استمراراً للفعاليات التي تقام في مخيم الشهيد جمال الجوبعي استقبل المخيم اليوم وفداً كبيراً من أبناء ردفان يتقدمهم الدكتور ناصر الخبجي وأقارب واخوان أسرة الشهيدين محسن طوئرة ومحسن الصهيبي.
وقام الخبجي والوفد المرافق له بزيارة المناضل يوسف الحكم وعبد الناصر الخيلي للاطمئنان على صحتهم من الإصابات التي تعرضوا لها في الحبيلين الشهر الماضي أثناء الاشتباكات مع قوات الجيش اليمني التي يصفونها بالاحتلال ويريدون إخراجها من الجنوب.
وبدأت فعاليات المخيم بآيات من الذكر الحكيم وكلمة للضيوف ألقاها المحامي يحيى غالب الشعيبي وكلمة أسرة الشهيد ألقاها نجله (عمار) شكر فيها اللجنة القائمة على مخيم والده الشهيد جمال يحيى ناصر الجوبعي, وشكر كل من شارك في تشييع جثمان والده إلى مسقط رأسه في منطقة ثوان, ورحب بالضيوف "الذين قدموا اليوم إلى المخيم من يافع وردفان وفي مقدمتهم د.ناصر الخبجي وأسرة شهداء ثورة الجنوب التحررية محسن طوئرة ومحسن الصهيبي اللذين كانا في خندق واحد حتى يومي استشهادهما في موقع الشرف ردفان العزة والكرامة والشموخ".
وعاهد نجل الشهيد الحاضرين "معاهدة الأوفياء للأوفياء على مواصلة النضال والسير بنفس الطريق الذي سار فيها شهدائنا الأبطال حتى تحقيق النصر وقال "اخواني الحاضرين إن دماء آبائنا وإخواننا الشهداء الذين سقطوا في مواقع الشرف لن تذهب هدراً" وأضاف "إننا جاهزون للتضحية من أجل تحرير واستعادة دولتنا جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية".
وفي كلمة الخبجي بعث فيها بالتعازي الحارة لأسرة الشهيد البطل جمال الجوبعي "أحد قيادات ورجال المقاومة الشعبية ولأبناء الشعيب خاصة والجنوب عامة".
وقال الخبجي في كلمته أمام الحاضرين بالمخيم "إن ثورة الجنوب السلمية تعرضت الى الكثير من الضربات لإضعافها والخلاص منها ومن قياداتها خلال السنوات الماضية ومن قوى سياسية محترفة في السلطة والمعارضة تلتقي مع بعضها ضد الجنوب وتختلف على الحكم والثروة والقرار وكان أبرز تلك المحاولات عند قيام ثورة الشباب التي ترفع شعار التغيير وإسقاط النظام وفي باطن الأمور إسقاط القضية الجنوبية وحاملها السياسي الحراك السلمي الجنوبي".
وقال أن ذلك "يتجلى من خلال التعتيم الإعلامي على نشاط الحراك ومواقف قياداته من ذلك واستنساخ قيادات جديدة أوكلت لها مهمة التعبير عن الحراك بما ينسجم مع مواقف الداعين إلى إسقاط النظام وحازت على مساحة واسعة من الحرية في صحف السلطة وأحزاب المعارضة والقنوات الفضائية والترويج الإعلامي من قيادات سياسية معارضة أن شعار إسقاط النظام عاد الاعتبار للوحدة ومن يرفع شعار غير ذلك فهو يخدم السلطة وعميل للخارج".
واستنكر الخبجي في حديثه قيام بعض الصحفيين الجنوبيين بعمل حملة تحريضية واسعة استهدفت قيادات الحراك الفاعلة ويقود تلك الحملة نخبة من الإعلاميين كان للحراك الفضل في إبرازهم وفي ليلة وضحاها تتبدل مواقفهم لمهاجمة الحراك وقياداته واصفاً الحملة باللا أخلاقية".
وأشار الخبجي في حديثه الى الاختراق الأمني لعدد من نشطاء الحراك وتحريض الشباب بأن قيادات الحراك غير قادرة على مواكبة المرحلة وأن إسقاط النظام خطوة نحو الاستقلال وأن فك الارتباط مستحيل يتحقق وليس له أفق ولا يحظى بتأييد إقليمي ودولي".
وأشار الخبجي إلى موضوع القاعدة وقال أن "خيوط اللعبة بيد الاثنين بين صالح والأمن القومي وعلي محسن والأمن السياسي والطرفان يتفقان على الجنوب ويختلفان على الحكم والسلطة والثروة".
وقال أن تحريك ورقة القاعدة في أبين الغرض منه تخويف المجتمع الدولي من دعمه للقضية الجنوبية وحاملها السياسي الحراك الجنوبي وهدفه التحرري باستعادة الدولة واستقلالها والشيء الآخر إيهام المجتمع الدولي بأن ليس هناك أي قوى فاعلة في الجنوب وأن الحراك الجنوبي لم يعد له أي وجود على الساحة وكذلك نشر الفوضى والخوف في الجنوب حتى يتم ترتيب الأوضاع في صنعاء وبعد ذلك يتجه المنتصر الى الجنوب ويواجه كل القوى الجنوبية المنادية بالاستقلال بالقوة والقمع واعادة انتاج الاحتلال من جديد وما يدل على ذلك هو عدم التعاطي مع القضية الجنوبية بشكل ايجابي من كل القوى الشمالية سلطة ومعارضة".
وقال الخبجي أن "هناك بعض الاطراف استخدمت القضية الجنوبية للمزايدة والضغط على السلطة لتحقيق مكاسب حزبية وبالتالي لم يعد امام شعب الجنوب غير التحرير والاستقلال واستعادة الدولة".
ودعا الخبجي إلى أن ينتقل العمل الجنوبي الى دائرة الفعل للفترة القادمة بطرح عدد من النقاط:
1- السيطرة الأمنية والإدارية على مناطقنا ومدنا ونحميها ونحافظ على الأمن والاستقرار فيها وحماية الممتلكات الخاصة والعامة بالمشاركة مع كل القوى الجنوبية دون استثناء.
2 – البدء بتحرير المديريات الريفية، حيث تقوم قوى الثورة السلمية بالجلوس مع مدراء المديريات بأن يعلنوا ولائهم للثورة السلمية في الجنوب والأمر نفسه في المحافظات، وفي حالة رفضهم تنطلق مسيرات سلمية إلى مقار المديريات والمحافظات وتحريرها منهم، وتكليف أشخاص أكفاء موالون للثورة بديلا عنهم.
3 – الوحدات العسكرية والأمنية الموجودة في المديريات والمحافظات يتم العمل على إسقاطها وانضمامها الى ثورة الحراك بالجنوب ويطلب منها المحافظة على الامن والاستقرار والمنشآت العامة في المديريات وعلى تأمين مصادر ثروات البلاد مثل النفط والغاز.
4 – عدم الاعتراف بالوضع الجديد وان الثورة السلمية الجنوبية مستمرة حتى تحرير الجنوب, فالقضية مرتبطة بوضع وحدة سياسية بين دولتين تم إسقاطها بالحرب وتحويلها الى احتلال استيطاني.
وأكد الخبجي على الخيار السلمي في النضال وحق المقاومة المشروعة لفرض السلام وليس من أجل الهيمنة والقتل او أخذ حق الآخر.
وفي ختام حديثه تقدم الخبجي "بتحية إجلال لكل المناضلين الشرفاء ولكل أبناء الشعيب الذين كان لهم الدور الأكبر في دعم الحراك والمقاومة الشعبية لتحرير الجنوب وقال لن ننسى دور أبناء الشعيب في دعمهم السخي واللوجستي في دعم الحراك والمقومة الشعبية في ردفان ليس فقط بالمال ولكن بالدم وهذا ماجسده الشهيد البطل جمال الجوبعي والجريحين العقيد يوسف مصلح الحكم والعقيد عبد الناصر الخيلي وغيرهم من الأوفياء من أبناء الشعيب فألف تحية لهم ولكل ابناء الشعيب".
وألقيت في المخيم عدد من الكلمات منها كلمة للجريح عبد الناصر الخيلي وكلمه للناشط محمد عبدالله الحكم وكلمة لأسرة الشهيد محسن طوئرة.