اختطف فدائيون في منطقة ردفان حيث تندلع اشتباكات متقطعة مع الجيش اليمني جنديين اثنين قبيل موجة قصف عنيف طالت منازلاً وسوقاً شعبياً لبيع الأغنام في مدينة الحبيلين وخلفت قتيلاً اليوم الأحد.
وتواصل القوات العسكرية الموالية لنظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح المتمركزة على الجبال والمرتفعات المتاخمة لمدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج من جهة الغرب تواصل منذ أواخر مايو/أيار الماضي ارتكاب المجازر وإزهاق أرواح الأبرياء واستهداف المواطنين الآمنين في منازلهم وإثارة الخوف والرعب في نفوس النساء والأطفال والشيوخ وتهجير السكان من المدينة والقرى والمناطق المجاورة لها مستخدمة المدفعية والدبابات والأسلحة الرشاشة في عمليات القصف التي عادةً ما تقوم بها خلال ساعات الليل والفجر وقيامها مؤخراً بنشر عدد من القناصة على سفوح بعض المرتفعات القريبة من الخط العام لاستهداف شباب المقاومة الشعبية المتمركزين في النقاط المكلفة بحماية وتأمين الخط العام, وكان الشهيد ردفان معنس قد سقط الثلاثاء برصاص قناصة أثناء مشاركته في حاجز تفتيش لإحكام حصار على المعسكر الغربي.
وتصاعدت صباح اليوم حدة المواجهات المسلحة بين تلك القوات ومسلحي المقاومة الشعبية من أبناء ردفان ومعهم عدد كبير من أبناء مديريات يافع والضالع الذين يفرضون حصاراً محكماً على مواقع تلك القوات منذ الفاتح من يونيو الجاري.
وأفاد شهود عيان بأن عدداً من المسلحين شنوا هجوماً بقذائف الهاون على بعض المواقع العسكرية المطلة على مقبرة الشهداء وشوهدت ألسنة اللهب وأعمدة الدخان تتصاعد من تلك المواقع مشيرين بأن قصفاً عنيفاً وعشوائياً شنته القوات العسكرية المتمركزة في المواقع القريبة من المواقع التي تعرضت للهجوم لم يقتصر على الجبال والمرتفعات التي يتحصن فيها المسلحون بل طال حتى المنازل وتجمعات المواطنين في سوق مدينة الحبيلين مما أدى إلى إصابة أحد المواطنين ويدعى محسن حسين صالح بشظايا إحدى القذائف التي سقطت بالقرب من السوق المخصص لبيع المواشي والذي يشهد في مثل هذا اليوم من كل أسبوع ازدحاماً شديداً بالمتسوقين الذين يقصدونه من مختلف مناطق مديريات ردفان ويافع لبيع وشراء المواشي.
ويأتي هذا التصعيد من قبل القوات العسكرية بعد ساعات من عملية اختطاف جنديين من أفراد القطاع العسكري على أيدي المسلحين أثناء محاولتهما التسلل بالقرب من أحد المواقع التي سيطر عليها المسلحون.
وكان عدد من المسلحين القبليين قد تمكنوا عقب قيام قوات اللواء 35 الذي يقوده العميد محمد عبدالله حيدر السنحاني المرابط بمحافظة الضالع مساء الخميس بشن قصف مدفعي على الجبال والمرتفعات القريبة من منطقة حلية (3 كم شمال مدينة الحبيلين) التي يتمركز فيها المسلحون والذي أدى إلى إصابة عدد من المسلحين بينهم القيادي في مجلس الحراك بمديرية الشعيب بالضالع الناشط عبد الناصر الخيلي جرى نقلهم إلى مستشفى لبعوس بيافع لتلقي العلاج تمكنوا من إجبار القوات العسكرية من الانسحاب من أحد المواقع العسكرية بأعلى قمة أحد الجبال المطلة على الخط العام بعد مواجهات عنيفة أكدت مصادر خاصة بأنه قد سقط خلالها عدد من القتلى والجرحى من الجنود.
من جانبه أدلى قائد حركة تقرير المصير الجنوبي "حتم" الشيخ عيدروس قاسم المتواجد بين صفوف المسلحين بتصريح إعلامي قال فيه "إننا نخوض معارك الكرامة والدفاع وستكون فاصلة في تاريخ الثورة الجنوبية ونشيد بشجاعة واستبسال المدافعين من أبناء ردفان الأحرار ونؤكد بأن ردفان ممثلة ببواسلها هي من فجر ثورة أكتوبر ضد المستعمر البريطاني واليوم يفجرون حرب الكرامة والدفاع ضد احتلال سقط في طيش وسفاهة أعماله المتمثلة بقتل الأبرياء وتدمير الممتلكات وتخريب الأراضي والمزارع"
وأضاف زعيم حركة "حتم" المسلحة "إننا عقدنا العزم إلى جانب أهلنا في ردفان لخوض الحرب المقدسة في معركة الكرامة والدفاع التي وجبت علينا شرعا".
وكانت "حتم" التي استأنفت نشطاها الشهر الجاري قد ظهرت أواخر تسعينات القرن الماضي بعد سنوات قليلة من الحرب التي شنها الشمال على الجنوب وانتصر فيها.
وأدى اغتيال زعماء الحركة وانقطاع تمويل مادي لها من الخارج إلى توقفها واختفاء مقاتليها وانسحابهم من جبهات القتال بعد قصف عنيف تعرضت له معاقل الحركة في الضالع وردفان.
