بقلم حسين زيد بن يحيى
Zid101010@yahoo.com
اعتقد آن أوان الترجل عن التعلق على حبل فسحة المساحة الحرة ما بين الأمل و الرجاء قد أزفت , بعد أن سئمنا طول المراهنة على لعلى و عسى أن يهدي الله في علاه من كان سبب معاناتنا الراهنة , بعيدا عن روح الشماتة المقيتة و بقيم التصالح والتسامح مدماك و حدتنا الوطنية الذي سيظل بابه مفتوحا حتى مرور آخر جنوبي من الساحات المقابلة عائدا للوطن , نوايا الخير هذه -أيضا- لا تعطي أحدا صك حق استمراء جعل (الوطن) حقل تجارب للعثرات المتكررة , خاصة بعد دروس الماضي المريرة و المكلفة لم يعد مقبولا نهج الحزب و الفرد الواحد و القائد , لان اللوحة تكون في أجمل و أبهى صورها إذا تعددت ألوانها الزاهية , كذا الحدائق الغناء روعة شذاها ناتج عن التداخل المتناغم لروائح مختلف أزهارها , كذلك المجتمع أي مجتمع بطبيعته متعدد و متنوع وهو ما يريد شعب الجنوب أن يستوعبه المجتمعون في (بروكسل) الذي يأتي بعد لقاء (القاهرة) , بصوت عال كفى ثلاثة عقود (30 نوفمبر 67م – 21 مايو 90م ) من صراعات بين الأخوة الأعداء , فقد آن الأوان لتحكيم العقل حيث ما نرجوه من (الرفاق) التواضع والترجل عن بروجهم العاجية العالية , من خلال التعاطي مع الممكن المستطاع رفضا لمنطق : (حبتي أو الديك) الذي ضيعتنا , دون أن يعني بالضرورة التخلي عن أحلامنا المشروعة , كما إن من أعلن الحرب على الجنوب يا أحبه ليس الرئيس الحبيب المهندس حيدر ابوبكر العطاس أو سيدي الرئيس الوالد علي ناصر محمد حتى يوجه البعض السهام إليهما , لذلك نحن أحوج ما نكون لسياسة و خطاب يفك أولا أيدي الخبرة من (...) حبه حبه دون أن نذهب للفوضى الخلاقة و أبين نموذجا لمن يتوهم عدم الحاجة لمرحلة انتقالية مؤقتة.
فشهادة منا للتاريخ حتى مع من يظن إننا بالصف المقابل ضدا , كان خطاب الأستاذ العزيز المناضل علي سالم البيض الأمين العام الأسبق لحزب الجنوب الكبير (الاشتراكي) , بذكرى فك الارتباط 21 مايو 2011م تحولا ثوريا في التعاطي البرجماتي مع الحق الجنوبي الذي لا يسقط بالتقادم , المتمثل بدعوته لدول مجلس تعاون الخليج العربية لعقد مؤتمر وطني يمني لمناقشة الأزمة ضربة معلم , حيث لم يعد خافيا على الداخل أو الخارج سواء بسواء أن جذر الأزمة الراهنة جنوبيا بامتياز , تسببت به حرب احتلال (الشمال اليمن) للجنوب صيف 94م , فالنظام الحالي المطلوب إسقاطه رأى بتصاعد الحراك التحرري الجنوبي خطرا على استمرار وجوده , توافق طرفي النظام الرئيس صالح و (اللقاء المشترك) على تأجيل الانتخابات النيابية التي كان متوقعا مقاطعتها , أعطية السلطة متسعا من الوقت لتصفية الثورة السلمية للحراك عسكريا و امنيا , فشل السلطة بمسعاها دفع (اللقاء المشترك) لافتعال الثورة الشبابية الأحمرية العسكرية القبلية لاحتواء (الحراك) و إنقاذ النظام (سلطة + معارضة ) من المسائلة عن جرائمهما , تلك المحاولة الالتفافية ساهمت بالحد من اندفاعات الحراك و لكن يظل السبب الرئيسي في تعثره داخليا ناجما عن تصاعد خلافات أجنحته , بالطبع الجميع يتحمل المسئولية و تظل البداية من الشواذ التي (دست) بتعمد على المجلس الوطني الأعلى لتحرير الجنوب الذي كان لي شرف المشاركة بتأسيسه ممثلا بنزق الأمين العام السابق لمجلس الحراك المقال , هذا الإقرار بالمقابل لا يعفي من المسئولية الذين داهنوا دعوات عناصر يعرف الجميع أنها دخيلة على (الحراك) وجاءت إليه ركضا وراء المال المدنس الذي أفسده , فاصلت بعد ذلك لقاءات (لودر) و (شبوة) للانقلاب على العمل المؤسسي المتمثل بالرئيس الرمز للمجلس الأعلى للحراك السلمي الجنوبي الوالد حسن احمد باعوم و نائبه الأول المناضل صلاح الشنفره .
للمرة الأخيرة سنتعلق على حبل فسحه مساحة الأمل و الرجاء ما بين (القاهرة) و (بروكسل) لعلى وعسى أن يذهب الجميع لمؤتمر وطني جنوبي توافقي موحد بالداخل , فهل سيستمع الأحبة لهذه البرقية القادمة من عصلة – زنجبار – آبين المحترقة بنيران عليا آل الأحمر الدمويان نأمل .. والله فعال لما يريد.
خور مكسر عدن2162011م
*منسق ملتقى آبين للتصالح والتسامح