حالمين – رائد الجحافي
دشن المجلس الأعلى للحراك السلمي أولى فعاليات التضامن مع صحيفة الأيام وناشريها، في مهرجان حاشد أقيم مساء أمس بمدينة حبيل الريدة بمديرية حالمين ردفان، وفي المهرجان الكبير الذي حضره الآلاف ألقيت عدد من الكلمات حيث ألقى المناضل محسن احمد الحالمي نائب رئيس مجلس الحراك بحالمين كلمة ترحيبية رحب فيها بالمشاركين في المهرجان الذين لبوا دعوة الحضور وجاءوا من كل حدب وصوب، أعقبتها كلمة ألقاها الدكتور عبده المعطري الناطق الرسمي للمجلس الأعلى للحراك السلمي، الذي تحدث في كلمته عن أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات التضامنية معلناً تدشين فعاليات التضامن مع صحيفة الأيام المغدورة ومع ناشريها، وقال إن الحراك السلمي اعتاد تدشين فعاليات التضامن من مديرية حالمين في شهر رمضان حيث جرى تدشين أولى فعاليات التضامن مع صحيفة الأيام العام الماضي من مدينة حبيل الريدة بحالمين وفي العام قبل الماضي من منطقة بوران بمديرية حالمين أيضا، كما تناول الدكتور المعطري في كلمته مجريات الأحداث التي تشهدها الساحة الجنوبية وقال إن المجلس الأعلى للحراك السلمي لم ولن يتراجع عن مساره النضالي السلمي التحرري وسيواصل المضي قدماً في استعادة الدولة وتحقيق الاستقلال، وان أية مشاريع تحاول الانتقاص من هذا الهدف فإنها لا تمثل سوى أصحابها لان القرار الأول والأخير هو لشعب الجنوب الذي يمتلك بمفرده حق تقرير مصيره، ثم جاءت كلمة المناضل السفير قاسم عسكر جبران، الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك السلمي على ذات النسق وتحدث فيها عن تمسك الحراك السلمي الجنوبي بهدف الاستقلال والتحرير واستعادة الدولة وعاصمتها عدن وان هذه الإستراتيجية واضحة ولا تنازل عنها، ثم ألقيت كلمة باسم الحركة الشبابية والطلابية ألقاها نائب رئيس الحركة بمديرية حالمين، وكانت جميع الكلمات قد طالبت بالإفراج عن الزعيم الاسير حسن باعوم وبقية الأسرى الجنوبيين القابعين في سجون الاحتلال، وردد المشاركون شعارات التحرر والاستقلال ورفعوا أعلام دولة الجنوب وصور الرئيس الشرعي للجنوب علي سالم البيض، وصور الزعيم المناضل الاسير حسن احمد باعوم، رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي، كما رفعوا رايات وشعارات التضامن مع صحيفة الأيام، حضر المهرجان عدد من قادة الحراك إلى جانب الدكتور المعطري والسفير عسكر، كل من الدكتور ناصر الخبجي رئيس مجلس الحراك بمحافظة لحج، وفضل هماش وآخرين.
هذه الفعالية الرمضانية المتوجة بالمهرجان الجماهيري جاءت وفق برنامج المجلس الأعلى للحراك السلمي الذي وضع ضمن خطط أنشطته فعاليات التضامن مع صحيفة الأيام التي تعرضت لإجراءات قهرية ظالمة من قبل السلطات اليمنية عملت على إيقافها ومنعها من الصدور بعد إرهاب القائمين عليها واستهداف مبنى الصحيفة ومنزل الناشرين هشام وتمام باشراحيل وشن عدة هجمات استخدمت فيه قوات الأمن والجيش أسلحة خفيفة وثقيلة قبل ثلاثة أعوام وأعقبت الهجوم بحصار دام لعدة أيام ثم جرى اعتقال رئيس التحرير الصحفي القدير هشام باشراحيل بينما كان على فراش المرض وزجت به ونجليه هاني ومحمد في السجن دون محاكمة بعد مداهمة مبنى الصحيفة والمنزل والعبث بمحتويات مكاتب الصحيفة وسرقتها، وكان مبنى الصحيفة في صنعاء قد تعرض لهجوم سابق استهدف حياة رئيس التحرير الذي جرى تطويق الحصار عليه داخل المبنى وحبس حارسه الشخصي المناضل احمد العبادي المرقشي الذي تعرض لمحاكمة باطلة جراء تهمة كيدية وحكم عليه بالإعدام ظلماً وبهتاناً ولا يزال داخل السجن بصنعاء منذ أربع سنوات، ومنذ ذلك اليوم لم يسمح للناشرين إعادة إصدار الصحيفة التي تعد من أشهر الصحف والأوسع انتشاراً، وواحدة من أقدم الصحف في الوطن العربي، وعلى الرغم من الجور الذي طال الصحيفة والقائمين عليها والخسائر الفادحة التي تكبدها الناشرين ويتكبدانها إلا إن الصحيفة التي عرفت بحياديتها ومهنيتها البالغة ونشرها لثقافة الوعي المتمدن والحضاري وثقافة التسامح ونبذ العنف والإرهاب والمساهمة في بناء مجتمع مدني متحضر، لم تلق المساندة والتضامن الكاملين من قبل منظمات المجتمع المدني المحلية ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الحقوقية والإنسانية العربية والدولية، وتمثل اليوم واقعة استمرار توقيفها واحدة من ابرز المشاكل المتفاقمة في الجنوب لعلاقتها الوطيدة بالشعب وكافة شرائح المجتمع الجنوبي، والتي ينظر إلى مسالة استمرار إيقافها مشكلة متصاعدة جراء ما تتعرض لها من خسائر يومية.