يتواصل توافد الأسر و الأهالي النازحين من محافظة أبين بالمئات ، إلى مدينة عدن ويتم إيوائهم في المدارس ، و تتواصل مع ذلك الأعمال الإنسانية التي يقوم بها المجلس الأعلى لشباب عدن لمواجهة تداعيات الأوضاع التي تتفاقم بصورة مخيفه نتيجة للمواجهات التي تدور رحاها منذ أسبوع تقريباً بين قوات الأمن و العناصر المسلحة في مختلف مديريات أبين ، ما أدى إلى نزوح للأسر و الأهالي من نساء و أطفال و شيوخ بالمئات إلى عدن .
واكتظت عدد من مدارس مدينة عدن بالنازحين ، الذين أصاب بعضهم الإعياء الشديد نتيجة سيرهم على الأقدام مسافات طويلة ، وفور وصول الأنباء عن هذه المأساة تداعى أعضاء اللجنة العليا للمجلس الأعلى لشباب عدن لعقد اجتماع استثنائي على وجه السرعة للوقوف على هذه الأحداث المؤلمة و الأوضاع الحرجة التي تعيشها هذه الأسر التي افترشت الأرض في الصفوف الدراسية لمدارس عدن ، في ظل انعدام الكثير من الاحتياجات الضرورية لهم من فرش و بطانيات و مواد غذائية و أدوية و حليب للأطفال و غيرها من التجهيزات الضرورية للغرف من أجهزه كهربائية كالمراوح و بعض مفاتيح الكهرباء و اللمبات إضافة إلى ما تتطلبه الحمامات الغير صالحة أصلا للاستخدام الآدمي من مواد تنظيف و صنابير المياه .
وأقرت اللجنة النزول ميدانياً بصورة سريعة و عاجلة لتفقد هذه المواقع و تحديد حجم و نوع المساعدات الإنسانية المطلوبة ، وكلفت لجنه قامت بتنفيذ ذلك و رفعت تقريراً ثم على ضوئه عصر اليوم الثلاثاء تسليم الدفعة الأولى من المساعدات من قبل اللجنة العليا يتقدمهم الأخ/ علوي باهارون " المحامي " رئيس المجلس ، لعدد من الأسر في كل من مدرسة سعيد ناجي للبنات بمديرية المنصورة التي يتواجد فيها حسب إفادة القائمين على استقبال النازحين أكثر من (150) أسرة تبلغ عدد أفرادها ما يقارب من (350) فرد بين نساء و أطفال ، وكذا مدرسة حي السعادة التي يتواجد فيها حالياً (100 أسره ) .
وأشار باهارون في تصريح خاص لـ"عدن الغد" أن هذه المساعدات التي يقدمها المجلس الأعلى لشباب عدن ، هي الدفعة الأولى وقد تم توفيرها بصوره عاجلة و تشمل فرشان و بطانيات و وسادات ، موضحاً أن حجم الاحتياجات الضرورية للنازحين كبيره وان المجلس سيقوم بتوفير ما يمكن توفيره لهم من مواد و احتياجات عاجله .
واستطر باهارون :" عند نزولنا إلى هذه المدارس التي يتواجد فيها النازحون منذ يومين تفاجآنا بهذا العدد الكبير الذي يعكس مدى الوحشية و القوه الهائلة التي تستخدمها القوات الحكومية ضد المسلحين و بمختلف أنواع الأسلحة المتوسطة الثقيلة كالدبابات و مدافعها التي تطلق عشوائياً و صواريخ البارجات الحربية ، بحسب شهود عيان من بين النازحين الذين التقينابهم في مدارس و مواقع الإيواء ."
واوضح الأخ/ خالد الزامكي نائب رئيس المجلس الأعلى لشباب عدن بالقول:" حقيقة نحن مستغربون لهذه القوه المفرطة التي تستخدم ضد سكان و أهالي مسالمين أبرياء تحت مبرر قصف المسلحين من قبل القوات الحكومية ، التي شردت خلال يومين هذا العدد الهائل من الأسر و النساء و الأطفال تاركين منازلهم التي دمرتها مدافع الذبابات و صواريخ البارجات البحرية .
و استطرد قائلاً : ان استخدام للقوه بهده العشوائية وبهذه الآليات العسكرية المدمرة انما يؤكد بأن النوايا مبينه تجاه محافظات الجنوب و أبناء و أهالي هذه المحافظات الذين يشردون اليوم من منازلهم وقراهم و محافظتهم للنجاة بأسرهم و أطفالهم من جبروت و صلف و عنجهية هذه القوات الغازية .
وفي تصريحه أهاب الأخ/ خالد شفيق أمان الناطق الرسمي للمجلس ، بجميع المجالس و الحركات الشبابية و الأهلية و منظمات المجمع المدني و الجمعيات الخيرية و الأهلية بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه الأوضاع الكارثة المأساوية التي تعيشها هذه الأمواج من النازحين الذين لا يوجد لديهم الإيواء ما يسد رمقهم وفاقتهم ، موضحاً أن احتياجات هذه المواقع من تجهيزات و مواد غذائية ومياه للشرب و أدوية للمصابين و المرضى من النساء و الأطفال يتطلب الضرورة تضافر جهود كافة الجهات التي أسلفنا ذكرها ، مشيداً بدور أهالي عدن الساكنين قرب مواقع الإيواء ، في تقديم المساعدات الفورية من غذاء ومياه . مجسدين بذلك التكافل الاجتماعي و الأسري الذي تجلى بأعظم صوره الإنسانية إزاء هذه الكارثة التي ألمت بأهلنا في أبين الجسيم .
الجدير ذكره أن المجلس الأعلى لشباب عدن الذي تم تأسيسه يوم 19/5/2011م والذي يدعمه ويموله الشيخ/ احمد بن عبدالقادر العيدروس ، كان قد وضع إلى جانب أهدافه الأساسية المتمثلة بتقديم الدعم للشباب لتطوير قدراتهم العلمية و العملية ، وهناك أهداف أخرى "مؤقتة لمواجهة الظروف الراهنة التي تعيشها المحافظات الجنوبية تمثل بتقديم الدعم و المساعدات للمصابين و الجرحى و اسر الشهداء و اسر المعتقلين و النازحين من بقية المحافظات الجنوبية ، وفي هذا السياق فقد تم تنفيذ أكثر من (11) مشروعا قبل تأسيس المجلس و (3) مشاريع بعد تأسيسه في التاسع عشر من شهر مايو الجاري.