أكدت الأديبة "هدى العطاس" تضامن الجنوبيين مع اخوانهم في ساحات التغيير في الشمال وقالت أن ثورة الشمال لصيقة بما نعانيه في الجنوب".
واعتبرت "العطاس" في كلمة ألقتها بندوة مطولة عقدت صباح اليوم بقاعة "أرجوان" بمديرية كريتر بمدينة عدن عن القضية الجنوبية أن "سقوط النظام اليمني جزء من حل القضية ولكن ليس حلاً كاملاً" مؤكدة أن "القضية الجنوبية قضية مستقلة".
وقالت أن "علي عبد الله صالح ليس هو السبب فقط, ولكن هناك أسباب متعددة وضعتها الوحدة الشائهة" حسب وصفها.
وأشارت إلى أن هناك حاملين للقضية الجنوبية هما "الحامل السياسي والحامل الميداني متمثلاً في الحراك الشعبي بكل مكوناته".
وتساءلت رداً على مداخلات عن الهوية الجنوبية: "الآن هل نحن بصدد تأصيل تاريخي ومحتاجون له, أم نحن بحاجة لرؤية للحل؟ حل للمستقبل حل للحاضر, والحل سيقوم على واقعتين, واقعة الحقائق الموجودة وهي كالشمس حقائق التقتيل والتنكيل والنهب, والحقيقة الثانية هي حقيقة الميدان".
وتابعت "الميدان يشكل ورقة الضغط, والحامل السياسي يجب أن يكون صدى للحامل الميداني, ويجب أن يكون ورقة الضغط وواضع الحل, ولكن ليس هو من سيؤصل للحل وسيضع الرؤية, الحامل السياسي من سيضع الرؤية, ويجب أن يكون ممتثلاً للحامل الميداني وليس متجاوزاً له كما بدأنا نرى أنه يمكن أن نتجاوز الحامل الميداني".
وقالت "كثيرون يقولون أن قضية الجنوب مشروعة ولكن الوحدة هي وحدة شعب" وأكدت "وحدة الشعب لن يتجاوزها أحد, الشعوب العربية موحدة في مواقفها وفي هويتها, ضد القضايا العربية ضد أميركا, ضد إسرائيل, لكننا نتحدث عن وضع ونظام سياسي وهذا ما يجب ان نفرق فيه, وعندما نقول نطالب باستقلال الجنوب يقال لنا هذه وحدة شعب, والوحدة كانت غايتنا ورضعناها مع حليب أمهاتنا".
وأكدت "لن نجزئ الشعب ولكن سنقيم نظاماً سياسياً, يمنح شعب الجنوب الذي عانى كثيراً كرامة وعزة, النظام السياسي أو الحالة السياسية لا يفرضها واقعها الشعوب, ولكن يفرض واقعها المائدة السياسية, بمعنى أن مراكز القوى في الشمال هي من تسيطر وتتحكم".
وأوضحت "لنفترض أي نوع من النظام السياسي أو الإحلال السياسي داخل هوية يمنية للجنوب والشمال, يجب أن نعرف أن الشمال تتحكم به مراكز القوى وليس الشعب البسيط, ليست هناك مشكلة هم طيبون أنا عاشرتهم وهم مثلهم مثل كل الشعوب والشعوب طيبة, ولكن مراكز القوى المتمثلة في حمران العيون من المشائخ والقبائل والعسكر والآن فصائل الفساد ومكونات الفساد التي تكونت بعد الوحدة هؤلاء هم الذين سنتعامل معهم ضمن النظام السياسي لو فكرنا في نظام سياسي يضمنا, هم هؤلاء الذين سنتعامل معهم, وهؤلاء سيعيدون إنتاج كل هذه السلوكيات الشائهة, وهذه الوحدة الشائهة, وسيفرضونها من جديد".
وخلصت إلى أن "المسألة هي مسألة نحتاج أن يكون لنا نظام سياسي مستقل لا يرتهن للقبائل والمشائخ الذين في الشمال, الذين لن نستطيع أن نتجاوزهم في يوم وليلة, ولن نكون طوباويين ونقول أنه بعد سقوط النظام ستكون الأمور على أحسن ما يرام, لا سيظلون مكانهم, الشعب في الشمال لم يعش الحالة الثورية في الجنوب منذ خروج الاستعمار في 67, فالجنوب استوعب الحالة الثورية, أما الشمال لازال مرتهناً لمجتمع تقليدي يعيد إنتاج نفسه في كل ثورة وفي كل تجديد داخل الشمال, إذن لماذا نربط أنفسنا بهكذا نظام".
وأضافت "لدينا مثال تشيكوسلوفاكيا كانت دولة والآن صارت سلوفاكيا والتشيك, حتى كان هناك إدغام للاسم ورغم ذلك فصلت, لهذا نحن نحتاج إلى رؤية سياسية وليس إلى تأصيل تاريخي للهوية وغيرها, ولكن رؤية سياسية تجعلنا مستقلين وحتى في إطار الجنوب نفسه" في إشارة إلى الفدرالية داخل أقاليم الجنوب.