نهاية العام الماضي توافق "العليان" فمرروا خليجي عشرين بسلاسة تثير التساؤل حتى اللحظة ؟! مطلع هذا العام , ايضا , اختلف –العليان- فطفحت صراعتهما للساحات العامة شمالا , ثم ثأرا مشتركا منهما ضد الجنوب و حراكه السلمي التحرري تنفسا بمدينة زنجبار عاصمة محافظة ابين مما احدث تدميرا ممنهجا لم يشهد الجنوب مثيلا له من قبل , حيث اجبر اهلها المسالمين الطيبين للتحول للاجئين بوطنهم , درسا اخر نتجرعه من مراهنات البعض على جدية خلافاتهما , كما اتضح للجميع بما لا يدع مجالا للشك ان حزب التجمع اليمني للإصلاح شريك حرب و تكفير الجنوب خنجر مسموم لا يؤتمن .
افتعلاها "الخبيران" وكادا ينجحا بالالتفاف على الثورة الشعبية السلمية بساحات صنعاء – تعز , مكررين نفس سيناريوهات الحركات الالتفافية على ثورة ربيع شباط / فبراير 48م , انقلاب 26 ايلول / سبتمبر 62م و 22 ايار/ مايو 90م , باتفاق و انتصار القوى التقليدية الرجعية على قوى الحداثة , التغيير و التقدم , فهل نتركهم يمروا جنوبا؟!.
نعم , اخطئنا جميعا .. نعتذر , لأننا نعمل سنخطئ مرات ومرات , لكن خطا عن خطا يفرق , والله يحب التوابين الصادقين , ذلك الصدق و الحرص على الجنوب احسسته عند زيارتي مطلع هذا الاسبوع لغول سبولة و الذنبة و التقائي بالقادة الاستقلاليين صلاح الشنفره , د. ناصر الخبجي , د. عبده معطري و قبلهما لقاءاتي بالمناضلين الاصلاء علي منصر , امين صالح , السفير قاسم عسكر , د. واعد باذيب , احمد الربيزي , علي هيثم الغريب , د. محسن وهيب , احمد سالم بلفقيه , عباس العسل , حسن الجيلاني , د. عبد الحميد شكري , علي لعجمية , المحامي محمد العقلة و العميد محضار الكلدي .. الخ , وجدنا الكل حريص على الجنوب و يتفقوا على اهمية عودة "النوارس"الحراكية لعاصمتنا السياسية و الابدية –عدن-ام المدائن الجنوبية .
الاشكالية من يبدا الخطوة الاولى , التي على ثقة نؤكد انها لن تتأخر كثيرا هذه المرة , هنا تبرز للمراقب الحصيف المحايد صورة اخرى من صور الاختلاف الاجتماعي والثقافي بين الحالتين و الشارعين الجنوبي و الشمالي , فان استطاع "عليان ال الاحمر " ان يهربا من المسائلة و العقاب بذهاب نحو الفوضى الخلاقة شمالا , بعد افراغ الثورة السلمية بساحات صنعاء – تعز من كل مضامينها التقدمية و الثورية من خلال احتوائها من الداخل , الجنوب المدني المسيس كان محصنا من كل محاولات اختراقه , رغم المال المدنس التي حاولت نثره دكاكين القبح المشترك , اللجنة التحضيرية للحوار , مجلس التضامن الوطني واجهزة الامن القومي .
لا احد ينكر ان تسارع الاحداث مصحوبا بغوغاء الارهاب الفكري للمتطرفين من المؤلفة قلوبهم بالحراك , كذا نعيق المرجفون الذين تسلقوا الحراك على غفلة من مناضليه تساهما معا بحالة الصدمة التي اصابت الشارع المنتفض قبل انطلاق الثورة الشبابية المعاصرة , دون ان يصل الامر الى الذهول او الانهيار , باعتبار قضيتنا حية لن تموت او تنتهي لأنها مرتبطة بوطن , شعب , هوية , تاريخ و دولة تم الغدر بها من شريك "الوحدة" التي تمت فوقيا وبعيدا عن ارادة الامة الجنوبية , مع ذلك اعلن الطرف الشمالي الحرب عليها ودمرها في 7/7/94م .
ما يستفاد من احداث زنجبار المأسوية اهمية وحدة قوى الحراك الجنوبي الذي يجب ان يكون حاضنا لكل الطيف الجنوبي بتعدده و تنوعه , مع ضرورة اعادة تسويق بضاعة (القاعدة) التي صنعها "العليان" واستقدماها الى ابين على ظهر دبابات حرب صيف 94م ضد الجنوب وحزبه الكبير "الاشتراكي" , مع المراعاة عند اية حوار مع دول الاقليم او العالم الحر و افهامهم أن استعادة الجنوبيين لدولتهم المدنية التي سبق و اثبتت قدرتها على تامين حرية الملاحة بخليج عدن و باب المندب ضرورة لمصالحهم الحيوية بالمنطقة, لأنها ستكون دولة جادة بمحاربة الارهاب و التطرف الاصولي الذي لم يعرفه الجنوب الا بعد "الوحدة" كما يعلم ذلك القاصي و الداني, الامر يعتمد على قدرتنا و علاقتنا العامة بأقناع العالم الحر ان "الوحدة" اصبحت تعيق عملية الحرب الكونية على الارهاب , ان لم ننجح بخلق مثل تلك الشراكة سيمروا جنوبا – للأسف- وستستمر المعاناة الجنوبية زمنا جديدا اخر .