ملتقى جحاف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقى جحاف: موقع ومنتدى إخباري سياسي اجتماعي ثقافي عام يختص بنشر الأخبار وقضايا السياسة والاجتماع والثقافة، يركز على قضايا الثورة السلمية الجنوبية والانتهكات التي تطال شعب الجنوب من قبل الاحتلال اليمني
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر|

الفاروق عمر.. والديمقراطية بقلم/السيد حامد السيد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
ياسين النقيب
ياسين النقيب
نائب المدير
اس ام اس اللهم أرني الحق حقاً وأرزقني اتباعه,وأرني الباطل باطلاً ورزقني اجتنابه

عدد المساهمات : 1740

تاريخ التسجيل : 16/02/2009

الفاروق عمر.. والديمقراطية بقلم/السيد حامد السيد  Empty
مُساهمةموضوع: الفاروق عمر.. والديمقراطية بقلم/السيد حامد السيد الفاروق عمر.. والديمقراطية بقلم/السيد حامد السيد  Emptyالجمعة 22 أبريل - 6:07

في عصرنا الحاضر نشتاق إلى مثال ديمقراطي نسير علي هديه, ويبحث البعض من المسلمين في الغرب عن هذا المثال, وينسون أن تراثنا الإسلامي ملئ بأروع الأمثلة في هذا المجال.. فقد أسس الرسول صلي الله عليه وسلم دولة الحق والعدل, وقد نمت تلك "الجمهورية" وانتعشت طوال عهد الخلفاء الراشدين
وإذا كانت قافلة الحق والعدل قد انحرفت عن الطريق, فإننا في أشد الاحتياج للعودة إلي "منبع" القافلة لنستلهم منه قيم المساواة وحق الشعوب في اختيار حاكمها ومساءلتهم وإقرار حقوق الأقليات واحترام حقوق الإنسان.
في عام 1961 أصدر الكاتب الإسلامي خالد محمد خالد كتابه "بين يدي عمر" في محاولة منه لتأصيل الديموقراطية في الإسلام, فعرض علينا بأسلوبه الساحر تجربة الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الحكم والتي دامت لعشر سنوات.
تمثلت حياة عمر ومنهاجه فى تقواه التى استمدها من مراقبته لله فى كل أفعاله، فكان يضع ربه أمامه فى كل فعلة يفعلها.. وتتساقط دموعه أمام كل شربة باردة وكل ثوب جديد ..تلك الدموع التي تركت تحت مقلتيه خطين أسودين من فرط بكائه ويصلصل داخل نفسه هذا النذير : "ماذا تقول لربك غدا ؟".
لكن.. كيف قضي تلك السنوات والأشهر الستة والأيام الأربعة التي قضاها خليفة للمسلمين؟
لقد كان يرتجف كعصفور إذا قال له أحد: اتق الله .
وكان يقول رحمه الله: " إذا نمت الليل أضعت نفسي, وإذا نمت النهار ضيعت الرعية", ويسأل كل من يلقاه في لهفه: قل لي بربك ولا تكذبني: كيف تجد عمر...؟ أتحسب الله عني راضيا ..؟ أتراني لم أخن الله ورسوله فيكم؟؟
لم ينعزل عمر عن شعبه , بل عامل نفسه كأنه أحد أفراد الشعب, وحين أصاب المسلمين أزمة شديدة في اللحم والسمن؛ أدمن أكل الزيت حتى أن أمعاؤه تئن وتقرقر, فيضع كفه علي بطنه ويقول: أيها البطن لتمرنن علي الزيت ما دام السمن يباع بالأواقي.
نظافة اليد وعدم التربح
أما اذا تأملنا فى حياة عمر مع أهله وأسرته وجدناه مقدسا للمسئولية, مجلاً لأهله ... ومع ذلك كان لا يحرمهم مما ليس لهم بحق فحسب, بل من حق لهم مشروع خوفا عليهم !
ويحُملهم من المسئوليات أضعاف ما يحمله نظراؤهم من الناس، حتي صار القرب من عمر عبئا يود أصحابه لو استطاعوا الفرار منه.
يخرج يوما إلى السوق فيري إبلاً سماناً تمتاز عن بقية الإبل بنموها وامتلائها فيسأل: إبل من هذه؟
قالوا: إبل عبد الله بن عمر
فينتفض أمير المؤمنين كـأنما رأى قيامته ويقول:
عبدالله بن عمر؟؟ بخ بخ يا بن أمير المؤميين؟
وأرسل في طلبه وأقبل عبدالله يسعي, وحين وقف بين يدي والده قال له: ما هذه الأبل يا عبدالله؟
فأجاب: أنها إبل هزيلة اشتريتها بمالي وبعثت بها الي المرعي أتاجر فيها
قال عمر في تهكم لاذع: ويقول الناس حين يروُنها ..ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ..اسقوا إبل ابن أمير
المؤمنين ..وهكذا تسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين.
ثم صاح به: يا عبد الله بن عمر, خذ رأس مالك الذي دفعته في هذه الإبل, واجعل الربح في بيت مال المسلمين.
يعلق خالد محمد خالد علي هذه القصة قائلا: يا خالق هذا الإنسان , سبحانك !!!
إن عبدالله لم يأت أمرا نكرا, إنما يستثمر ماله الحلال في تجارة حلال, وهو بدينه فوق كل شبهة, ولكن لأنه بن أمير المؤمنين يحرمه ابوه, مظنة أن تكون بنوته قد هيأت له من الفرص ما لا يتوافر لغيره من الناس.
احترام كرامة الانسان
كان الفاروق عمر يدقق في اختيار الولاة والعمال, ويعد نفسه مسئولا عن كل غلطة يرتكبها أحد ولاته علم بها عمر أو لم يعلم.
كانت أولي خطواته في اختيار الولاة استبعاد كل راغب في المنصب طامح اليه, لأن الذي يحمل شهوة الحكم يحمل شهوة التحكم.. ولضمان تحقيق العدل جعل الحاكم تحت رقابة المحكوم, وكان يحقق بنفسه وعلي الفور فى كل شكوي يشكوها مواطن من حاكم.
جاءه يوما وفد من مصر, وفيه فتي مكروب يقول له أن محمد بن عمرو بن العاص والي مصر قد أوجعه ضربا لأنه سابقه فسبقه, فعلا ظهره بالسوط وهو يقول خذها أنا ابن الأكرمين..!
ويرسل أمير المؤمنين يدعو عمرو بن العاص وابنه محمدا, ولندع أنس بن مالك يروي لنا النبأ فيقول: فوالله إنا لجلوس عند عمر وإذا عمرو بن العاص يُقبل في إزار ورداء فجعل عمر يتلفت باحثا عن ابنه محمد فإذا هو خلف ابيه.. فقال: أين المصري؟
قال: هأنذا يا أمير المؤمنين.
قال عمر: خذ الدرة, واضرب بها ابن الأكرمين.
فضربه حتي أثخنه ونحن نشتهي أن يضربه فلم ينزع حتي أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه, وعمر يقول: اضرب ابن الأكرمين
ثم قال لعمرو بن العاص "يا عمرو, متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم احرارا؟
والتفت إلى المصري: انصرف راشدا, فإن رابك ريب فاكتب إلي.
الشفافية والمحاسبية
كانت القيامة تقوم اذا سمع عمر أن درهما واحدا من الأموال العامة قد اخُتلس أو انُتهب أو أنُفق في ترف أو إسراف, وكان يرتجف وكأن خزائن المال كلها ضاعت وليس درهما أو بعض درهم
ها هو ذا يعدو وراء بعير أفلت من معطنه, ويلقاه علي بن أبي طالب فيسأله : إلى أين يا أمير المؤمنيين
فيجيبه: بعير ند من إبل الصدقة أطلبه!
فيقول له علي:" لقد أتعبت الذين سيجيئون بعدك..."!
فيجيبة عمر بكلمات متهدجة: "والذي بعث محمدا بالحق, لو أن عنزا ذهبت بشاطئ الفرات, لأخُذ بها عمر يوم القيامة ..."!
لا يوجد حاكم في التاريخ رفع من قدر الشوري مثلما رفعها عمر, وقد نالت الديمقراطية من ذلك الرجل بخير فرص التألق والازدهار, لم يحاول عمر أن يفرض رأيه أو أن يملي مشيئته ولم ينفرد ساعة من نهار بحكم الناس دون أن يشركهم في مسئولية هذا الحكم.
وكان يحذر من قول الرأي الذي يوافق رأيه قائلا " لا تقولوا الرأي الذي تظنونه يوافق هواي، وقولوا الرأي الذي تحسبونه يوافق الحق".
التأسيس للحق في مساءلة الحاكم
يصعد عمر المنبر يوما فيقول: "يا معشر المسلمين, ماذا تقولون لو ملت برأسي إلى الدنيا هكذا"؟
فيشق الصفوف رجل ويقول وهو يلوح بذراعه كأنها حسام ممشوق: إذن نقول بالسيف هكذا.
فيسأله عمر: إياي تعني بقولك؟؟
فيجيب الرجل: نعم إياك أعني بقولي.
فتضئ الفرحه وجه عمر ويقول "رحمك الله.. والحمد لله الذي جعل فيكم من يقوم عوجي"!!
ويروي التاريخ إن عمر رضي الله عنه قال في أول يوم تولي فيه الخلافة :" إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني "
فقام إليه رجل وقال له :" لو رأينا فيك اعوجاجا لقومناه بحد السيف "،ولم يأمر عمر العسكر باعتقاله او تصفيته بل رد
ردا خلده التاريخ قائلا :"الحمد لله الذي جعل في امة محمد من يقوم عمر بحد السيف ".
وهذا المبدأ الذي أرساه عمر هو أساس الديمقراطيات الحديثة التي تعطي الشعوب الحق في محاسبة حكامها وتقويم اعوجاجهم .
لم يكن هذا الموقف من أمير المؤمنين استعراضيا, إنما كان ينشد من ورائه الوصول إلى الحق والطمأنينة إلى أنه يحكم أمة من الأسود لا قطيعا من النعاج.
في يوم , وهو جالس مع أخوانه يخترق الصفوف رجل ثائر ملء قبضته شعر محلوق ولا يكاد يبلغ عمر حتي يقذف بالشعر في صدره في مرارة واحتجاج، ويموج الناس بالغضب ويهم به بعضهم فيؤمي إليهم عمر ثم يجمع الشعر بيده ويشير للرجل فيجلس وينتظر عمر حتي يهدأ روعه ثم يقول له:
والأن ما أمرك ؟؟
فيجيب الرجل وقد عادت إليه ثورته: أما والله, لولا النار يا عمر ..!!
فيقول عمر: صدقت والله.. لولا النار..!! ما أمرك يا أخا العرب؟
ويقص الرجل شكوته, وفحواها ان أبا موسي الأشعري أنزل به عقوبة لا يستحقها, فجلده وحلق شعر رأسه بالموسي, فجمع الرجل الشعر وجاء به إلي عمر.
فينظر عمر إلى وجوه أصحابه ويقول:
لأن يكون الناس كلهم في قوة هذا أحب إلى من جميع مما أفاء الله علينا.
ثم يكتب لأبي موسي يأمره أن يُمَّكن الرجل من القصاص منه جلدا بجلد وحلقا بحلق.
هذا هو الفاروق عمر الذي مشي علي أرض الحجاز وتربي في مدرسة النبوة فكان عملاقا في خلقه وشجاعته وايمانه ووضع لنا اسا س الحكم الرشيد الذي يغنينا تماما عن تلمس مثله في الغرب ، وهو العادل الذي قال عنه عبدالله بن مسعود " لله در ابن الخطاب أي امرئ كان..؟!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الفاروق عمر.. والديمقراطية بقلم/السيد حامد السيد

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى جحاف :: الملتقيات العامة :: ملتقى الحوار والمناقشة-