الراية القطرية
الظهور الأول للرئيس اليمني علي عبدالله صالح في خطاب تلفزيوني مسجل منذ إصابته قبل أكثر من شهر ونقله إلى المملكة العربية السعودية للعلاج، كشف عن أن الرئيس الذي بدا مصاباً بحروق بالغة في الوجه واليدين ما زال متمسكاً بمواقفه الرافضة للتنحي عن الحكم رغم وضعه الصحي الصعب.
الأمر المستغرب أن الرئيس اليمني الذي دعا للحوار ورحّب " بالشراكة مع القوى السياسية اليمنية في المعارضة في إطار الدستور وفي إطار القانون" لم يتطرّق إلى المبادرة الخليجية التي أعلنت السعودية على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل أنها ما زالت قائمة مكتفياً بتحية جهود نائبه عبدربه منصور هادي من أجل التوافق السياسي في البلاد.
كلمة الرئيس اليمني -الذي تعيش بلاده منذ أكثر من ستة شهور أزمة سياسية صعبة وأصبحت تعاني الآن من وضع اقتصادي خطير وينبئ بالكارثة- لم تحمل الكثير للشعب اليمني وللثوار المعتصمين في الميادين العامة في العاصمة صنعاء وغيرها من المدن اليمنية فالرئيس الذي طمأن مؤيديه على وضعه الصحي متحدثاً عن نجاح ثماني عمليات جراحية أجريت له بدا متمسكاً بالسلطة مهما كان الثمن رافضاً الاستماع لمطالب الشباب اليمني بالتغيير والتنحي عن السلطة.
الرئيس اليمني الذي كرّر دعوته للحوار لم يُحدّد الأسس التي يُطالب بأن يجري الحوار على أساسها ولم يتحدث عن الدوافع والأسباب التي جعلته يعدل في اللحظة الأخيرة عن التوقيع على المبادرة الخليجية التي كادت أن تشكل خشبة الخلاص للأزمة اليمنية حيث تسبّب رفضه التوقيع على المبادرة بعد أن وافق عليها في تدهور الأوضاع في اليمن.
إن عدم إشارة الرئيس اليمني ولو بكلمة واحدة إلى المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن لا يُقلل من أهميتها فالمبادرة الخليجية هي الحل الوحيد المطروح عربياً والمدعوم دولياً لحل الأزمة اليمنية والحل الوحيد الذي لقي توافقاً عليه عربياً ودولياً وحتى في أوساط المعارضة اليمنية رغم تحفظ شباب الثورة اليمنية على بعض بنودها.
رسالة الرئيس اليمني لم تُضف جديداً إلى واقع حل الأزمة السياسية اليمنية فهي أبقت الأمور مجمّدة وعلى ما هي عليه فهي عرضت حواراً مشروطاً بدون أفق ولم تتقدم بحلول جذرية تستجيب لمطالب الشارع اليمني في التغيير والإصلاح .
صدى عدن / نقلا عن الرآية القطرية