عدن - عنا
رفض الزعيم الجنوبي المقيم في المنفى "علي سالم البيض" عرضاً مشروطاً قدمته دولة خليجية عبر وسيط لحل قضية الجنوب مقابل التخلي عن الدعوة لفك الارتباط التي يتبناها البيض وفقاً لما قاله مصدر مقرب منه طلب عدم ذكر اسمه.
وأضاف المصدر أن العرض يمنح البيض الذي وقع اتفاقية الوحدة اليمنية مع علي عبد الله صالح رئاسة اليمن لمدة خمس سنوات عقب سقوط الأخير أو إسقاطه وتقام بعد الخمس سنوات انتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة.
وقال المصدر لوكالة أنباء عدن أن الوسيط طلب أيضاً التخلي عن أي مشروع آخر كالفدرالية بين الشمال والجنوب, وأن البيض الذي رفض هذا العرض رفضاً قاطعاً طلب أن ينقل الوسيط إلى الدولة الخليجية رغبته في رعاية وساطة بين الجنوب والشمال على أساس فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب بوصفها المرتكز الأساسي للاستقرار والأمن في المنطقة.
وتحدث المصدر عن خوف عربي وغربي من فقدان مصالح أفضى إلى لقاءات أجراها البيض مع دبلوماسيين غربيين تطرقت إلى قضية الجنوب والوضع في اليمن وشكل الدولة القادمة في الجنوب والدور الذي يمكن أن تقوم به دولة مستقلة في الجنوب في محاربة الإرهاب وتأسيس ديمقراطية حقيقية.
وقال المصدر لـ"عنا" أن ممثلين عن شركات غربية تخشى على مصالحها في هذه المنطقة من العالم طلبوا عقد لقاءات مع البيض وأضاف أن اللقاءات تركزت على الحديث عن مصالح مشتركة وتسهيلات يمكن أن توفرها دولة مستقلة في الجنوب وتشرف على بحر العرب وباب المندب الذي يمر منه أكثر من ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً.
ومن شأن هذا الرفض أن يعرقل مساعٍ خليجية لحل الأزمة اليمنية بين السلطة والمعارضة وفق مبادرة لتقاسم السلطة أو أن يدفع بقضية الجنوب إلى صدارة القضايا المطلوب حلها عقب سقوط النظام اليمني أو إسقاطه, ولا يبدو أن لقاءات لزعماء اشتراكيين سابقين ونشطاء حراك تعقد في القاهرة للاتفاق على نسبة مرضية من العشرة في المائة الخاصة بالمستقلين في مبادرة تقاسم السلطة يمكن أن تحصل على قبول شعبي في الجنوب الذي يشهد حركة احتجاجات شعبية متنامية منذ العام 2007 على خلفية مطالب سياسية واجتماعية ترفع شعار التحرير والاستقلال.