ملتقى جحاف - 31/يوليو/2011م الأحد
بقلم /عبدالله الصحّاف
تهنئة بمناسبة قدوم رمضان المبارك :
ربما سيظن المرء أن السجن فقط تلك الجدار التي يفرضها الأنظمة ليزجّ فيها مخالفيه في السياسة وتصفيحة الحسابات وذوي الجرائم أو الحالات الجنائية ، لا بل هناك سجن كبير أدنى العذاب فيه مٌر وعلقم ... وفي حالة التأمل وقت صفا الأذهان سيجد كل منا أن هناك سجناً أشد مرارة من تلك الجدار والقضبان حينما يكون المرء خلفها ... "إنه فراق الوطن" وفقدان الوطن " ...
منذ أول وهلة تخرج منه تبدأ الأنفة بالانكسار .. والكرامة تضمحل ... ويبدأ المرء يذبل كـ" وردة الربيع وينتهي سحيقا ً على الأرض يطأه المارة ... حينما يكون جبرا الهجرة .. و في خارج وطنه تبدأ المأساة ..... إنها مرارة فراق الوطن ... يا أيته الساحة في منصورة المنصورة .
ولذا لدي رأي في مفاهيم السجون ... بما أني "مواطن " يشعر بالغربة في وطنه في حال زيارة طيف ... يشعر بأن لديه وطن يعيش في أعماقه ..إلا أنه لايعيش على ترابه بنفس الوقت جبرا ً واختيارا ً ... أيها الساحة في عدن ... ما أجمل أن أقرأ وأتذكر الاسم " ساحة المنصورة ... إنه اسم على مسمى .. منصورة بإذن الله ....
هي الأعمال التي تبرهن ... وهي الآمال في النفوس تتعمق ... وهي الأصوات التي تصرخ لترهب الأعداء والمتواطئ مع لظى الحياة .. هكذا أرى ساحة المنصورة .... إليك ... ثورة 16 فبراير .... إن الأمل ضرب في عمق الأرض .. لا أن ينظر المرء إلى البعيد أو أن يأتي الآخرون لنصرته ....
سلام لساحة المنصورة ... وتحية ملؤها السماء والأرض ... نهنئكم بشهر رمضان الكريم ونسأل الله أن يكون شهر خير وبركة ويبلغكم صيامه وقيامه ويبرم لكم أمر رشد يعز به أهل طاعته ويذل به كل من حاد عن الجادة والطريق القيم .... وخالف الأعراف والقيم الحميدة .
سلام إلى ساحة المنصورة ... الأمل المنشود .. والفكر الذي افتقدناه ... وفيها الأمل في إحياء ما اغتاله الآخرون في النفوس .... إلى ساحة المنصورة .. لقد تلقيت خارطة رمضان لساحتكم المنصورة وهنا أنا كمواطن امتلك تعابير توجه إليكم ...تستمد تلك التعابير من قوة فكركم وعزتكم وأعمالكم ... بدونكم .. نحن لاشئ ...كم شعرت بالفخر والعزة والكرامة ... وشعرت بالأمل المفقود في الأحشاء والعمق ... إن الأمل يعود .... وإن الآمال هي الطريق وتذويب جليد الماضي هو الأعمدة .... والأساس الذي يبنى عليه كل خير في الأرض ...
المواطن :
عبدالله الصحّاف .