مازالت دماء ابناء الجنوب الطاهرة تنزف وأرواحهم تزهق في ميادين النضال السلمي التحرري وليس هذا فقط بل حتى ما سميت بالفترة الانتقالية للوحدة من قبل حرب 1994م ولم يكن الشهيد الدكتور جياب السعدي ومن جرح معه في الجمعة الدامية 24يونيو2011م الذي تم اغتياله بطريقة وحشية
وهو يشارك في موكب جنائزي بل تمادى جنود الاحتلال بإطلاق النار من أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة على المشاركين سلميا في موكب تشييع الشهيد البطل احمد الدرويش في جولة كالتكس بعد صلاة الجمعة وسقوط الشهيد جياب وعدد من الجرحى الا إضافة جديدة بل نوعية الى قافلة الشهداء والجرحى لثورة الجنوب السلمية التحررية من اجل الحرية والاستقلال واستعادة الدولة...بل وتشهد على لؤم الاحتلال وحقارة سلوكه في استهداف حياة الإنسان الجنوبي بشكل مستمر وأصبح اليوم وبشكل حاقد من خلال فناصين متخصصين لشغل هذه الوظيفة القذرة وضيفة القتل باستهداف جبان النوعية من الكادر المؤهل الذي سيرتقي بإعادة بناء الدولة الوطنية المستقلة في الجنوب,هذا التحول الحاقد في استهداف الكادر المؤهل من خلال قناصة محترفين القنص يأتي بعد شعور الاحتلال ببداية نهايته المحتومة هذه النهاية التي ستفتح ابواب النصر لثورة الجنوب وتحقيق كامل أهدافها باستعادة الدولة الحرة والمستقلة والتي ستنهض بها الكفاءات العلمية التي أصبحت هدف للاحتلال خلال هذه الفترة المتبقية له قبل الرحيل النهائي بإذن الله..
أيها الإخوة..
أننا في المجلس الوطني آذ ننقل تعازينا لأسرة الشهيد وكافة جماهير شعبنا الجنوبي بشهيدنا البطل جياب علي السعدي..فأننا:
نحذر من التداعيات الخطيرة للانهيار التام لنظام الاحتلال وانعكاس ذلك على امن واستقرار المجتمع في الجنوب بسبب الفراغ الذي يخلفه الانهيار دون ترتيبات مسئولة لنقل السيطرة والسلطة في الجنوب بشكل امن بين نظام الاحتلال والقوى الجنوبية في الحركة الشعبية الجنوبية تحت اشراف دولي تشارك فيه الأمم المتحدة مما جعل الباب مفتوحا لسيطرة قوى اخرى سنجد أنفسنا مضطرون للعمل معها وحينها فأننا ندعو الامم المتحدة وجميع دول العالم بان تضطلع بمسؤولياتها في الوقت الحاضر او التعاطي مع نتائج الامر الواقع بمسؤولية واستيعاب تلك النتائج كجزء طبيعي في منظومة العلاقات الدولية والإقليمية.
كما ينضر المجلس الوطني بأسف شديد الى عدم التجاوب مع جهوده المبذولة والمتواصلة لإيجاد عمل مشترك يؤدي الى أيجاد قيادة نضالية جنوبية تتعامل مع كل الأحداث وفقا لتسارعها...وعدم التجاوب حتى مع القرارات التي أعلنتها تلك المكونات الداعية الى التنسيق والعمل المشترك..بل وينضر بغلق اكبر من تلك التصرفات العبثية داخل المكونات ذاتها والتي جعلتها مكونات مشلولة الفاعلية.. وجعلت كل فرد او مجموعة يغرد بمفرده ويصدر البيانات والتصريحات ويعلن التشكيلات وكأنه دولة مستقلة بذاتها ونذكر من ذلك تشكيل مجلس عسكري وإعلان الكفاح المسلح خارج عن اي توافق يعلن الانتقال من العمل السلمي الى العنف وبشكل مسئول ومنظم بل عمل فوضوي شوه نضال شعبنا وافقد الناس الثقة بهذا القوى وأخر ة تشكيل لجنة سياسية برئاسة الخبجي في وقت كنا نعمل ونتواصل مع قيادة مجلس الحراك الاعلى على ايجاد قيادة جنوبية مشتركة قائمة على الاتفاق بين جميع مكونات الثورة السلمية الجنوبية..ولهذا فاننا ندين جميع تلك الأعمال وأخيرا لقاء القاهرة..ثم لقاء بروكسل في وقت يشرف على دخول الجنوب في فراغ سياسي وامني بدأت تظهر ملامحه وبشكل جلي في كثير من عواصم المحافظات وخاصة عاصمة الجنوب عدن بسبب انتهاء سيطرة الاحتلال وغياب جاهزية القوى الجنوبية في الحركة الشعبية على ملئ الفراغ.ولهذا يكون سيطرة قوى اخرى امر طبيعي او جر الجنوب الى حرب أهلية مع هذه القوى او غيرها وهو من اخطر السيناريوهات...ونحن في المجلس الوطني اذ ندعو الى توافق تنسيقي بين مكونات الحركة الشعبية لتكوين واجهة سياسية موحدة لإدارة الأزمة الحالية وتامين الانتقال السلمي للسيطرة على ارض الجنوب وعدم الانجرار الى اي مواجهات داخلية.مالم فأننا في المجلس الوطني الاعلى نحمل القوى التي تسببت في تمزيق الحركة الشعبية الجنوبية كامل المسئولية سواء القوى الجنوبية في الداخل او في الخارج.
المجلس الوطني الاعلى لتحرير واستعادة دولة الجنوب
العاصمة عدن السبت 25يونيو2011م
