كشف مستشار للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أن حرب صعدة هي ورقة من أوراق الكسب والمساومة يستخدمها صالح إذا قارب النظام اليمني على الإفلاس أو تعرض لضغوط عربية تجاه بعض القضايا المتأججة في البلاد ، معتبرا إشعال الحرب في صعدة خلق نوع من الرعب لدى دول الجوار خصوصا الإمارات والسعودية تحت بعبع تمدد المذهب الشيعي وتوسع النفوذ الإيراني لاستجلاب الدعم المادي والعسكري والسياسي الذي يتيح من بقاء النظام ويطيل من عمره.
وكشف مستشار صالح في معلومات خاصة تلقتها شبكة خليج عدن أن صالح عرض على القيادات العسكرية في الأسبوع الأول من الحرب إجراء هدنة مع الحوثيين ، لكن قيادات عسكرية كبيرة في الجيش بينهم العقيد علي محسن الأحمر قائد الفرقة الأولى مدرع والعميد ثابت مثنى جواس قائد اللواء 15 مشاه رفضوا وقف الحرب وأكدوا على استمرارها حتى التخلص من أي تهديد يمثله التوسع الحوثي شمال البلاد.
وفي تطور لافت هاجمت صحيفة "أخبار اليوم" التي يمولها العقيد علي محسن الأحمر وقيادات كبيرة في المؤسسة العسكرية قرار التعليق، واعتبرت ان الجيش يتعرض لما يمكن وصفه بـ"المؤامرة".
وقالت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر السبت: منذ بدت الفتنة وكلما قارب أبطال المؤسسة العسكرية على الحسم نجد من يطلب من هؤلاء الأبطال التوقف والتراجع، وكل مرة يحدث هذا تحت مسمى ومبرر يختلف عن سابقه وهو ما يقزم دور ومكانة أبطال اليمن وحراسه ويعرضهم للشماتة بل ويجعلهم محل تندر العامة".
وكشفت الصحيفة أن قرار إيقاف الحرب يأتي بأوامر سياسية في لحظة تكون المؤسسة العسكرية قادرة على الحسم - في اتهام غير مباشر للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ونجله أحمد وهما ألد الأعداء للعقيد علي محسن الأحمرهو ما يثبت حقيقة الاتهامات التي يؤكدها المراقبون في الداخل والخارج من أن حرب صعدة هي عبارة عن ورقة مساومة يشعلها صالح وفقا لخطوط استراتيجية مادية نفعية إذا ما قاربت سياسته من أزمة طاحنة مستغلا عطف دول الجوار.
وقالت الصحيفة "خلال السنوات السابقة كثيراً ما توصل أبطال المؤسسة إلى لحظات الحسم الأكيد ولكنهم يتراجعون بطلب وأوامر سياسية تصدر من مفاصل النظام، ولا ندري الدوافع لمثل هذه المواقف التي تعطي المتمردين زخماً وتمد من ديمومتهم وتمنحهم المزيد من الفرص لإعادة ترتيب أوضاعهم ولملمة شتاتهم بعد أن يكون قد تبعثر".
واعتبرت قرار تعليق العمليات العسكرية أو وقفها ـ لا فرق حسب قول الصحيفة ـ اعتبرته "مخالفاً لكل المطالب الوطنية ومغايراً لما صدر عن العلماء" وقالت الصحيفة "أن التعليق الأخير للعمليات العسكرية جاء على خلفية وحسابات سياسية قد لا يخلو منها رغبة إرضاء بعض الأطراف الخارجية أو ما توصف بالمنظمات الدولية والإنسانية".
واستطردت: إن قرار تعليق الأعمال العسكرية هو طعنة أخرى للمؤسسة العسكرية تندرج ضمن سلسلة من الخذلان التي وجهت لهؤلاء الأبطال من قبل البعض الذين لا يدركون معنى اتخاذ مثل هذا القرار في لحظة حاسمة كان هؤلاء على وشك أن يقطعوا دابر فلول شلة العمالة والارتزاق" وفقاً للصحيفة.
وقالت الصحيفة - على لسان المحرر السياسي - انه "ليس من حق أي جهة فرض أجندتها"، واعتبرت التعليق استجابة لدعوة من أسمتهم بـ"المرتزقة"وإن "بصورة متأخرة وبطريقة ملتوية والتفافية"، مضيفة ان "المحصلة اننا انجرفنا خلف دعوة المتمردين الذين سبق وأن أعلنوا تعليق ما أسموه بالعمليات العسكرية واضعين وبكل وقاحة شروطهم المثيرة وكأنهم هم الدولة وهم صناع القرار الوطني".
ودانت الصحيفة قرار العمليات العسكرية مطالبةبسرعة برد الاعتبار للمؤسسة العسكرية من خلال تمكينها ودون تدخل في تعاملها مع المتمردين وبالطريقة التي يراها أبطالها" حسب وصف الصحيفة؟
وأضافت في هجوم لاذع - بصورة غير مباشرة -لشخص الرئيس صالح وكبار ساسة نظام صنعاء أن افراد المؤسسة العسكرية هو"أصحاب القرار وهم من يقرر إمكانية تعليق العمل العسكري من عدمه وليس للساسة علاقة بمثل هذه القضايا الفنية وتوقيتها حتى لا نجد أبطالنا يخذلون من الخلف أكثر مما يقابلهم من التمرد والمتمردين".
من ناحيته اتهم المكتب الإعلامي لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي اتهم السلطة بأنها ترفض دعوة النازحين والمتضررين من الحرب العودة إلى بيوتهم وقراهم ومناطقهم رغم دعواها تعليق العمليات العسكرية من أجل دوافع إنسانية حسب ما تقول.
وأوضح أن السلطة عودة النازحين إلى مناطقهم ومواصلتها للاعتداءات على بعض القرى في (مديرية حرف سفيان)، والتوائها مباشرة بعد إعلانها التعليق لساعات فقط أنها لا تسعى إلى تطبيق وقف الحرب
وأضاف المكتب في بيان - تلقت خليج عدن نسخة منه - أن السلطة تحاول التضليل والخداع لاستغلال قضية النازحين والمتضررين من أجل إيصال الإمدادات العسكرية للمواقع المحاصرة في (محافظتي صعدة وعمران).
وقال " إننا إذ نحذر السلطة من الخداع والتضليل واستغلال قضية النازحين الإنسانية إلى إمدادات عسكرية للجيش بدلاً من المتضررين، موضحا أنها لن تستطيع تمرير ذلك على أرض الواقع مهما خدعت وتحايلت وأن استغلال قضية النازحين والمتضررين من الحرب جريمة أخلاقية وإنسانية تضاف إلى جرائمها التي لا تنتهي عند حد."
مشيرا إلى أن استمرار رفضها دعوة النازحين إلى بيوتهم وقراهم دليل كاف على أنها لا ريد إيقاف الحرب ولا معالجة الوضع الإنساني، رغم أن أغلب مناطق النازحين هي مناطق نائية وبعيدة عن الصراع الميداني وإنما يتم استهدافها بالطيران.
