ملتقــــى جحاف - كتابــــات
بقلم سعدان اليافعي.
المتأمل للواقع ، والحال الجنوبي ككل ، والمتابع للمشهد الذي تعيشه محافظة أبين الجنوبية الجريحة التي تصرخ ، وتستغيث منذ شهور ، ولكن لامجيب ، فأبين تدمع لاستنجادها العين ، ويندمل القلب لحالها، وحالة أبنائها ،ونازحيها قسرا وظلم بعد إن دمرت منازلهم، وممتلكاتهم ، وضنك معيشتهم ببعدهم عنها .ولو سألنا وتسألنا ووضعنا سؤالنا بالخط العريض، من المستفيد من الوضع الذي وصلت إليها أبين وتحويلها إلى محافظة مماثلة عاشت نفس الدمار والخراب؟؟ .
إذا فمن وراء محاولة صعدنه أبين ؟ وتحويلها إلى صعده الشمالية بنفس السيناريو ولتلك القوى؟إذا كانت صعدة رفضت للظلم وقالت لا منذ سنين بحجة إن لا تقاسم حقيقي للسلطة والثروة وهي المحافظة الوحدة التي قالت ذلك من بين عشرات المحافظات وأرادت أن يكون الحكم في اليمن كما يروجه له "جمهوريا حقيقا"،ولا لا فان الكل يعرف إن للصعاوده الحق في سدة الحكم الوراثي باعتبارهم سادة وائمه .
ومن هذا المنطلق استطاعت السلطة إن تروج للشعب المعلومات المضللة عن عودة الإمامة ، حقيقة الأمر اتخذتها فرصة لتصفية حسابات مع احد أطراف الحكم لتكون استعراض العضلات وإبرازها في تلك المنطقة بعيد عن الديار صنعاء فتصارعا قطبي الحكم العسكري جنرال الحرب الشهير على محسن من طرف وقوات الإمام ولي العهد احمد استمر ستة حروب أتت على الأخضر واليابس لم يستطع احد فك طلاسمها استدرجت دولة شقيقه إلى ذلك وعرفت بعد إن تكبدت الكثير إن الأمر مجرد لعبة بين طرفين وكان لـ"وكيليكس " النصيب الأكبر في كشف ذلك .
صعدة فعلت بها السلطة الأفاعيل في ضل غياب أبنائها عن صنع القرار واتخاذه ولكن صمودها استطاعت إن تلملم جراحها بعد خرابها.لكن الحال الذي وصلت إليه أبين الجنوبية في ضل مسئولية رجالها بل معظمهم في أعلى هرم السلطة ومن صانعي القرار وباتوا يرغمون أنفسهم بأنهم يتحكمون بمصير البلاد في هذا الظرف العصيب حسب تصريحاتهم الصحفية.ونفس تلك القوى السياسية التي حولت صعده إلى هكذا محافظة يعرف الصغير والكبير إن هوة الصراع بينهما أصبح ظاهريا من "بقايا نظام " والطرف الآخر"قوات حماة ثورة" فقوات احمد الموالية للأب وكذا على محسن العارف بصغائر الأمور في المحافظات الجنوبية وله خبرات سابقة في جولات حرب دمرت دولة بمؤسساتها اتخذوا ميدانا للعبة مرة أخرى في الجنوب وأبين بالتحديد لاتخاذها منطقة تصفية الحسابات الحقيقية ومنطقة صراع لا ينتهي، من خلال التهمة التي حملوها لها "فزاعة القاعدة "التي يعرف عنها بأنها تتخذ علمية الكر والفر بالهجوم والهروب فقط في استراتيجياتها في كل العالم ،
فكيف لتنظيم يسقط المؤسسات والمعسكرات وتسليم إفراد الجيش كافة الأسلحة؟ إنها اللعبة التي تكشف حتى للصغار .فزاعة القاعدة الكل يريد استثمارها- قوات حامية للثورة في الشمال وقوات بقايا للسلطة الشمالية يسوق لها من اجل القضاء عليها أمام الرأي العام العالمي بان الثورة ستكون أهدافها القضاء على القاعدة التي عجز النظام على محاربتها وكذا النظام يسوق لنفس القرض بان إزالته من السلطة ستكون القاعدة البديل .إذا فهل لأبنائك ورجالاتك يا أبين يدا في تحويلك إلى صعدة ،
يا رب ماهكذا تورد الإبل يا منصور وناصر كيف بابنا بلدتك وأهل بيتك يذبحوا وتقصف الطائرات وأنتما وزيرها ونائبها على رؤؤس أهليكم ؟؟
ألآ تعلمون ويعلم كل مسئول جنوبي شريف لا زال معارضا أو سلطويا بان أبناء أبين يتمنوا إن يناموا بسلام ، ألا تعلمون بأن الجوع والعطش أنهك أبناء هذا المحافظة قديما وحديثا وفي هذا الشهر تحديدا ، إلا يعلموا بان أحلامهم صارت بسيطة وهي إن يعيشوا في أمن وأمان . ألا يعلمون بأن أبين تذبح وتحتضر ، ألا يعلمون بأنها أصبحت مدمرة بالطائرات وبكل ما أوتوا من قوه ، ألا يعلمون بأنها ستصبح عما قريب بلا بشر تعيش على ترابها