يعد د/ ناصر الخبجي احد ابرز قيادات الحراك الجنوبي ومهندس الكثير من الروئ السياسية للحركة الوطنية الجنوبية
قال د. ناصر الخبجي إن هناك من يتعمد التعامل مع القضية الجنوبية كقضية هامشية وليس مركزية وأساسية وذات أهمية ويصعب تجاهلها و تجاوزها وأن سقوط النظام لم يعد الحل حسب ما تروج له بعض القوى السياسية وهذا مفهوم خاطئ.
وأضاف القيادي البارز في الحراك الجنوبي في الحوار الذي أجرته معه "الأمناء": نحن لسنا ضد خيار إسقاط النظام المستبد في الشمال وأيدنا وباركنا تلك الخطوة حتى وإن كانت متأخرة مقارنة بالحراك السلمي الجنوبي.
- لنبدأ بالحراك العام في البلد... مرحلة جديدة تتشكل في البلد والحراك الجنوبي لم يحسم موقفه بعد مما يدور في الساحة؟
ما يتعلق بالسؤال من أن الحراك لم يحسم موقفه بعد مما يدور في الساحة.. هذا غير صحيح, الحراك السلمي الجنوبي كان السباق في الخروج إلى الشارع في 2007م واختار النضال السلمي في مقاومة (....) الواقع على الجنوب منذ 7/7/94م حتى هذه اللحظات ولا زالت الاحتجاجات السلمية مستمرة.
وإذا كان المقصود ما يتعلق بثورة الشباب في إسقاط النظام فموقفنا كان واضحاً, في الجنوب لم يعد هناك أي نظام حتى نعمل على إسقاطه وما هو قائم (...) واجب علينا مقاومته سلميا حتى (...) الجنوب واستعادة الدولة المستقلة وفي الوقت نفسه نحن لسنا ضد خيار إسقاط النظام المستبد في الشمال وأيدنا وباركنا تلك الخطوة حتى وإن كانت متأخرة مقارنة بالحراك السلمي الجنوبي. وما نود التأكيد عليه أن إسقاط النظام لا يعني الحل للقضية الجنوبية وأن النضال سيتوقف بعد مرحلة سقوط النظام, بالعكس سوف يتم تصعيده في كل محافظات الجنوب إلى أن تحل القضية الجنوبية حلا عادلا وفق إرادة أبناء الجنوب وحقهم في تقرير مصيرهم بأنفسهم بدون وصاية من أي جهة كانت وهذا ما ينبغي لشبابنا إدراكه والتعاطي معه للمرحلة القادمة.
- ألا ترى بأن الحركة الاحتجاجية عمقت من الانقسام داخل الحراك, خصوصاً بعد تباين مواقف قيادات فصائل الحراك بين مؤيد لمطالب الشارع بإسقاط النظام وآخر متمسك بمطلب فك الارتباط؟
أنا لا أوافقكم في الرأي وغير صحيح أن هناك انقساما داخل الحراك ومثل هذا الكلام نسمعه ونشاهده عبر وسائل الإعلام الرسمية ونقرأه في الصحف الصفراء ولا يوجد أي خلاف حول الهدف في التحريرواستعادة الدولة أما فك الارتباط قد تم في 94م بعد إعلان الحرب على الجنوب من ميدان السبعين وتم فرض (....) بالقوة العسكرية على الجنوب ولهذا الواقع في الجنوب غير واقع الشمال ..الشمال يناضل من أجل إسقاط النظام المستبد وإجراء التغيير في السلطة وإشراك الشعب في الحكم وصنع القرار, والشعب في الجنوب يناضل من أجل الحرية وتحرير الأرض واستعادة الوطن (....) منذ94م ولهذا إسقاط النظام هدف تكتيكي للحراك وبالتالي لا يمنع التعاطي مع ذلك بما يخدم الهدف الاستراتيجي في تحرير الأرض من (....) واستعادة الدولة المستقلة وليس من باب إسقاط القضية والحراك الجنوبي حسب ترويج بعض الشخصيات الاجتماعية والقوى السياسية التي تعمل على تكريس هذا المفهوم في ساحات التغيير في الشمال وبطريقة الاستهبال والاستغلال للشباب بالذات من أبناء الجنوب عندما تقول إن إسقاط النظام هو حل للقضية الجنوبية ومثل هذا النشاط مؤشر خطير بأن القادم مجهول إذا لم نقل سيكون أصعب من الحالي وبعدم الوضوح من قبل ثورة الشباب في صنعاء في وجهة نظرهم للواقع في الجنوب والقضية الجنوبية وكيف التعاطي معها بعد سقوط النظام وهذا يجب أن يدركه شباب الثورة في الجنوب حتى لا تدفعهم العاطفة في تكرار أخطاء 90م لأن هناك من يتعمد التعامل مع قضية الجنوب كقضية هامشية وليس مركزية وأساسية وذات أهمية ويصعب تجاهلها و تجاوزها وأن سقوط النظام لم يعد الحل حسب ما تروج له بعض القوى السياسية وهذا مفهوم خاطئ.
·المطالبون بإسقاط النظام يضعون في سلم أولوياتهم لما بعد نجاح الثورة القضية الجنوبية, ألا يلبي هذا مطالب الجنوبيين؟
أعتقد سبق أن أجبنا عن ذلك ولكن في الحقيقة لم نسمع أي وضوح حول ذلك فهناك من يعتبر أنها في مقدمة القضايا ومن يعتبر أن سقوط النظام يعد حلا للقضية الجنوبية على اعتبار أن القضية مرتبطة بسقوط رأس النظام وهذا مفهوم خاطئ, القضية الجنوبية قضية وطن و أرض وشعب وسيادة وهوية ثروة وتاريخ وتحرير من (....) وليس قضية الوصول إلى السلطة والقرار السياسي أو معارضة وسلطة وبالتالي لابد من الوضوح والشفافية حول القضايا المصيرية لشعب الجنوب وليس كافيا أن نقول إنها في مقدمة القضايا إلى الآن لم يتم تثبيتها في وثائقهم وينبغي لهم الاعتراف بحق الجنوب في تقرير مصيره والإقرار بواقع (....) على الجنوب منذ 7|7|90م واستئناف الحوار بين الشمال والجنوب وفق قراري الشرعية الدولية 924/ 931الصادرين أثناء حرب صيف 94م التي دعت أطراف الحرب الشمال والجنوب العودة إلى طاولة الحوار والتفاوض ورفض الوحدة بالقوة وتحت رعاية إقليمية وعربية ودولية تضمن تنفيذ ما ينتج عن الحوار بعد موافقة شعب الجنوب عليه وهذا قد يكون المخرج الأقرب والأسهل وما نود الإشارة إليه أن من يقرر مصير الشعبين في الشمال والجنوب كل القوى السياسية والاجتماعية والمدنية والشباب وكافة شرائح المجتمع في الشمال والجنوب وليس جهة بعينها.
- أحدهم عرف الحراك بأنه جسد بدون رأس .. أي التوصيفات أقرب إلى الواقع؟
مثل هذه التوصيفات يتفق معها خصوم القضية الجنوبية وأعداء الحرية واستخبارات السلطة والصحف المشبوهة التي عجزت عن إخماد ثورة الجنوب السلمية على مدى السنوات الأربع الماضية بكل وسائل القتل والقمع والإرهاب ضد الحراك والتنكيل بنشطائه وقياداته, وبالمناسبة لازال القائد الأسمر- مانديلا الجنوب- المناضل حسن أحمد باعوم لم يكشف عن مكانه منذ أكثر من شهرين من اختطافه وهذه دعوة لكافة المنظمات الحقوقية والمهتمة بالحريات وحقوق الإنسان لممارسة الضغط على نظام (...) والكشف عن مصير الزعيم الأسمر لثورة السلمية الجنوبية.
- يقول البعض بأن القيادات التي توصف بالتاريخية أثقلت الحراك بالاختلافات, ما تعليقكم؟
مادامت توصف بالقيادة التاريخية فلا ينبغي أن تكون ثقيلة على الحراك وأن تكون السبب في التباينات والخلافات لأن مثل هذا السلوك يسقط عنها الوصف.. والقيادة التاريخية هي من تملك الخبرة المتراكمة في توجيه ناسها وشعبها نحو الصواب وتدعوهم إلى وحدة الهدف والمصير وتكون أكثر مرونة وأول من يبادر في وضع المقترحات والحلول وأكثر صبرا وقبولا لرأي الآخر وتستوعب كافة الآراء وتتفاعل مع المستجدات وتتعاطى معها بإيجابية بعيدا عن المناكفات ومترفعة عن الصغائر والمصالح الضيقة ودائما ما تفكر بما يخدم الشعب عامة وليس ما يخدم مصالحها الشخصية ولهذا هناك تناقض بين الوصف والممارسة.
- من هو الزعيم التاريخي الذي يمكن أن يكون محل إجماع لدي الجنوبيين بما يخدم توحد مكونات الحراك؟
الزعيم التاريخي هو من يقف إلى جانب شعبه في السراء والضراء, والإجماع على الشخصية بقدر ما هو على المواقف الثابتة والواضحة والممارسة العملية على صعيد الواقع ولهذا طالما الحديث عن التاريخ الذي لم يأت بعد فمن تتوفر فيه صفات الثبات والوضوح والعزيمة والإخلاص للقضية سيفوز فيها وأرض الجنوب غنية بمثل تلك الزعامات والأيام القادمة هي التي تملك الإجابة من هو الزعيم التاريخي.
- أصبح البعض في الحراك يشنون هجوماً لاذعاً على المشترك وبالذات من هجومهم على السلطة وصل حد مهاجمة المعتصمين في الساحات كما حدث في المكلا الأسبوع الماضي.. ألا ترى أن ذلك يخدم أجندة السلطة؟
ليس هناك وقائع حقيقية لدينا عن ما حصل في المكلا.. وإذا افترضنا أن ذلك حصل فمن هو المستفيد من ذلك غير السلطة.. فهناك مفهوم عن بعض الشباب في الحراك أن السلطة عدو واضح ومقاومتها واجب ولكن المشترك لا عدو ولا صديق والعداء للمشترك عندما يقف إلى جانب السلطة وينفذ سياساتها أي عندما يحارب الحراك بالوكالة عن السلطة من خلال بعض المواقف غير الواضحة والتي تساعد السلطة على قمع الحراك وإضعافه وأنا أعتقد أن العلاقة مع المشترك والقوى السياسية خارج إطار الحراك تتوقف على مدى استجابتهم واعترافهم بالقضية الجنوبية وحاملها السياسي والشرعي الحراك السلمي الجنوبي وإقرارهم بواقع (....) على الجنوب منذ 94م وحق شعب الجنوب بتقرير مصيره وبالوسائل السلمية دون الوصاية عليه من قبل المعارضة أو السلطة.
- ماهي آلية عمل الحراك في حال نجحت ثورة الشباب في إسقاط النظام؟
أعتقد أن آليات الحراك واضحة في برنامجه السياسي, والرهان على الإرادة الشعبية لشعب الجنوب, وآليات الحراك لا يصح الحديث عنها بوسائل الإعلام لكن يتم مناقشتها في الأطر التنظيمية لهيئات الحراك.
- وفي حال قدمت المعارضة ضمانات حقيقية للحراك لحل ملف القضية الجنوبية تحت سقف الوحدة, ماذا سيكون موقفكم؟
أعتقد المعارضة ليست هي المعنية في ذلك بعد خروج الشعب في الجنوب إلى الشارع منذ 2007م وخروج الشعب في الشمال منذ شهرين وبالتالي الشرعية لا تملكها السلطة ولا المعارضة فهي سقطت بيد الشعبين في الشمال والجنوب وهما المعنيان بتقرير مصيرهم بأنفسهم, ولهذا المعارضة قد تلعب دورا في ذلك ولكنه ثانوي وليس أساسياً, الإرادة الشعبية هي التي تصنع التاريخ أما الحديث عن سقف الوحدة فلم يعد هناك أي وجود للوحدة منذ7|7|94م في الجنوب والقائم هو (...) وبالتالي لا يجوز الحديث عن أي سقف قبل خروج (...) و ( ... ) الجنوب ونحن ندرك أن حل القضية الجنوبية حل سياسي من خلال الحوار بين الشمال والجنوب وبرعاية إقليمية ودولية وفق قرارات الشرعية الدولية 924/931 وأية تسوية غير ذلك فهي تعقيد وتأزيم للعلاقة المستقبلية بين الشمال والجنوب وتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة واستمرار الصراع من أجل البقاء و الوجود.
- هل لازال الشارع الجنوبي بيد الحراك أم أنه تشظى في ظل الفعاليات الاحتجاجية العارمة المطالبة بالتغيير في الشمال والجنوب؟
الاجابة عن مثل هذا السؤال ينبغي أن تأتي من أشخاص محايدين وليس من قيادات الحراك حتى لا توصف بالغرور, والتحليلات السياسية من وسائل الإعلام العربية والدولية تؤكد قوة الحراك وسيطرته على الشارع الجنوبي منذ أربع سنوات والدليل على ذلك تأجيل الانتخابات لأكثر من مرة بسبب نشاط الحراك وموقفه الرافض لإجراء أية انتخابات في الجنوب ويعتبر ذلك مغامرة ويمكن أن يكون استفتاء على الوحدة من عدمها وهذا جعل السلطة والمعارضة تتراجعان عن ذلك.
- ما موقفكم من الكفاح المسلح الذي تدعو إليه بعض الفصائل ويعارضه آخرون؟
لم نسمع مثل تلك الدعوات إلا من وسائل إعلام السلطة، والحراك السلمي الجنوبي سبق أن حدد خياره الاستراتيجي في النضال وهو الخيار السلمي ولكن لا نستطيع أن نضمن أن لا تأتي قوى من خارج الحراك وتسلك طريق المقاومة المسلحة في حالة استمرار الوضع على ما هو عليه من تضييق الخناق على العمل السلمي من أي قوى سياسية قادمة.
*حاورته/ كروان الشرجبي