بقلم : صلاح السقلدي
أثارت نتائج لقاء القاهرة الجنوبي -الجنوبي الذي انعقد مؤخرا هناك ردود افعال متباينة بين الجنوبيين أنفسهم وبين الجنوبيين والشماليين، بين مؤيدٍ لنتائجه ومعارض وبين قادح ومادح،في البداية نقول إن ما طرح بهذا اللقاء من رؤية لحل القضية الجنوبية وما تضمنه البيان السياسي الختامي للقاء هو جهد واجتهاد قطاع لا بأس به من أبناء الجنوب سواء ممن حضر من الداخل او ممن هم بالشتات فضلا عن من أيده ولم يشارك فيه. ولم يزعم أصحاب هذه الرؤية انهم قد أتوا بما لم تستطعه الأوائلُ، بل لقد أكدت هذه الرؤية والبيان الختامي إن التواصل مع بقية ألوان الطيف الجنوبي هو الضامن لنجاح اي جهد من هذا القبيل، وأوكل الحاضرون باللقاء المهمة للقيادات المتواجدة بالخارج للتواصل مع بعضها البعض وكذا ممن سيعودون للداخل ان يتبعوا الشيء ذاته تجاه اخوانهم بالداخل لجمع كل الافكار بمصب واحد، حيث انه يبقى هذا الجهد ناقصا الى ان تستوفيه كل الاراء بمختلف سقوفها وتنوع مطالبها.
يعتسف الحقيقة ممن يسمي رؤية لقاء القاهرة بإنها رؤية المهندس حيدر ابو بكر العطاس وحده،لإنه حتى مسودة هذه الرؤية لم تكن تحمل بصمة العطاس فقط وان كان له مشاركة فيها إلا انها من بنات أفكار عدد كبير من ذوي الرأي السياسي الجنوبي بالداخل والخارج فضلا ان هذه المسدوة قد تم تغيير النسبة الاكبر من محتواها بالرؤية النهائية من خلاصة ما طرحه المشاركون بالنقاش على كثرتهم ،شملت اهم ما فيها من نقاط بما فيها نقطة الفترة الانتقالية وقرارعدم مشاركة الجنوب بأي عملية سياسية انتخابية او استفتاء أو أي شكل من اشكال الفعل السياسي قبل حل قضيتهم حلاًعادلاً يرتضيه شعب الجنوب،علاوة على إضافة العبارة التي تتحدث عن ان الجنوب في حل من اي اتفاقيات سابقة ان لم يتم التعاطي بإيجابية مع هذه الرؤية من الطرف الشمالي، وان هذا السقف هو الحد الأدنى الذي لا يمكن ان يكون دونه اي سقف مستقبلا،مهما كانت الظروف، وبهكذا نقاط وغيرها تكون الرؤية قد اخذت بالإعتبار كل الظروف على المستويات الجنوبية الجنوبية والجنوبية الشمالية والظروف الاقليمية والدولية وهذين الاخيرين لا يمكن تخطيهما أوتجاهلهما، لما لهما من تاثير سلبي وإيجابي على الجنوب حاضرا ومستقبلا شئنا أم أبينا ،كما كان لهما التاثير بفارط الايام بالشأن الجنوبي .
تعالوا نسترشد بالعقل والمنطق،هل كان بالإمكان اكثر مما كان بلقاء القاهرة ؟ اي هل كان بمقدورنا وفق الظروف المحيطه بنا ان نطرحه بهذه الرؤية اكثر مما طرح ولم يتم طرحه؟
انني على يقين ان من يطرح الفيدرالية بشكلها هذا ليس حبا وولعا بوحدة من هذا النوع، بل ان اغلب ممن طرحوا فكرة الفيدرالية بلقاء القاهرة ومن واقع معرفتي بهم انما هم منطلقون من فكرة تمرحل الاهداف وتسلسلها هو الاكثر واقعية وسط محيط متلاطم نعيش فيه وبالتالي الوصول الى الهدف المنشود بالتحرر وفك هذه الربقة المحكمة حول أعناقنا بطريقة سلسة ومتدرجة وبأقل كلفة حتى وإن طالت المسافة الفاصلة بين الهدف والوسيلة إلا ان الخسائر ستكون بالتأكيد أقل وقعا اخف ضررا، لأن الخصوم أقل عددا وعدة بعد ان نكون قد استطعنا تحييد طاقاتهم،والطرق اقل وعورة وانحدار.
الأطراف الجنوبية بالداخل والخارج ممن لم يرق لها طرح لقاء القاهرة ولم يجدو فيه الحل الأمثل لحل القضية الجنوبية، هذه الاطراف بمسيس الحاجة لأن تعمل الشيء ذات الذي عمله لقاء القاهرة بان ينظموا أنفسهم ويعدوا طرحهم ليكون مكملا لجهد القاهرة وما سبق لقاء القاهرة ايضا من جهود خلال السنوات الماضية من افكار واراء، وان يلتقوا،والجميع من خلفهم بالقاهرة أو بتونس أو باي مكان يتفق عليه، مع الأخذ بالحطية الا يكون اي جهد من هذا النوع عبارة عن ردة فعل أو نوع من النكف بوجه الآخر، فالجميع سيلتف مع مثل هكذا مسعي يصب بالتالي في مصلحة شعب الجنوب وإنعتاقه.
بالمجمل نقول إننا بطرحنا هذا نقول ان الجهود مكملة لبعضها، متى ما فطن الجميع ذلك بعيدا عن نيران كثافة المقالات الإلكتروينةوقصف مدافع البيانات التي تنفر ولا تبشر، ولا نسعى بالضرورة ان ينظم الجميع الى مثل رؤية لقاء القاهرة بل على العكس من ذلك، إنه من المفيد كما اسلفنا ان تظل الرؤى متنوعة ليكمل بعضها بعضا، ولكن مع وجود اتفاقا ولوضمنيا بين الجميع لمثل هذا التنسيق، لكي نجنب أنفسنا جهالة تصرفاتنا وحماقات أفعالنا.
-خاتمة: (دع مأة زهرة من كل لون تتفتح..)