أكد القيادي البارز في الحراك السلمي الجنوبي الدكتور ناصر الخبجي بأن الحراك السلمي الجنوبي اليوم أمام تحديات كبيرة عاجلة ومهمة لا تحتمل التأخير ولا المساومة وانتظار المجهول الأمر الذي يتوجب على الجميع التنبه إلى المخططات الأمنية والاستخباراتية التي تحاك ضد الثورة السلمية الجنوبية التي قال بأنها ليست وليدة اليوم وإنما هي منذ قبل ما تعرف بثورة شباب التغيير ويتم تنفيذها بدقة مع إن مركزية النظام قد سقطت قبل أشهر وتوقفت خططه الأمنية في الشمال ولكن في الجنوب يتم تنفيذها باتفاق مع القوى المعارضة والمختلفة معه.

وقال الخبجي في كلمته التي ألقاها في المهرجان الجماهيري الحاشد الذي أقيم صباح اليوم بمديرية حالمين بردفان بمناسبة أربعينية الشهيدين محسن علي طوئرة ومحسن الصهيبي قال "إننا اليوم أمام مشهد سياسي مرتبك متعدد الأطراف ويفتقد إلى السيطرة المركزية السياسية والأمنية وتتحكم في مساره قوى إقليمية ودولية بفرض الوصاية الغير مباشرة لحماية مصالحها وتوجهاتها السياسية في المنطقة ولهذا فإن موقفنا نحن في الحراك الجنوبي من القوى البديلة لنظام صنعاء والتي لم تظهر بعد سوف ينطلق من الآتي:

– إقرار تلك القوى الجديدة بأن الوضع القائم في الجنوب هو احتلال عسكري فرض بقوة السلاح في 7– 7-94م وأسقط شرعية وحدة عام 90م بين الشمال والجنوب وشرعية القوة المفروضة كأمر واقع منذ ذالك الحين.
– الإقرار بعودة شرعية الحق لشعب الجنوب في تقرير مصيره بنفسه والحراك السلمي الجنوبي هو الحامل السياسي لقضيته مع باقي مكونات الجنوب السياسية والاجتماعية والمدنية.
– أي حوارات لم يكن الجنوب طرفاً أساسياً مقابل الطرف الشمالي فذلك مؤامرة خطيرة لإعادة أنتاج الاحتلال بأدوات ووسائل جديدة وعلى القوى الدولية والإقليمية والمحلية بأن تدرك أن شعبنا في الجنوب لم يعد يجهل كل ما يدور فهو قد بات اليوم يدرك ويعرف مصالح تلك القوى ونقاط ضعفها وكيف يتعاطى معها والتي من خلالها سوف يجبرها على أن تتعاطى مع قضيتنا وحقنا في التحرير مع التأكيد بأن شعب الجنوب لن يسكت أو ينتظر طويلاً فنحن من سيفرض الخيارات وليس السياسة الإقليمية والدولية العرجاء.
– نوجه دعوتنا لكافة القيادات السياسية والميدانية الجنوبية في الداخل والخارج بأن ترتقي إلى مستوى التحديات والأحداث والمستجدات الراهنة وتستجيب للإرادة الشعبية لشعب الجنوب وحقه في استعادة دولته وسيادته والابتعاد عن التفكير السياسي العاطفي والمصالح الذاتية وإدراك الواقع والتحولات الحتمية القادمة وتتجاوز إخفاقات الفترة الماضية القريبة والبعيدة والتحرك السياسي والدبلوماسي والتعاطي بوعي جديد مع الأحداث بما يضمن حصول شعبنا على حقه في تقرير مصيره واستعادة دولته.


وأشار الخبجي في كلمته إلى أن قوة أبناء الجنوب تكمن في تمسكهم بالحق والأرض وإن الإرادة القوية هي وحدها من تصنع المستحيل مؤكداً على ضرورة التمسك بالنضال السلمي وعدم الرضوخ أو التراجع أمام أي تداعيات.

وقال بأن التحديات التي تواجه أبناء الجنوب اليوم ينبغي مواجهتها بتوفير الأمن والأمان للمواطنين وحماية الممتلكات العامة والخاصة من خلال آليات ميدانية فعلية من قبل نشطاء وقيادات وأنصار الحراك السلمي الجنوبي والبدء في تحرير المناطق الريفية من بقايا التواجد العسكري وإسقاط المناطق في الجنوب وإدارة المناطق المحررة وعكس نموذج إيجابي يعكس أهداف الثورة السلمية في الجنوب ووفاءً لدماء الشهداء والجرحى.

ووجه الخبجي في ختام كلمته تحية إجلال وإكبار لأسرتي الشهيدين طوئرة والصهيبي على ما قدموه من
تضحيات منذ انطلاق الحراك السلمي الجنوبي وعطاءهم الذي مازال مستمر معدداً بعض خصال وسجايا الشهيدين وعلاقاتهم الواسعة مع نشطاء الحراك الجنوبي وتمسكهم بعدالة قضيتهم الجنوبية العادلة.

كما ألقيت خلال المهرجان العديد من الكلمات ألقاها كل الناشط زكريا الماس وكلمة لأمين عام مجلس الحراك السفير قاسم عسكر جبران وتحدث في المهرجان العميد محمد صالح طماح وغيرها من الكلمات التي أكدت جميعها على المضي قدماً في طريق النضال السلمي كخيار للوصول صوب الهدف الذي ينشده كافة أبناء الجنوب.

وعرجت الكلمات بمقتطفات من سيرة حياة الشهيدين محسن طوئرة ومحسن الصهيبي ومواقفها الداعمة لمسيرة الحراك الجنوبي منذ انطلاقته حتى يوم استشهادهما.

وعقب المهرجان الذي شارك فيه الآلاف من أبناء ردفان ويافع والضالع يتقدمهم عدد كبير من قادة ونشطاء الحراك الجنوبي أبرزهم الدكتور ناصر الخبجي والدكتور عبده المعطري والسفير قاسم عسكر جبران والعميد قاسم عثمان الداعري والعميد صالح قائد راجح وشلال علي شائع وعمر باعوم وأحمد علي مثنى والعميد محمد صالح طماح وعدد آخر من قيادات ونشطاء الحراك والمشايخ والأعيان والشخصيات الاجتماعية توجه المشاركون في الفعالية في تظاهرة حاشدة جابت الشارع العام لمدينة حالمين رفعت أعلام دولة الجنوب وصور الشهداء وهتفت بالهتافات المطالبة باطلاق سراح القيادي البارز في الحراك الجنوبي حسن باعوم ونجله.