بقلم ابو محمد الجنوبي
المتابع لما يجري في اليمن عموماً وفي الجنوب بشكل خاص من تداعيات واحداث منذ حرب صيف 1994م المشئومة الظالمة التي شنت على الجنوب وشعبه كي تمحي هوية وتاريخ الجنوب وتسلب وتستولي على أراضيه وثرواته، وحققت اهدافها، وقد وصلت الجرأة بالاحتلال إلى تدمير دور العبادة وغيرها من معالم تراثية تاريخية وطمس كل شيئ يرتبط بتاريخ الجنوب، وتزويره واظهاره تحت هوية اليمن - الذي يعد أقل مساحة وثروة - تحت مزاعم وشعارات اعادة الفرع إلى الأصل الذي انطلق من المؤسسة الدستورية والقانونية وفق تخطيط احتلالي ممنهج، وقد تسابق واسهم شريكا الحرب والفيد في تغيير واجتثاث كل ما هو جنوبي، حتى أسماء المدارس والشوارع لم تسلم منهم، وكان الجنوب أشبه بمدينة بغداد ابان ما حصل لها على أيدي التتار والمغول، حتى منى الله علينا بحراكنا السلمي الجنوبي المبارك الذي انطلق قبل اربع سنوات ونيف، ومنذ ذلك اليوم والجنوب يدفع ضريبة الحرية والاستقلال حيث سقط اكثر من سبعمائة شهيد و25 ألف جريح وحوالي 200 ألف جنوبي دخلوا المعتقلات ولا يزال الكثير في زنازن الاحتلال حتى اليوم ومنهم زعيم الحراك الجنوبي المناضل حسن باعوم الذي لم يعرف حتى اللحظة عن مكان اعتقاله وعن ظروفه الصحية، وتلك المعارضة بما تسمى أحزاب اللقاء المشترك ووسائل اعلامها لم تكلف نفسها حتى عناء التطرق لأسم المناضل المختطف باعوم وذكر ما يعانيه باعوم من أمراض، وهذا ما يدل ان هدفهم الرئيسي - سلطة ومعارضة - هو استمرار مسمى الوحدة بأي شكل كانت واستمرار علمها الذي يرفرف في ساحات التغيير، وللأسف ان هذا العلم يرفرف في ساحات الجنوب برغبة أقلية ممثلة باحزابها الهزيلة المرتبطة بالمركز الرئيسي بصنعاء، وهذا العلم ارتسمت على ألوانه القتل والظلم والسلب تجاه أبناء الجنوب، وهذا العلم الذي يرفع في ساحات جنوبية هو نفس العلم المرفوع على ظهر المدرعات التي أزهقت الأرواح البريئة في ردفان والصبيحة والضالع ومودية ولودر والمكلا وزنجبار وغيرها، هذا العلم المرفوع فوق الطائرات والمدافع التي تقصف ليل نهار أهلنا في المعجلة ويافع وجعار، ان العلم الذي ترفعونه يا هؤلاء المغرر بهم أليس هو ذات العلم الذي ترفعه الأطقم العسكرية وحاملات الجند لقتل أهلنا في المعلا وكريتر والمنصورة والشيخ عثمان وغيرها من المدن والقرى الجنوبية الأخرى؟؟.
ان رفع هذا العلم في الجنوب يمثل خيانة لأهلنا في الملاح والحوطة والقرى المجاورة بينما يرفرف هذا العلم فوق القمم والمرتفعات التي لا تبعد عن منازل المواطنين سوى أمتار قليلة وفي كل مكان يرفع هذا العلم وتحته يقف اللصوص والقتلة الذين يتربصون بالجنوبيين.
ان رفع هذا العلم بحد ذاته خيانة عظمى لدم الشهيد وضاح الردفاني الذي استشهد وهو مسجى بعلم الجنوب، ويعتبر أيضاً خيانة لكل قطرة دم سفكت في الجنوب من شهيد أو جريح، أو أنات أسير يرزح داخل زنازين الاحتلال، والله من وراء القصد.