صنعاء (عنا) - كشف مسؤول جنوبي لوكالة أنباء عدن أن محاولة اغتيال رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح "محمد اليدومي" تمت بعلم الجنرال العسكري المنشق "علي محسن الأحمر" وأنها تأتي ضمن مخطط للسلطة اليمنية لتدشين سلسلة اغتيالات للمعارضين شبيهة بما جرى قبيل حرب العام 1994 على الجنوب.
وكان السفير الأميركي "غيرالد فايرستاين" قد التقى يوم السبت بالجنرال علي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية الغربية قائد الفرقة الأولى مدرع, ونقلت وسائل إعلام مقربة من الأخير تأكيد "فايرستاين" على ضرورة التسريع بإجراءات نقل السلطة في اليمن للخروج من الأزمة وفقاً للمبادرة الخليجية, في حين قالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن "فايرستاين" أكد اليوم في لقاء جمعه بنائب الرئيس اليمني "عبد ربه منصور هادي" على "اهتمام بلاده بمجريات الأحداث باليمن و (أنها) تدعم العمل الجاد والبناء للخروج من هذه الأزمة وبما يحفظ لليمن أمنه واستقراره ووحدته".
ونقلت الوكالة الحكومية عن هادي إشارته في اللقاء "إلى المشاورات التي تجري على مختلف الصعد" لافتاً إلى "أن تلك اللقاءات والمشاورات ترتكز على المبادرة الخليجية وبيان مجلس الأمن الدولي الداعي إلى الحوار والخروج الآمن من الأزمة".
وقال المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه أن شركة أميركية لتقديم الحلول السياسية والأمنية نسقت مع النظام اليمني لتنفيذ سلسلة اغتيالات عشوائية للمعارضين دون الالتزام بتراتبية هرمية في التنفيذ.
وقال المصدر أن وجود عدد من المعارضين في الخارج يأتي في هذا السياق, لكنه أضاف أن الاغتيالات من المتوقع أن تشمل أشخاصاً عاديين لتبرير ما يحدث بأنه يأتي في سياق فوضى أمنية سببها انفلات القبضة الأمنية نتيجة الاحتجاجات.
وذكر المصدر أن هذا التصعيد الرسمي يأتي في ظل اعتزام المعارضة اليمنية ممثلة باللقاء المشترك الذي يقوده تيار الاخوان المسلمين في اليمن تفجير الأوضاع الأمنية خلال الأيام القادمة بالتزامن مع شهر رمضان الذي يرتبط ذكره بالغزوات والجهاد في تاريخ المسلمين.
وقال المصدر أن الإصلاح أطلق على خطة التصعيد اسم "بدر الثورة" وقد يستعملها كاسم لشهر رمضان القادم, في إشارة فيما يبدو إلى غزوة بدر الكبرى التي قامت بين المسلمين والكفار في السابع عشر من رمضان من العام الثاني للهجرة.
وأكد المصدر أن الجنرال الأحمر لديه علم بتفاصيل المخطط الرسمي بالتنسيق مع الشركة الأميركية التي تملك مكتباً في العاصمة اليمنية صنعاء, لكنه قال أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول اللعب على أكثر من وضع, مشيراً إلى أنها تكرر الدور الذي قامت به إبان حرب العام 1994 حين أوعزت لنائب الرئيس اليمني حينها "علي سالم البيض" بإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية في حين أكدت للرئيس اليمني علي عبد الله صالح أنها ستقف إلى جانبه إذا تمكن من حسم الأمور لصالحه.
وقال المصدر أن خطة الاغتيالات اتفق القائمون عليها أن لا تشمل عبد الوهاب الآنسي الأمين العام للتجمع اليمني للإصلاح, من دون الإشارة إلى أسباب ذلك, لكن يعتقد أن للأمر صلة بمناصب حساسة لأقارب الآنسي داخل النظام اليمني.
وقال سكان محليون أن حي الحصبة وعدد من الشوارع المجاورة له يشهد انتشاراً مكثفاً لمسلحين واستحداثاً لخنادق ومتاريس استعداداً لمواجهات محتملة.
وكان الشيخ صادق الأحمر الذي خاض مواجهات مسلحة مع النظام اليمني في مايو/أيار بهذا الحي قد أكد في لقاء تلفزيوني له مؤخراً أن الرد على الرصاص لن يكون إلا بالرصاص.
وعما إذا كانت المملكة العربية السعودية على علم أو تنسيق مع أحد الأطراف قال المصدر أن المملكة تؤكد دائماً أنها لن تسمح بانهيار النظام, لكنها قد تؤيد حلاً ينهي الأزمة ويبقي على مصالحها.
وتخشى السعودية من تغلغل قطري داخل اليمن عبر معارضين للنظام اليمني يتوافدون بصورة دائمة إلى العاصمة القطرية "الدوحة" ويستقر بعضهم فيها منذ أسابيع, ولا يتوقع أن يغادروها, إضافة إلى معارضين شباب من المحسوبين على تيار المستقلين الذين تتزعمهم الناشطة في حزب الإصلاح "توكل كرمان".
وكانت "كرمان" قد أعلنت مع أنصارها في السادس عشر من الشهر الجاري تكوين مجلس رئاسي انتقالي, لكن أحزاب اللقاء المشترك قالت عقبه أنها ستشكل مجلساً آخراً عبر ائتلاف وطني عريض.
وقالت كرمان التي يعتقد أنها تنفذ مشروعاً يتبناه تيار الاخوان المسلمين داخل حزب التجمع اليمني للإصلاح عبر واجهة شبابية مستقلة في صفحتها على فيسبوك أن المشترك "يجب أن يضع شرطاً صارماً لتشكيل المجلس وهو أن لا يكون أيا من أعضاء أو قيادات اللقاء المشترك أو لجنة الحوار عضوا في المجلس الوطني أو المجلس الرئاسي الانتقالي ، أسوة بمجلس شباب الثورة الذي عين مجلس الرئاسة الانتقالي الذي لم يعين أيا من أعضاءه فيه".
وتسببت الاحتجاجات التي تسير في شهرها السادس بأزمات متواصلة, وتخللتها محاولة اغتيال للرئيس اليمني علي عبد الله صالح في الثالث من الشهر الماضي انتقل على إثرها إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج.
ومن شأن عودة "صالح" إطالة أمد الاحتجاجات التي تسلل إليها الإحباط لعجز المحتجين عن الإطاحة بصالح وسيطرة الإخوان المسلمين على القرار الثوري والسياسي المعارض.
واعترف الدكتور محمد السعدي الأمين العام المساعد لحزب التجمع اليمني للإصلاح في حلقة "حديث الثورة" على شاشة الجزيرة اليوم الأحد أن ثمانين في المائة من المحتجين هم من قواعد اللقاء المشترك, وهو تحالف غير متجانس يضم إسلاميين وقوميين وبعثيين إضافة إلى اليساريين ممثلين بالحزب الاشتراكي اليمني وهو حزب شمولي كان يحكم الجنوب وله تاريخ في سحق معارضيه.
ويعد هذا التصريح إقرار بأن الاحتجاجات ليست "ثورة شعب" وإنما مجرد مظاهرات تابعة للمعارضة, وهو ما كان الرئيس اليمني صالح قد ردده في مرات كثيرة, مشيراً إلى أن المتظاهرين هم من خسروا في انتخابات العام 2006 وأن عليهم الالتزام بقرار صندوق الانتخابات.