دورالشقيقه في وصول صالح للنهدين وغيبة الحرمين
بعد إن استنفذ الرئيس صالح أوراق أللعبه السياسية أو الكروت كما يفضل إن يسميها في الكثير من مقابلاته لمواجهة خصومه السياسيين وإجهاض ثورة التغيير وبعد إن اثبت للعالم كله مدى عشقه وتشبثه بالسلطة رغم سقوط كل أقنعته ومراوغاته التي استخدمها لذر الرماد على العيون وإظهار زهده فيها وحرصه على مصالح الوطن والمواطن وأمنه واستقراره .فقد أصبح من الواضح جليا" انه مستعد للتضحية بكليهما نظير بقائه في الحكم وهذا ما أثبته الأيام الماضية من خلال كل ما قام به من إعمال تتنافى مع الدستور والقانون وقيم المجتمع الدينية والاخلاقيه والتي تعد بمثابة جرائم بحق الشعب لثنيه عن ثورته السلمية و ممارسة حقوقه ألمشروعه في تغيير النظام ومطالبته برحيله بالاضافه إلى استخدامه غير المشروع للمال العام ومؤسسات ألدوله لشراء الذمم واستباحة الدماء وفرضه عددا" من العقوبات الجماعية وتعريض امن البلد للخطر والانهيار الاقتصادي والسياسي رافعا"شعار إنا ومن بعدي الطوفان مستغلا"الصمت الدولي نحو جرائمه تلك والمتجسد في الدور السيئ الذي تلعبه الولايات المتحدة الامريكيه على المستوى الدولي ومجلس التعاون الخليجي على المستوى الإقليمي ممثلا" بالمملكة السعودية الذي جمدت الملف اليمني ولم تقوم بأحالته إلى الأمم المتحدة وفقا" للتفويض الدولي لمجلس التعاون الخليجي بهذا ألشأن وسعيهما الحثيث لفرض مبادرة دول المجلس لإنقاذ صالح رغم رفضه المتكرر لها وهو الدور الذي لعباه كلا" من الرياض وواشنطن منذ قيام ثورة سبتمبر 1962م وحتى ألان حيث عملى في بادي الأمر على دعم الملكيين ضد الجمهوريين وبعد فشلهما تبنيا صناعة الرؤساء والنخب السياسية في اليمن بدئا" بالاطاحه بالسلال ومرورا"بمقتل ألحمدي وانتهائا" بإيصال صالح إلى سدة الحكم في 17يوليو 1978م تلي ذالك عملت السعودية في فرض سيطرتها على ألنخبه السياسية والقبلية ومناطق القبائل الحدودية لتحكم في النهايه قبضتها على القرار اليمني ومفاصل الحكم وتتدخل في كل شاردة ووارده تتعلق بالشأن اليمني وتتحول الشقيقة إلى شقيقه مستديمة في رأس اليمنيين تحت مبرر الحفاظ على أمنها القومي وتأمين مخاوفها من أي متغيرات حقيقيه في بنية النظام الجمهوري لصنعاء وبسياستها تلك نجحت في جعل نظام صالح الجمهوري ملكي أكثر من الملكيين ليمتد الى 33عام متجاوزا" بذالك أطول فترة حكم وراثي في المنطقة بما فيها حكم إفراد أسره ال سعود نفسها بالاضافه إلى ماقدمه النظام لها من تنازلات سيادية في الأراضي اليمنية في أقاليم (نجران وعسير وجيزان) والسماح لها بتنفيذ عمليات عسكريه على أراضيه لقتل مواطنيه كالحوثيين في صعده خوفا" من مدهم الشيعي باتجاه الشيعة السعوديين في المناطق الحدودية وعدم مسائلتها على ماترتكبه من جرائم بحق اليمنيين كالجرائم المتعلقة بأعمال العنف والغير انسايه التي ترتكبها قواتها بحق المهاجرين الغير شرعيين من اليمنيين أو جرائم الاتجار الغير مشروع بالبشر في المملكة من اليمنيين (كالنساء والأطفال) والوقوف ضد المنظمات الدولية التي تدين إعمال المملكة في هذا الجانب وكذاء ما تقدمه لها اليمن في مجال مكافحة الجماعات الارهابيه كتسليمها مواطنين سعوديين أو يمنيين خلافا" للدستور اليمني والاتفاقيات الدولية والسماح لأعضاء القاعدة من السعوديين بممارسة أنشطتهم في الأراضي اليمنية لأبعادهم عن أراضي المملكة والحصول على مساعدات إقليميه ودوليه ووفقا" لاتفاقيات مسبقه بين الحكومة اليمنية وتلك الجماعات وتعهد سعودي بعدم ملاحقتهم وكذاء مايقوم به اليمن من دور في مكافحة المخدرات ومنع وصولها إلى المملكة التي يستهلك شعبها مئات الأطنان منها سنويا"وإجمالا" فأن المملكة تنظر لليمن كحديقة خلفيه لنفاياتها وهذا ما يبرر محاولاتها المستميتة لإنقاذ صالح من براثين الثورة لعدم وجود البديل الذي ستدير من خلاله مصالحها في ضل خوفها وتوجسها من استلام الاسلامين الحكم في اليمن وهذاء ما يبرر استمرار السعودية في فرض وساطتها المستمرة على إطراف الصراع في اليمن من خلال مبادرتها العتيقة التي اعيدة صياغتها لخمس مرآة متتالية وفقا" لرغبات صالح وما أبداه الرجل نحوها من مراوغه وخداع وعدم وفاء رغم تلبيتها لمطالبه المتكررة بتعديل بنودها وإطرافها في كل إصدار ليقوم بعد ذالك برفضها وعدم قبولها وتعلن الشقيقة من خلال مجلس التعاون تعليقها حتى يرضى شاويشها بدلا" من إعلانها قرار صالح برفضها وإحالة ملف اليمن إلى الأمم المتحدة ليتخذ المجتمع الدولي مايراه تجاه نظام صالح ليفهم صالح إن تلك المواقف الاقليميه والدولية اتخذت لدعمه وغض الطرف عنه فلجاء إلى استخدام الحل الأمني لمواجهة ثورة التغيير وكل معارضيه ونفذ عددا" من الإجراءات العسكرية والامنيه فقصف ساحات الاعتصامات والإحياء والمدن الملتهبة وأشعل الحروب هناء وهناك واعتقل وقتل الكثير من أنصار الثورة ومعارضيه وشدد قبضته الامنيه على مداخل المدن ومخارجها ولكنها منيت بالفشل إمام صمود وإرادة الشعب لتحقيق ثورته السلمية وإسقاطه والتحرر من استبداد نظامه رغم سقوط ألاف الشهداء والجرحى الذي ازداد بهم اتساع رقعة الثورة قي اغلب محافظات الجمهورية وتلاشت المساحات التي يسيطر عليها أنصاره لتختزل بقصر الستين وميدان السبعين ويصبح صالح بذالك حاكم للسبعين وإمام لجمعته بدلا" من رئيسا" لليمن وبالانضمام المتلاحق لمختلف قوى المجتمع ومؤسساته الامنيه والعسكرية فقد صالح جيشه الذي كان يراهن عليه لحسم الوضع عسكريا"ولم يجد جواليه إلا بعض الوحدات التي يقودها نجله وبعض أقاربه فثارت نفسه وأعاد تجريب المجرب وهو خيار الحل الأمني اقتدائنا" بكذابي ليبيا وبشار سوريا وزج البلاد ثانيتا" في فوضى وحروب فقصف منزل الشيخ /صادق الأحمر في الحصبة ومساكن المدنيين ومؤسسات الدولة المحيطة به دون تمييز لإجبار قبيلة حاشد لقتاله نظرا" لقوتها ولموقع مشايخها في اليمن والثورة وضرب مناطقهم في عمران ومناطق أرحب ونهم ومأرب لاستعداء قبائلها وإدخال البلاد في حرب أهليه وهو ما توعد به المواطن والوطن بعد رفضه التوقيع على المبادرة كما تم تفجيرا المنشئات الخدمية كقطاعات النفط والكهرباء وتسليم أبين للقاعدة والجماعات الجهادية لتعم الفوضى والمعاناة كل إنحاء البلاد وللفت أنظار الرأي العام المحلي والدولي إلى تلك الإحداث والمستجدات وتغييب مستجدات الثورة واحتوائها تحت ذالك الستار من خلال اقتحام الساحات كما حصل في تعز وصنعاء واعتقال بعض القيادات الناشطة في الثورة وأحزاب ألمعارضه بحجه أو بأخرى وتصوير الوضع القائم كصراع عائلي بين مراكز القوى للوصول إلى السلطة ممثلا" بالشيخ صادق الأحمر وإخوانه وصالح وأبنائه وكذا استجداء العالم للتعاون مع النظام بالسيطرة على القاعدة على حساب الثورة. ولكن كل تلك الألاعيب لم تنطلي على الرأي العام و استطاعت الثورة تجاوزها واستعادة مكانتها وصعدت من مواقفها ليجد النظام نفسه في موقفا" لايحسد عليه فأصبح الشارع في حاله لا يستطيع التكهن بتصرفاته وردود أفعاله بعد إن أصبح عنيفا" واستباح الدماء والإعراض وتخلى عن أي قيم أخلاقيه تفرضه عليه إنسانيته ضاربا" عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين أو تجرمها كاتفاقيات جنيف الأربع وبرتوكولاتها الملحقة وغيرها فارتكب النظام الكثير منها كجرائم الاباده الجماعية وجرائم ضد الانسانيه ولكن كل تلك الحلول الهيستيريه لم تنقذ النظام بل زادة من عزلته وتخلي الكثير من أنصاره عنه وانضموا للثورة ورفع الثوار سقف مطالبهم فطالبوا بمحاكمة النظام بدلا" من رحيله ليصبح مصير صدام ومبارك وبن علي ماثلا" إمامه ويطارده في يقضته ومنامه فكانت إحداث جامع النهدين رغم غموضها ودوافعها وأسبابها ومن قام بتنفيذها المنقذ لصالح مما هو فيه لإيجاد مخرج لنفسه مما وضعته الثورة فيه مستغلا"استنكار الشعب للحادث وتعاطف البعض منهم وخوف آخرين من ردة فعل أجهزة السلطة واستغلال الحادث للقيام بإعمال عنف وتنفيذ اعتقالات واغتيالات عشوائية واسعة ضد خصومها وأنصار الثورة والمعارضة لوأدها والقضاء عليها ليقوم صالح بتنفيذ احجيه جديدة على الشعب اليمني يديرها من تحت معطف كاهنته شيقتنا في الرياض التي ستغيبه في كهفها جسديا" وتعيد حضوره روحيا" كسبا"للوقت لإعادة التوازنات التي فقدها صالح في الشارع والساحات وليفرض واقعا" جديدا" يفرض أجندته من خلاله ويعود بالأوضاع إلى زمن ماقبل رفض صالح التوقيع على الاتفاقية في نسختها الخامسة ويعود كل إطراف أللعبه إلى الساحة فيثبت للعالم انه ادري بشيعته وأن شعبه أنهى ثورته وسينتظرون غيبته ليعود لإمامته كما انتظر ألشيعه الإمام محمد ابن الحسن(المهدي المنتظر) في غيبته الصغرى على مدى (72)عام حكمهم من خلال نائبه لينتقل الى غيبته الكبرى منذ أكثر من 1104عام ليدير شؤونهم من خلال مرجعياته الذين يشغلون الناس بإخباره ويدفعونهم لانتظاره فيتركون شؤون دنياهم ليتفرغوا للتضرع كل صبح ومساء لعودته إليهم وفك كربته وإخراجه من سردابه ليرجع إليهم ويرفع الظلم عنهم ويملئ حياتهم أمنا" وسلاما" وعدلا" ويقضي على الدجال وأعدائهم ويحرر بيت المقدس من اليهود حالهم تعلق قلوبهم به واستحواذه على لبهم مترقبين علامات وتباشير ظهوره المحددة ب (19)علامة منها علامة ظهور حامل راية الحق اليماني ويتجسد الدور الذي يتقمصه صالح عن شخصية الإمام الغائب(المهدي المنتظر) خلال غيبته الصغرى في الحرمين بالاتي:-
1- ألحمله الاعلاميه التي يقوم بهاء إعلام النظام ومؤسساته المختلفة عن حالة صالح الصحية ومكان وزمان الحادثة لكسب تعاطف فئات الشعب واستجداءه للتعاطف معه وتغيير مواقفهم نحوه ومن الثوره0
2- استمرار صالح في الحكم من خلال النائب الذي لم ينتقل إليه دستوريا" وينفذ ما يمليه عليه صالح والممسكين بزمام الأمور من طغمته العسكريه0
3- جمود الثورة وإيقاف سيرها وشل حركتها لتراوح مكانها وينطفئ وهجها وبريق لمعانها تمهيدا" لانحسارها والقضاء عليها0
4- إثبات عدم مقدرة ألمعارضه ومختلف القوى السياسية في الساحة بما فيهم قيادات الثورة إيجاد شكل من إشكال التوافق لاستلام الحكم أو السيطرة عليه في ظل غياب صالح0
5- تشكل مرجعيات عالمه ومتحدثه بشؤون ألغيبه ووسطاء بين الإمام الصالح وشعبه لنقل إخباره وكشف إسراره أمثال ( عبده الجندي وياسر والصوفي والبركاني )
6- ظهور حامل راية الكذب والتضليل اليماني كإحدى علامات رجوع الإمام الصالح من غيبته والذي بشرة به العلامة السابعة عشر من علامات ظهور المهدي المنتظر
7- إعطاء فرصه للنخبة العسكرية من الأبناء والأرباب وأنصارهم للقضاء على الثورة بكل الوسائل الممكنة لتوحي للشعب بمعالم المستقبل الذي ينتظرهم وتدفعه الى الترحم على صالح ويقبل أي تسويه لعودته 0
بقلم / محمد الحميدي