من شهرين، ولا يزال مطارداً حتى اللحظة، ويأتي شقيقه فواز باعوم بذات الحماس حيث لا يزال مغيباً بعد اختطافه بمعية والده الزعيم حسن باعوم الذي كان قد اصطحبه في معتقله قبل الأخير ولم يصلا البيت بعد، وكذلك بالنسبة لأفراد الأسرة ومنهم سالم باعوم وعمر باعوم الذي لجأ مؤخراً إلى سويسرا ونال حق اللجوء السياسي فيها وانخرط هناك في العمل الطوعي لخدمة القضية الجنوبية من خلال انضمامه إلى المرصد الجنوبي لحقوق الانسان (ساهر) في برن بسويسرا، يقول احد أقارب باعوم إن العائلة المناضلة لم يجتمع أفرادها معاً منذ زمن طويل وكل في الهم سواء لكنهم سعداء بما يقومون به ولكأنهم خلقوا لهذا النضال وهذه الرسالة الإنسانية العظيمة.
تتألف عائلة الزعيم الجنوبي حسن باعوم من زوجته وثمانية أبناء خمسة أولاد هم فادي وفواز وعمر وسالم واحمد بالإضافة إلى ثلاث بنات.
يعاني الزعيم حسن باعوم ابن الثمانية والستين عام من أمراض عديدة منها ضغط الدم المرتفع ومرض القلب إذ أجريت له عملية القلب المفتوح قبل حوالي ثلاث سنوات، بالإضافة إلى كسر في احد ساقيه ولم يلتئم بعد.
ما سلف كان قيظ من فيض للمحات من قصة مناضل حقيقي لا يزال التاريخ يخفي الكثير والكثير من بطولاته، ولنا مواصلة لما تبقى من فصول قصة المناضل حسن احمد باعوم، الذي يستحق أكثر من لقب مانديلا الجنوب، وقبل أن نصل إلى طي ملفنا هذا ندعو كافة أبناء الجنوب إلى إنقاذ المناضل حسن باعوم وتصعيد فعالياتهم التضامنية معه، ونناشد كافة المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التضامن مع المناضل حسن باعوم والضغط على السلطات اليمنية للكشف عن مكان اختطاف باعوم وإطلاق سراحه بأسرع ما يمكن.