شخصيات الرواية : -
- ماكبث : لورد جلاميس وقائد جيش الملك دنكان
- دنكان : ملك اسكتلندا
- ليدى ماكبث : زوجة ماكبث
- بانكـو : قائد آخر لجيش الملك دنكان
- فليانس : ابن بانكو
- مالكوم و دونالبين : ابنا الملك دنكان
- ماكدوف : لورد فايف
- مجموعة اشباح ، الساحرات الثلاثة
المشهد الاول:
كان لورد جلاميس المعروف باسم ماكبث من اشجع قادة جيش الملك دنكان ملك اسكتلنداوكان الملك يحبه ويقربه اليه.. وبينما كان القائد ماكبث وصديقه القائد بانكو عائدين بعد انتصارهما فى احدى المعارك ....تقابلا مع ثلاث ساحرات ... وفوجىء ماكبث بأن الساحرة الاولى نادته باسمه ولقبه ونادته الساحرة الثانية بلقب لورد كاودور وهو لقب اعلى من لقبه ... ثم نادته الساحرة الثالثة بلقب صاحب الجلالة الملك القادم !اندهش ماكبث من كلام الساحرات لأنه اولاً لا يستحق لقب لورد كاودور ... ولأنه ثانيا لا يعرف كيف يصبح ملكا على اسكتلندا بينما الملك دنكان ما زال حيا وله ابنان سيعتلى اكبرهما العرش بعد موت ابيه ..! وقبل ان تختفى الساحرات الثلاث التفتن الى القائد بانكو وقلن له نبؤة غامضة : ( ستصبح اقل شأنا من ماكبث ولن تتولى العرش مثله ولكن ابناؤك سيصبحون ملوكا على عرش اسكتلندا !!بعد اختفاء الساحرات وقف القائدان مشدوهين من تلك الامور الغريبة التى حدثت امامهما وفوجئا بوصول رسول خاص جاء سريعا من قبل الملك .. وابلغ ماكبث بأن الملك قد انعم عليه بدوقية كاودور! واصبح لورد كاودور!!إذن فقد تحققت نبوءة احدى الساحرات ومعنى هذا ان ماكبث من الممكن ان يصبح يوما ما ملكا على اسكتلندا وقال ماكبث لصديقه بانكو .. ما رايك وقد تحققت احدى النبوءات .. هل تريد ان يصبح ابناؤك ملوكا على عرش اسكتلندا!قال بانكو ان هذه النبوءات قد تدفعك الى التطلع لإعتلاء العرش .. وهؤلاء الساحرات ما هن الا رسل الظلام .. وقد تدفعك كلماتهم الى ارتكاب اعمال شريرة وسيئة !ولكن ماكبث لم يلتفت الى تحذيرات صديقه .. وامتلاء قلبه بالرغبة الجامحة .. وامتلأ عقله بالتفكير فى كيفية تحقيق النبوءة .. وكيف سيصبح ملكا على اسكتلندا
المشهد الثانى:
عندما حكى ماكبث لزوجته حكاية الساحرات الثلاث ونبوءاتهن امتلأ قلبها بالسعادة... وكانت الليدى ماكبث هذه امرأة طماعة شريرة تطلعت بدورها الى الحلم بأن تصبح ملكة على اسكتلندا .. اذا اصبح زوجها ملكا .. لذا .. فقد اخذت تبث الفكرة فى عقل زوجها ماكبث وتغريه بأن يكون شجاعا وان يحقق تلك النبوءة ! وقالت ان السبيل الوحيد لتحقيق تلك النبوءة هو قتل الملك دنكان ..!بعد ايام وصل الملك الى القلعة التى يعيش بها ماكبث وزوجته .. جاء الملك ليهنئه بالنصر الذى حققه فى المعركة .. وكان فى صحبة الملك ابنه مالكوم ودونالبين ومجموعة من اللوردات ورجال البلاط..وأعجب الملك كثيرا بجمال القلعة التى يعيش فيها ماكبث وجمال موقعها واعجب اكثر بالكرم والاحترام الذى وجده من ماكبث وليدى ماكبث التى اجادت الابتسام وكل مظاهر الترحيب والتكريم والتبجيل للملك وحاشيته على الرغم مما كانت تكنه له فى صدرها من مكر وخدع ونيات شريرة. وبعد ان قام الملك بتوزيع منح الهدايا على رجال الحاشية وكبار الضباط اهدى ماسة ثمينة لليدى ماكبث مكافأة منه لها على حسن استقبالها له وكرم ضيافتها ولأن الملك كان مرهقا من أثر الرحلة فقد طلب ان ينام مبكرا .. ذهب الى حجرة النوم وفى صحبته اثنان من الخدم ليناما على مقربة منه وليلبيا اى طلب من طلباته اثناء الليل.
المشهد الثالث:
نام جميع من كانوا فى القلعة عدا ماكبث وليدى ماكبث.. واخذت تلك الزوجة الشريرة تخطط لقتل الملك.. واخذت تدفع زوجها دفعاُ لتنتهز الفرصة التى سنحت لهما للفوز بعرش اسكتلندا .. ولكن نوازع الخير اخذت تعتمل داخل قلب ماكبث وجعلته يتردد فى ارتكاب الجريمة ... اذ كيف يجسر على قتل ضيف فى بيته !! خصوصا اذا كان هو الملك الطيب الكريم الذى لم يبخل عليه ابدا بأى حب او تقدير.. فكيف يقابل كل هذه الأفضال بإرتكابه مثل هذه الجريمة الشنعاء النكراء .. ؟ !وعندما رات اللليدى ماكبث تخاذل زوجها و تراجعه عن ارتكاب الجريمة الغادرة .. سخرت منه وقررت ان تقوم بنفسها بقتل الملك .. فأخذت الخنجر و تسللت الى حجرة نوم الملك وكان الخادمان مستغرقين فى النوم لأنها كانت جعلتهما يشربان كثيرا من الخمر حتى تضمن غيبوبتهما عن الوعى ولما همت بان تغرز الخنجر فى قلب الملك خيّل لها وجه ابيها لذلك لم تجسر على قتله وولت راجعة الى ماكبث.وأخذت تصب فى اذنيه بكل الإغراءات والكلام المعسول وتصور له المجد الذى ينتظرهما عندما يتوليان عرش اسكتلندا .. وتشحن رأسه بالشر .. وتؤكد له ان الامر فى منتهى السهولة ... وان عليه ان يقتل الملك بضربة واحدة وانه من السهل عليه ان يلصقا التهمة بالخادمين وان عملية القتل لن تستغرق سوى دقائق قصيرة تبدأ بعدها اياما طويلة ينعمان فيها بكل امجاد العرش بعد ان يصبحا ملكا وملكة .ظلت تضغط وتضغط على زوجها حتى استجاب لها فى النهاية واخذ الخنجر وتسلل الى حجرة الملك ولكنه رأى خيالاً كأنه خنجرا مرفوع فى الهواء تسيل من نصله قطرات الدم و سرعان ما ادرك ان تلك خيالات واوهام تصورها الجريمة البشعة التى تدور فى رأسه المحموم .
المشهد الرابع:
وقع ماكبث فى براثن الشر تماما واقترب من الملك النائم واستجمع قواه وبضربه واحدة صوّب الخنجر الى قلب الملك . وبمجرد اقترافه الجريمة الغادرة انتابت ماكبث حمى من الخيالات المرعبة وتشوشت أفكاره وتخيل انه يسمع اصواتا عالية تصرخ فى جنون : لقد قتل ماكبث رجلا بريئا نائما ... لن يذوق ماكبث بعد الآن طعم النوم ... لن يعرف ماكبث بعد اليوم للنوم سبيلا !! اختلطت فى ذهنه كل الأفكار والخيالات المرعبة وعاد وهو مضطرب الى زوجته الشريرة وهو يترنح من الخوف والرعب ... فأخذت الزوجة تعنفه وتوبخه لأنه فقد تماسكه بهذا الشكل وطلبت منه ان يذهب ويغسل يديه الملوثة بالدماء واخذت الخنجر من يده وذهبت الى حجرة الملك القتيل ولوثت خدود الخادمين بالدماء حتى تلصق بهما تهمة قتل الملك ! وفى الصباح علم الجميع بجريمة قتل الملك دنكان وابدى ماكبث وليدى ماكبث حزنهما الشديد وبالغ اسفهما على موت الملك وكانت الأدلة الظاهرة هى قيام الخادمين البريئين بتلك الجريمة .. ولكن الاتهامات الحقيقية كانت تشير الى ان ماكبث هو القاتل.لذلك فقد هرب مالكوم الابن الاكبر للملك الراحل الى ايرلندا. وبهروب مالكوم الذى كان من المفترض ان يتولى العرش بعد موت ابيه خلا الطريق تماما امام ماكبث الذى توج ملكا على اسكتلندا وبذلك تحققت نبوءة الساحرات بالنسبة لماكبث ولكن .. كانت هناك نبوءة اخرى بالنسبة للقائد بانكوك.
المشهد الخامس :
كانت النبوءة التى يعرفها ماكبث وزوجته ان ابناء بانكو سيصبحون ملوكا على اسكتلندا ولكى يتخلص ماكبث من هذه النبوءة التى اقلقت راحتهما وبددت سعادتهما بالعرش الذى استوليا عليه .. قررا ان يتخلصا من بانكو وابنه فليانس بالقتل .. ودبرا خديعة اجرامية مرة اخرى !قام الملك ماكبث وزوجته بدعوة جميع اللوردات الى حضور حفل عشاء كبير..وكان من ضمن المدعوين طبعا بانكو وابنه فليانس وبينما كان الضيفان فى طريقهما الى قصر ماكبث خرجت عليهم مجموعة من محترفى القتل الذين ارسلهم ماكبث لإرتكاب الجريمة وتمكنت هذه المجموعة من قتل بانكو اما ابنه فليانس فقد استطاع ان ينجو وان يفر بجلده.وفى اثناء حفل العشاء تخيل ماكبث ان شبح بانكو كان جالسا على المقعد الخالى الذى كان مخصصا له وانتابت ماكبث حالة من الجنون فأخذ يهذى وكأنه يخاطب شبح !! فطلبت الملكة الليدى ماكبث من الحضور الانصراف لأن الملك مريض ويلزمه الراحة.وهكذا وقع ماكبث وزوجته فى بئر عميقة من القلق والشقاء خصوصا بعد ان تأكدا ان فليانس ابن بانكو مازال حيا ولذلك فقد قرر ماكبث ان يذهب الى الساحرات ليسألهن عن المصير و المستقبل.
المشهد السادس:
قامت الساحرات بأداء طقوس وحشية ومقززة ومرعبة امام ماكبث وظهرت اشباح وارواح شريرة اخذت تشجع ماكبث على ان يكون دمويا بصفة دائمة وشجعته على البطش بماكدوف لورد فايف وتنبأت له بأنه لن يهزم ابدا الا اذا تحركت غابة بيرنام من مكانها واتجهت نحو جبل دانسينان !
وهنا فرح ماكبث واطمأن لأنه لن يهزم الا اذا تحركت اشجار بيرنام فكيف لها اذن ان تتحرك الاشجار التى تضرب بجذورها فى اعماق الارض؟!سأل ماكبث الأرواح خبرونى هل سيجلس ابناء بانكو على عرش اسكتلندا ؟وعندئذ سمع ماكبث موسيقى عالية ومرّ على مقربة منه ثمانية اشباح على شكل ملوك كما ظهر شبح بانكو ملوثا بالدماء وهو يشير الى الأشباح الثمانية وادرك ماكبث بان هذه الاشباح هى من سلالة بانكو وانهم سيرثون عرش اسكتلندا وازدادت تعاسة وشقاء ماكبث ولكن افكاره منذ ذلك الحين اصبحت اكثر دموية وغادرة.
المشهد السابع:
ما إن وصل ماكبث الى قصره بعد مقابلة الساحرات حتى وجد ماكدوف احد اللوردات قد هرب الى انجلترا لينضم الى الجيش الكبير الذى كان يعده مالكوم ابن الملك القتيل دنكان ليحارب به ماكبث القاتل مغتصب العرش .
وعندئذ انتابت ماكبث موجة من الغضب العارم فذهب الى قلعة ماكدوف وقتل زوجته وكل ابنائه واقاربه.
وانتشر خبر تلك المذبحة الدموية الفظيعة بين سائر النبلاء واللورداتفإستشاطوا غضباً وهرب معظمهم لينضموا الى جيش مالكوم الذى يعده ليسترد به عرش ابيه القتيل واصبح ماكبث مكروها من الجميع الذين اصبحوا يرون فيه مثالا دمويا للقتل و الغدر.
المشهد الثامن:
فى تلك الأثناء ماتت الملكة ليدى ماكبث وقيل انها انتحرت لأنها لم تعد قادرة على احتمال كراهية الناس او احتمال وزر افعالها وافكارها المليئة بالشر واصبح ماكبث وحيدا فى قصره لا يشاركه فيه سوى الاوهام واليأس والرغبة فى الموت.وبين حين وآخر كان يقول لنفسه انه لن يهزم ابداً الا اذا تحركت غابة بيرنام كما قالت النبوءة وكان يتشبث بهذا الامل.
ولكن احدى الحراس جاءه ملتاعا يرتجف من شدة الخوف واخبره انه شاهد غابة بيرنام تتحرك نحو القلعة وانه شاهد هذا المنظر الغريب المخيف حين كان واقفا فوق التل وادرك ماكبث عندئذ ان نهايته قد اقتربت وان النبوءة المستحيلة قد بدأت تتحقق ثم وصلته انباء بأن جيش مالكوم قد اقترب من مشارف القلعة.
المشهد التاسع:
ولكن كيف تحركت غابة بيرنام ؟!
كان الأمر بسيطاًً للغاية فحين مر الجيش بجوار الغابة امر مالكوم كل جندى فى جيشه ان يقطع فرعا من فروع الأشجار ووضعه امامه اثناء سيره وذلك للتمويه حتى لا يعرف ماكبث العدد الحقيقى لجيش مالكوم وعلى اى حال فقد تحركت الغابة والتحم الجيشان فى معركة ضارمة وعندما شاهد ماكبث عدوه ماكدوف اثناء القتال تحاشى ان يقاتله واراد ان يتراجع امامه ولكن ماكدوف شاهده ودعاه الى القتال واخذ يسبه ويلعنه بإعتباره قاتل زوجته واولاده وافراد عائلته. ورد عليه ماكبث بأن ادعى انه مسحور وان السحر يحفظه من كل اذى ولن يتغلب عليه .
المشهد العاشر:
ولكن ماكدوف دعاه الى التخلى عن هذا السحر وتلك النبوءات الشريرة التى اقنعته بها الاشباح والأرواح الكاذبة ودعاه الى القتال والمبارزة .. ومع ذلك لم يتقدم ماكبث الى قتال عدوه واخذ يسب ويلعن السحر والساحرات والنبوءات وكل هذه الاشياء الخادعة واعلن انه لن يقاتل ماكدوف فقال له ماكدوف اذن فسوف ندعك تعيش ذليلا وسوف نجعل الناس يتفرجون عليك مثلما يتفرجون على الوحوش .. لم يحتمل ماكبث هذا الذل والهوان الذى ينتظره اذا وقع فى اسر اعدائه لذلك فقد شهر سيفه وبدأ مبارزة عنيفة مع عدوه ماكدوف وانتهى الصراع بمقتل ماكبث وقطع رأسه وهكذا استعاد مالكوم عرش ابيه الملك دنكان وفرح جميع النبلاء والجماهير بنهاية الطاغية...
تمت...