ملتقى جحاف- متابعاتقال القيادى فى قوى ما يسمى بـ«الحراك الجنوبى» فى اليمن ناصر الخبجى إن الاحتجاجات ضد الرئيس على عبدالله صالح فى الشمال تعد فرصة سانحة للجنوبيين لنيل استقلالهم، على حد تعبيره.
الخبجى أعرب فى حوار مع «الشروق» عبر الهاتف من مدينة عدن الجنوبية عن توقعه بأن ينجح الشماليون فى الاطاحة بالرئيس، لكنه شدد على ان المطالب الجنوبية ليس لها علاقة باحتجاجات الشمال، موضحا أن الجنوب يسعى إلى إنهاء «الاحتلال الشمالى فى كل الأحوال حتى لو تطور الأمر لحمل السلاح». وفيما يلى نص الحوار:
● ما هى الأجواء الأمنية والسياسية فى الجنوب حاليا؟
ــ الشوارع فى مدن عدن ولحج وابين وجميع مدن الجنوب مليئة بالمحتجين يوميا للمطالبة بانهاء احتلال نظام عبدالله صالح للجنوب. وأود أن أشير إلى أن هناك جرائم إبادة ترتكب بحق الشعب الجنوبى، حيث سقط قتلى وجرحى فى مواجهات بمدينة عدن قبل يومين. لكن المشكلة ان المجتمع العربى والدولى لا يركز على ما يحدث فى جنوب اليمن إضافة إلـى ان وســائل الإعلام لا تنقل الصورة كما يجب.
● هل الاحتجاجات الجنوبية منسقة مع مثيلاتها فى صنعاء وبقية مدن الشمال؟
ــ لا علاقة لنا باحتجاجات الشمال فهم يطالبون باسقاط النظام، لكننا فى الجنوب نتظاهر سلميا منذ سنوات للمطالبة بالاستقلال وانهاء الاحتلال الشمالى.
● لكن الاضطرابات فى الشمال لها تأثير عليكم.. أليس كذلك؟
ـ
ـ بالطبع لها تأثير إيجابى، فما يحدث الآن فى الشمال يعد فرصة سانحة لنا من أجل الضغط أكثر لنيل حقنا فى الاستقلال.
● وهل سيسمح عبدالله صالح بذلك بسهولة؟
ــ هو لن يسمح بذلك لكننا سنجبره عبر مظاهراتنا السلمية، وإذا لم يستجب سنصعد أكثر فأكثر من احتجاجاتنا حتى تتحقق مطالبنا
● هل ترون صالح فى موقف ضعف؟
ــ نعم هو فى موقف ضعف للغاية واتوقع ان يطيح الشماليون بنظامه الذى اعتمد طيلة سنوات حكمه الـ33 على التناقضات القبلية والمذهبية والقومية ليحكم قبضته على البلاد. وقد خرجت قبيلة حاشد، التى ينتمى إليها صالح، عليه، وكذلك قبيلة بكيل، وهما من كبرى قبائل الشمال. كما ان الجيش لن يستطيع استيعاب هذا الكم من الاحتجاجات، وكونه يتشكل من عناصر تدين بالولاء لقبائلها فإن المسألة ستكون صعبة للغاية عليه.
● إذا تمت الاطاحة بصالح.. ألا يعد ذلك وضعا جاذبا لكم باتجاه استمرار الوحدة؟
ــ لا إطلاقا.. لا نفكر فى الوحدة مطلقا.. فنحن بالأصل دولة ترزح تحت الاحتلال ولا نعتبر انفسنا جزءا من اليمن الحالى، وخيارنا هو الاستقلال تحت أى ظرف سواء أطيح بصالح أم لا.
● هل ستتحاورون مع الشماليين لترتيب هذا الوضع؟
ــ بالطبع سنتحاور معهم إذا كانت القوى الناشئة الجديدة مستعدة لهذا الحوار ومؤمنة بحقنا فى الاستقلال. ونحن نطالب عموما بالحوار حتى مع النظام القائم لكن صالح هو من كان يرفض الحوار. ونحن لا نستبعد أى خيار فى التعامل مع هذا النظام إذا لم يصغ لمطالبنا.
● هل تشير إلى إمكانية اللجوء للسلاح؟
ــ نحن مستمرون فى احتجاجاتنا السلمية لانها خيار استراتيجى لكن إذا لم يتعاط هذا النظام مع مطالبنا، فسنحمل السلاح ضده لانه هو الذى يشهر السلاح حاليا فى وجهنا، ويقابل تحركاتنا السلمية بالعنف. وقرارات مجلس الأمن التى صدرت عام 1994 تنص على عدم فرض الوحدة بالقوة. ومن هنا فإن جميع الوسائل مشروعة لنا لإنهاء الاحتلال.
● هل ستتوجهون إلى دول عربية مثل مصر لدعم مطالبكم؟
ــ الحقيقة اننا لم نتواصل مع الحكومة المصرية، خاصة بعد ثورة 25 يناير، لكننا نأمل فى أن يتبنى القادة الجدد مطالبنا ويدعموا سعى الشعب الجنوبى لنيل حقوقه.