قال القيادي في الحراك الجنوبي المحامي"يحيى غالب" ان رؤية الحراك الجنوبي للتعامل مع الاحداث المتسارعة التي تشهدها البلد عبارة عن خطة شامله لاستعادة دولة الجنوب عبر تشكيل مجالس انتقالية لاستلام دولة الجنوب تتشكل من كل ابنا الجنوب المؤمنين بمشروع استعادة الدولة، وارجع غالب مقاطعة الحراك للثورة الى عدم وجود أي تطمينات لشعب الجنوب من شباب الشمال.
مؤكدا انه لا يمكن نسلم عنق ثورة الجنوب الذي حافظ عليه شعبنا من مقصلة صالح لنسلمه الى مقصلة عبدربه منصور او اللقاء المشترك.
ولفت الى وجود قاسم مشترك بين ثورتي الحراك والشباب الذي قال انه: نتضامن معهم رغم صمتهم عن جرائم الجنوب لكن جرائم صنعا وجريمة تعز البشعة هزت كل ضمير انساني ولا ننسى دور ومشاركة ناشطي تعز وتضامنهم مع ابنا الجنوب خصوصا في منصة ردفان والضالع وغيرها من المناطق.
إلى الحوار ..
* ماذا تقراء في مشهد إحداث ألجمعه في صنعا ومغادرة صالح الى الرياض وتداعيات الوضع بشكل غير متوقع؟
ـ يتضح ان مبادرة الخليج الاولى الصادرة بتاريخ 3ابريل بشأن تسليم السلطة بشكل أمن لم يلتزم صالح بتنفيذها طوعا وتم تنفيذها بجمعة (الأمان) بطريقة تعجب صالح يمارسها ضد خصومة منذ33عام أيضا يتضح مرور ستون يوم بالتمام والكمال من 3ابريل الى 3يونيو وهي الفترة التي كان التزم بها صالح تسليم السلطة ونكث بالتزامه ولكن لم يسمح له بوقت اضافي ومن جانب اخر التاريخ يعيد نفسه يذكرنا بهروب الامام البدر مطلع الستينات والذي ظل يحكم اليمن بعد رحيله 40عام وسيظل صالح ايضا يحكم بعد رحيله بثقافته اكثر من البدر.
* وماهي وجهة نظر الحراك بعد رحيل صالح؟
ـ من وجهة نظر الحراك الجنوبي سيظل صالح ونظامه محل ملاحقة قضائية دولية ومجرمي حرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية لأتسقط بالتقادم ، وخروجه من السلطة بهذه الطريقة نتيجة طبيعية ومتوقعة وحتمية وطريقة النزول من كرسي الحكم نفس طريقة الطلوع ، صعد صالح على دماء واشلا إسلافه وتهاوى على دماء وأشلاء حاشيته وبطانة حكمه السيئة.
* اختلطت الأوراق وأضحت الأمور غاية في التعقيد فحرب طاحنة في صنعاء ومسلحون يحكمون قبضتهم على أبين ومصادر ترجح عزمهم الدخول الى عدن انتم في الحراك هل أعددتم خطة عمل أو سيناريو مرسوم لكل ما يحدث وما قد تحمله الأيام القادمة من مفاجأات ؟
ـ رغم ضبابية المشهد السياسي ألآ ان قضية الجنوب واضحة بالعين المجردة ,ولم تكن الامور يوما من الايام غير معقدة بالنسبة لشعب الجنوب منذ صيف 1994م والحرب الطاحنه هي التي اندلعت في صيف 1994م واحتلال الجنوب وما نشاهده اليوم بعد عقد ونصف من الزمن سوى استمرار لنهج الحرب على الجنوب ، والحراك الجنوبي بصفته الحامل السياسي لقضية الجنوب هو المستهدف من هذه الحرب المستمرة وبالتأكيد اطلعتم على اخر فتاويهم باهدار دماء عدد من قادة ثورة الجنوب الخبجي وشلال وناصرالعولقي وغيرهم ، والثورة الشعبية الجنوبية انطلقت لهدف واضح يتمثل باستعادة دولة الجنوب, ولانستغرب مما يجري في ابين او الإشاعات بدخول هذه العناصر الى عدن لآن هذه العناصر هي التي اجتاحت عدن في حرب الفتوحات المزعومة وبأمكانها دخول عدن وبحماية سلطوية الغريب في ألآمر اليوم ان تكون عدن منطقة محضوره على ابنا الجنوب قادة الحراك السلمي والناشطون السياسيين والمناضل القائد حسن باعوم خيردليل على ذلك عندما تم اختطافه من مستشفى في عدن نهاية شهرفبرايرولازال مصيره مجهول حتى بعد رحيل صالح، وحتى سكان عدن الاصليين وابنائها اصبحوا في حالة حصار دائم ويمارس عليهم الترهيب الفكري وتقصف منازلهم بالبوازيك وتنتهك مساكنهم واصناف القهر يمارس عليهم واسرة باشراحيل خيردليل وصحيفتهم الايام المحجوبة قسرا ، وهذا المشهد في عدن رساله من سلطات الاحتلال بأن عدن يدخلها من يحمل الرشاش والمدفعية وهي رسالة تتأكل بمفرداتها وفي طريقها الى الزوال.
اما الخطة من قبل الحراك الجنوبي فهي خطة شامله لاستعادة دولة الجنوب ويسعى الحراك الى تشكيل مجالس انتقالية لاستلام دولة الجنوب تتشكل من كل ابنا الجنوب المؤمنين بمشروع استعادة الدولة ، ومايهمنا في كل مرحله هو الحفاظ على سلمية الثورة وتماسكها وعدم اختطافها واعتقد ان شعب الجنوب استطاع الحفاظ على ذلك لآن خلط الاوراق الهدف منه دفن قضية الجنوب في زحمة السيناريوهات المفتعله وشعب الجنوب بكافة قواه السياسية مهما اختلفت وجهات النظر الا ان القاسم المشترك اليوم للجميع هي قضية الجنوب كقضية سياسية بامتياز.قضية دولة واقعة تحت الاحتلال ومن حق شعب الجنوب رفض هذا الواقع وازالته بكل الوسائل المشروعه.
* وان تدهور الوضع ودخلت البلاد في حرب شاملة تبدو كل مقوماتها متاحة هل ستكونون في الحراك جزء من هذه الحرب وان في المحافظات التي تسيطرون عليها كشبوة والضالع ولحج ؟
ـ اعتقد اجابتي واضحه في السؤال السابق ان الجنوب تعيش حالة حرب منذ عقد ونصف ومايدور اليوم سوى امتداد لتلك الحرب ونهج الحراك سلمي وسيظل كذلك ، ووفقا لما يتضمنه البرنامج السياسي تظل كل الخيارات مفتوحه ، واعتقد ان سؤالك يحمل بطياته استشفاف خيار الكفاح المسلح واجدها مناسبه لاوضح للجميع ان هذا الخيار مكفول بالقانون الدولي لجميع الشعوب المقهورة ولاحظ القرارات الدولية الاخيرة الصادرة بشأن مايدور في ليبيا الشقيقة منحت المجلس الانتقالي والثورة الليبية الحق في الحصول على السلاح والدعم والدفاع عن النفس وفق القانون الدولي ، لكن الحراك الجنوبي يستخلص ان نضال الاربع السنوات بشكل سلمي حقق نتائج عظيمه جدا رغم التضحيات الجسام لكنها لاتقارن بحجم وجسامة قضية وطن محتل ، اما المحافظات شبوه والضالع ولحج كان يفترض ان تذكر بسؤالك جميع محافظات دولة الجنوب الست التي يسيطر عليها الحراك الشعبي السلمي ، واسمح لي توضيح مسأله مهمة جدا وهي ان الحراك الجنوبي لايطمح للاستيلا على السلطة لكي يطيح بالمحافظين ويستولي على السلطة التنفيذية حيث ان مواجهة شعب الجنوب هي مع المعسكرات والالوية والوحدات والثكنات العسكرية التي تحاصر عموم الجنوب منذ1994م والتي ستعلن انظمامها لثورة الشباب بعد رحيل صالح وستبقى في الجنوب وستبقى المواجهات معها حتى رحيلها .
* اليوم سقط الرئيس اليمني واذااستولت المعارضة على السلطة واستتب لها الوضع على الأرض ماذا انتم فاعلون آنذاك ؟
ـ الحراك الجنوبي ظل يواجه منظومة حكم سياسي بشقيها سلطه ومعارضه وان كانت المعارضة تتعاطف مع الحراك نسبيا اثنا حكم (الطاغية صالح ) واذا استلمت الحكم دون الاعتراف بقضية استعادة دولة الجنوب فهي تضع نفسها في موضع الغاصب السياسي لارض الجنوب وسيستمر النضال السلمي الجنوبي حتى تحقيق هدفه العظيم المتمثل باستعادة دولة الجنوب .والرئيس اليمني سقط ورحل عن اليمن ولكن قضية الجنوب باقية بقوة الحق ، واجدها مناسبة لتوجيه الدعوة لشعب الجنوب بتصعيد نضاله السلمي النوعي وكما استطاع اسقاط صالح في الجنوب واغلاق الجنوب بوجه صالح ونظامه يستمر بالتصعيد حتى إسقاط من يخلفه ويغلق الجنوب بوجهه ايضا.
* رد مجلس الحراك الأعلى في اجتماع لودر ببيا ن أوضح فيه موقفه من نتائج لقاء القاهرة، انتم تيار الاستقلال ما الذي تنوون فعله في هذه المرحلة الحاسمة التي يمر بها الجنوب، أم أنكم ستكتفون بالتفرج باعتبار أن نضالكم سلميا ؟
ـ الموقف السياسي من لقاء القاهرة كان في بيان لودر كما طرحت بسؤالك ولكن ايضا كان الموقف اكثر وضوحا في البيان السياسي الهام الصادر مؤخرا بتاريخ 30مايو الفائت الصادر عن مجلس الحراك السلمي الاعلى لتحرير الجنوب والذي جاء تلبية لمطالب شباب الجنوب الذين وضعوا فترة عشرة ايام في بيان مهرجان فك الارتباط بالعاصمة عدن بتاريخ 21مايو لقيادات الحراك لتوضيح موقفها من لقاء القاهرة .
واسمح لي استيقافك للنظر الى سؤالك بشقيه يحمل بطياته تناقض خطير جدا وكأن الموقف من اجتماع القاهرة يحتاج الى تغيير نهج النضال السلمي لمواجهة مشروع الفيدرالية وهذا طرح لاينسجم وروح فن الاختلاف وتعدد والرؤى والقبول بالأخر وثقافة الحوار ، نحن نختلف مع اخواننا الجنوبيين في ماتوصلوا اليه من نتائج باجتماع القاهرة ولكن نختلف معهم لاعادتهم الى طريق الصواب نختلف معهم لاجل نتفق .
* لكن ايضا هم يقولوا انهم في الطريق الصواب (الصحيح)ويريدوكم العودة الى هذه الطريق ؟؟
ـ القاعدة الشرعية والقانونية تقول (لا اجتهاد في معرض النص) واخواننا في اجتماع القاهرة اجتهدوا في ظل وجود نصوص قانونية دولية لايمكن تجاوزها والتنازل عنها وهي نصوص قرارات مجلس الامن الدولي 931و924م وكذا نصوص القانون الدولي المستوحاه منها قرارات مجلس الامن الدولي لاحظ ان القرارين الدوليين لمجلس الامن قد تضمنا في فقرتيهما الاخيرة نص اوبند قانوني محتواه (ان تبقى القضية قيد النظر الفعلي )وهذا معناه القانوني ان تيقى الدولة (الجنوب) تحت الوصاية الدولية وهذا ما سنطالب به ونصعد فعاليات الثورة السلمية في المرحلة المقبلة ، ومشروع استعادة الدولة يمتلك المقومات القانونية والسياسية ولم يأتي هذا المشروع اعتباطا اومزاج او رغبه .
* حتى وان جاء الى سدة الحكم رئيس جنوبي ستستمرون بنفس الوتيرة وسقف المطالب المرتفعه؟
ـ لايهمنا من يأتي جنوبي او شمالي بعد رحيل صالح لآن من يأتي سيتحمل المسؤليية القانونية الدولية لجرائم الحرب والجرائم الموصوفة بجرائم ضد الإنسانية ضد شعب الجنوب وفقا لمبداء التوارث الدولي اذا استمر بنهج سلفه بتكريس نهج الضم والالحاق والوحدة بالقوة والفرع يعود الى الاصل واحتلال ارض الجنوب ، لان شعب الجنوب يواجه صراع هوية وصراع ثقافة وصراع وجود وحق مكتسب تاريخيا لايواجه صراع على كرسي الحكم باليمن.
* لكن اختلافكم مع أي رئيس جنوبي قادم قد يضر بالتصالح والتسامح ؟
ـ التصالح والتسامح قيمة نبيلة إنسانية بلغت أثرها القانوني والأخلاقي الى نفوس ابنا الجنوب لايستطيع أي شخص انتزاع هذه القيمة والإرادة الشعبية الجمعية التي تبلورت كسلوك مملوك للجميع ، والتصالح والتسامح يعتبر الأرضية الصلبة لقطار مشروع شعب الجنوب باستعادة دولته ,وشعب الجنوب دخل بوابة التاريخ الإنساني وتسامح وتنازل عن نتائج صراعات سياسية ماضويه انتصر فيها على نفسه ولم يتسامح ويتنازل عن تراب وطنه ودولته التي تعتبر موضوع سيادي لاتفريط فيه مهما كانت المبررات .
* سمعنا عن تحركات يقوم بها البيض لكلا من السعودية وواشنطن هل هذه التحركات جاءت بناء على دعوة رسمية من هذه البلدان وما هي الملفات التي ناقشها الجانبان ؟
ـ شخصيا سمعت هذا الخبر منكم او بالاصح قرأته في صحيفتكم الغراء (الامناء)
* لكن انت من القيادات التي تتبع البيض ومحسوب من انصاره الم تتطلع على هذه الاخبار ويبلغكم بها ؟
ـ انا اتبع الجنوب ومشروع استعادة الدولة والرئيس علي سالم البيض متواضع بتعامله يقول انه هو مع قيادات الداخل ويقول انه مع أهله في الداخل وانا شخصيا لايشرفني اكون تابع لشخص.. اتعامل مع الرئيس البيض كمناضل يجمعنا به مشروع سياسي استعادة دولة الجنوب والتحرير والاستقلال .
* هل تتصل بكم جهات دولية أو إقليمية بغرض الترتيب للمرحلة القادمة ومن هي تلك الجهات ؟
ـ شخصيا لا اعلم عن أي اتصالات بهذا الشأن والاتصالات والترتيبات ان وجدت ستكون من الطبيعي مع قيادات الخارج .
* هل هناك قواسم مشتركه بين ثورة اسقاط النظام والحراك السلمي الجنوبي ؟؟
ـ القاسم المشترك علي عبدالله صالح كمجرم حرب فقط اما القضايا الاخرى هناك اختلاف خصوصا بعد انضمام اركانات وشركاء صالح باحتلال الجنوب الى ثورة الشباب.
والقاسم المشترك هو الجانب الأخلاقي الانساني بين الثورتين نتضامن معهم رغم صمتهم عن جرائم الجنوب لكن جرائم صنعا وجريمة تعز البشعة هزت كل ضمير انساني ولاننسى دور ومشاركة ناشطي تعز وتضامنهم مع ابنا الجنوب خصوصا في منصة ردفان والضالع وغيرها من المناطق,ولكن يتحتم عليهم اليوم واجب تاريخي بالاعتراف بحق شعب الجنوب في تقريرمصيره واستعادة دولته .
* لكنكم قاطعتم ثورة اسقاط النظام ؟
ـ تم فرض علينا المقاطعة لعدم وجود أي تطمينات لشعب الجنوب من شباب الشمال لايمكن نسلم عنق ثورة الجنوب الذي حافظ عليه شعبنا من مقصلة صالح لنسلمه الى مقصلة اللقاء المشترك او أي مراكز قوى.
* ماهو الوضع القانوني اليوم في اليمن هل هو فراغ دستوري بعد رحيل صالح؟
ـ المشهد اليوم من الناحية القانونية مشهد انتهاء اخر ورقة من اوراق ملف وحدة 22مايو1990م اليوم الجمهورية العربية اليمنية تظهر باوضح صورها بعد اكتمال فك الارتباط من طرفي العقد الدولي الاتحادي وأي محاولة لاعادة انتاج واستمرار فرض واقع القهر والضم والالحاق على الجنوب يعتبر تكريس لنهج الاحتلال ,اما الناحية الدستورية لايوجد فراغ دستوري لانعدام الدستور اصلا لآن الجنوب محكومة بقرار الطوارى رقم 3 لعام 1994م الصادر في 5مايو 94م المتزامن مع قراررقم 20 برفع الشرعية الدستورية عن الرئيس الجنوبي علي سالم البيض والحكم عليه بالاعدام وخروج الجنوب من المعادلة السياسية وفق القانون الدولي ,لذلك فأي حلول ترقيعية ستفاقم ألآزمة وتعمل على ترحيلها مؤقتا مالم تحترم ارادة شعب الجنوب وتضحياته ودماء ابنائه,وندعو الدول الصديقة ودول الجوار والاقليم مجددا للنظر في حق شعب الجنوب باستعادة دولته التي ستكون بكل تأكيدعامل استقرار سياسي بالمنطقة.