كشف مصدر جنوبي مقرب من الجنرال العسكري المنشق عن النظام اليمني "علي محسن الأحمر" ما قال أنها خطة احتياطية وضعها المجلس العسكري المشكل مؤخراً في السر والذي يضم الأحمر واللواء حسين عرب ويختلف عن المجموعة التي أعلنت البيانين رقم "1" و "2" لاستنساخ سيناريو ثوار ليبيا في السعي لإسقاط النظام.

وقال المصدر لوكالة أنباء عدن أن المجلس ينوي الانتقال إلى الجنوب وإسقاطه واتخاذه قاعدة انطلاق للزحف نحو الشمال وإسقاط العاصمة اليمنية صنعاء بالتدرج.

وتستلهم الخطة السيناريو الليبي الذي أسقط الثوار الليبيون من خلاله مناطق الشرق ثم زحفوا في معاركهم التي لاتزال مستمرة صوب الغرب حيث تقع العاصمة الليبية طرابلس.

وقال المصدر أن الجنرالين العسكريين عرضوا خطتهما على دولة عربية في المنطقة.

ويحتضن الجنوب ميناء تصدير النفط في مدينة الشحر بمحافظة حضرموت وميناء تصدير الغاز المسال في بلحاف بمحافظة شبوة ومصفاة النفط في البريقة بمدينة عدن, إضافة إلى جميع آبار النفط العاملة.

وقال المصدر الذي أكد على عدم الإشارة إلى اسمه أن الأحمر الذي كان حليفاً للنظام اليمني طيلة ثلاثة عقود مضت يسعى من خلال هذه الخطة للحفاظ على الجنوب الذي يتأهب لاقتناص فرصة قد لا تتكرر في المنظور القريب لترسيخ فكرة الدولة المستقلة واقعاً على الأرض, وقد يسعى الأحمر وفقاً للمصدر للتخلص من قيادات الحراك الجنوبي أو ملاحقتها أو مطاردتها عبر وسائل عدة محتملة.

ويقود المنطقة العسكرية الشرقية التي تشمل محافظتي المهرة وحضرموت اللواء المنشق محمد علي محسن لكن القائد العسكري بارشيد الذي يتواجد في المهرة يدين بالولاء للرئيس اليمني علي عبد الله صالح ويملك قوات موالية, كما يقع وادي حضرموت خارج السيطرة العملية للواء محمد علي محسن خلافاً للساحل.

وتقع عاصمة دولة الجنوب السابقة "عدن" في إطار المنطقة العسكرية الجنوبية التي يتولى قيادتها اللواء مهدي مقولة الذي جدد ولاءه مرتين للرئيس اليمني منذ اندلاع الاحتجاجات في فبراير/شباط.

وتشمل المنطقة العسكرية الجنوبية محافظتي أبين ولحج وفي محافظة لحج يقع معسكر الراحة في منطقة الملاح الذي يقوده فيصل رجب ويدين بالولاء للجنرال علي محسن الأحمر, وقال المصدر أن الأحمر الذي يملك علاقات واسعة مع تنظيم القاعدة الإرهابي هو من دفع بمقاتلي التنظيم للسيطرة على مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين لإسقاطها من قبضة الجيش اليمني النظامي, خلافاً للاعتقاد السائد بأن المتواجدين في زنجبار هم عناصر القاعدة الرئاسية.

وقال عناصر القاعدة المسيطرون على المدينة لسكانها أنهم ينوون الزحف نحو مدينة عدن, وقالت مصادر أمنية بعدن أن مسلحين غرباء دخلوا المدينة خلال الأيام الماضية, فيما كشف مصدر في المعارضة اليمنية أن حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي يقود تكتل اللقاء المشترك المعارض قد قام بتسليح المئات من منتسبيه للاستعداد للانقضاض على المرافق السيادية عند اللزوم.

ومن شأن سيطرة المنشقين عبر الألوية العسكرية أو مسلحي القاعدة أو الجهاديين المتطرفين على الشريط الساحلي الممتد من الشحر شرقاً وحتى عدن غرباً أن يعطل عصب الحياة الاقتصادية للنظام اليمني وبخاصة أن هذا الشريط يحتضن منشئات الطاقة الرئيسية التي يتغذى منها النظام فضلاً عن آبار النفط ومرافئ التصدير.