تسببت غارة جوية قامت بها طائرة حربية مجهولة يعتقد أنها أميركية بسقوط قتيلين وعدد من الجرحى في مدينة جعار كبرى مدن محافظة أبين (جنوب) والتي تبعد كيلومترات قليلة شمال مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين التي يسيطر عليها مسلحون من أنصار الجنرال العسكري علي محسن الأحمر.
وأدى صاروخ أطلقته الغارة في تحطيم مسجد بالمدينة, فيما أدى صاروخ آخر في تحطم الأدوار العلوية من بناية قريبة من المسجد يملكها شخص يدعى سالم اليافعي, كما احترقت ورشة ملاصقة للمسجد.
وسقط قتيلان في الغارة فيما أصيب آخرون بشظايا الصاروخين.
وأسعف الجرحى إلى مستشفى النقيب بمدينة عدن كبرى مدن الجنوب.
وتشهد عدد من مديريات محافظة أبين قتالاً عنيفاً بين الجيش اليمني الموالي للنظام ومسلحين أصوليين يتبعون الجنرال العسكري المنشق علي محسن الأحمر الذي يسعى للسيطرة على مدن الجنوب من خلال مسلحين مفترضين من القاعدة يدينون بالولاء له.
وانشق الأحمر عن النظام اليمني في مارس/آذار منضماً إلى صفوف المعارضة اليمنية المطالبة بتقاسم السلطة في اليمن والتي تتمتع بعلاقات شراكة مع تيار اشتراكي في المعارضة الجنوبية يقوده الزعيمان الاشتراكيان السابقان حيدر أبوبكر العطاس وعلي ناصر محمد اللذان أكدا على اندماج الحراك في إطار ثورة التغيير الشمالية وتخلي الجنوبيين عن مطالبهم بإقامة دولة مستقلة في الجنوب.
ويرتبط الجنرال العسكري المنشق "علي محسن الأحمر" الذي ينتمي للإخوان المسلمين بعلاقة واسعة مع الجهاديين ووفر لهم دعماً وتسهيلات خلال سنوات طويلة مضت من شراكة استراتيجية مع نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي اعتمد عليه في تحريك خلايا الجهاديين أو تجميدها حسب الحاجة.
ويسعى الأحمر للسيطرة على مناطق الجنوب التي لم ينضم قادتها العسكريون إلى الاحتجاجات عبر إرهابيين مفترضين.
وتقع جعار ضمن المنطقة العسكرية الجنوبية التي يقودها اللواء مهدي مقولة الذي جدد ولاءه للرئيس اليمني علي عبد الله صالح مرتين منذ اندلاع الاحتجاجات في فبراير/شباط.
ومن شأن سيطرة مسلحي الأحمر على مدن جنوبية تحجيم دور الحراك الجنوبي أو إنهائه كلياً وتثبيت وحدة غير متكافئة يقول سكان الجنوب أنها تحولت إلى احتلال عقب انتصار الشمال في حرب شنها على الجنوب وشارك فيها النظام اليمني بشقيه السلطة والمعارضة إضافة إلى جهاديين وجماعات من الأفغان العرب.
