ملتقى جحاف -متابعات
تابعت كما تابع الكثير من ابناء الجنوب اعلان المجلس "الوطني" اليمني واسماء الشخصيات المنطوية تحت هذا المكون الجديد الذي يراد منه ان يكون بديلاً للنظام الحالي وحتى يقود الثورة كما وصف من قبل معلنيه ، ما يهمني هنا كجنوبي هو مدى تأثير هذا المجلس او المكون على القضية الجنوبية حاضرها ومستقبلها من باب معرفة ماهو قادم ناهيك عن معرفة وتفسير بعض المواقف التي لم نجد لها أجوبة مقنعة كانت ترافق العملية النضالية لشعب الجنوب ولا زالت حتى اللحظة وهي سبب عدم قدرة سياسيين أبناء الجنوب على توحيد أنفسهم رغم المواقف المعلنة من الكل حول حق أبناء الجنوب باستعادة وطنهم المسلوب وان تم التلاعب في الكثير من الألفاظ من قبل البعض.
نعم قيل الكثير وسمع ابناء الجنوب الكثير عن اهمية المرونة في العمل السياسي من قبل ابواق هؤلاء او ما يسموه البعض ( التكتيك ) لتحقيق الهدف الا ان عقلاء الجنوب رسموا حدود وخطوط حمراء وجب عدم تجاوزها من قبل التاريخين والتي جعلت من المرونة والتكتيك واقع وحقيقه على شعب الجنوبي وقضيته وليس على الآخر ( المحتلين ) ولم تمنعهم الخطوط الحمر او الخطوط البنفسجية عن حقيقة ما يبطنون وما هم ذاهبون اليه فخرجوا لنا وللشعب الجنوبي بمشروع ما يسما "الفدرالية" او ما سماه البعض منهم ( الحدود الدنيا لمطالب الشعب الجنوبي ) زد على ذلك اعلانهم عن مؤتمر جنوبي في الداخل يعقد بعد اسقاط النظام وتم طرحه للناس على اساس انه المشروع الوحيد المقبول به من قبل أبناء الشمال والمدعوم إقليميا ودولياً رغم ان الكثير يدرك ان هذا المشروع رفض من كل القوى الشمالية وان دول الاقليم او المجتمع الدولي لم يبالي بهذا المشروع او بأصحابه لأسباب يعلموها ونعلمها ناهيك ان رهانهم على اسقاط النظام كذلك فشل فشلاً ذريعاً.
حاول شُرفاء الجنوب توضيح الأمر للسادة دون جدوى في انهم مخطئون وان نجاحهم الوحيد وما يقومون به هوا فقط تفريق أبناء الجنوب وتعطيل العمل الوطني الجنوبي ناهيك عن الإرباك الذي تسببه تصرفاتهم على الداخل والخارج ونتائجه المضرة على مستقبل القضية الجنوبية.
كابر المُكابرون وتم رفض صوت العقل الى ان أتى اجتماع بروكسل وحدد مضامين العمل الوطني ووضح انه لا وصي على شعب الجنوب الا نفسه ناهيك اعلانه عن خطوات عمل وجب اتباعها للمرحلة القادمة تبدى بحوار يُحقق وحده الصف الجنوبي والتي ستفرض لنا قضيتنا، ومن خلالها نحقق ما يقدم من اجله أبناء الجنوب التضحيات تلو التضحيات والمتمثل الاستقلال الناجز من التبعية أو التهديد او الإلغاء.
إلا ان هاؤلاء المنتقمين من الجنوب أبوا إلا الاستمرار في تعطيل كل الأوراق الصحيحة وعدوا العدة مرة اخرى للأعداد لما يسمى اجتماع جديد في القاهرة الشهر القادم لتشكيل قياده سياسية مع اضافتهم لمشروعهم السابق حق ابناء الجنوب في الاستفتاء على الوحدة اقتراناً بجنوب السودان لإقناع البعض من الرافضين لمشروعهم وعلى اساس ان هناك وجه مقارنه بين القضيتين وكان من الأحرى بهم ان يسألوا طالب ابتدائي في القانون ليعلمهم انه لا وجه مقارنه بين قضية جنوب السودان والقضية الجنوبية قانونياً ألبتة ، بل ان طرح هذا الامر هوا إضعاف حجة أبناء الجنوب وتقوية حجة الشمال ليس إلا، ناهيك ان المقارنة بين الاثنين جنوب السودان وجنوبنا هو لفظ ( الجنوب ) ليس الا وقد يكون هذا سبب اللبس الذي حصل معهم.
الحقيقة المؤسفة ان الجنوب لا زال رهينة لجيل سابق اخفق في الماضي ولا زال حتى اليوم يمارس الإخفاق نفسه ويمارس التدنيس والتعطيل لنيل شعب الجنوب حقوقه وكذلك التعطيل للقوى الحية المؤمنة بقدرتها على تحقيق هذا الهدف.
جيل لا زال وحتى اللحظة لم يدرك حقيقة ان هناك جيل اكثر منه قدره في تحقيق الهدف جيل جديد طالما حاول المترهلون إلباسهم مالم يلبسوه من التهم والتشويه المتعمد عند تبنيهم لأي خطوة عملية فعندما رفع سقف الحراك من مطالب ذاتيه الى الاستقلال وخرج بمكونه المعروف (المجلس الوطني) اتهموه بالعمالة للنظام وتم التآمر على هذا المجلس الى ان تم تعطيله وعندما اقر في بروكسل آلية العمل الوطني والمؤتمر الوطني الجنوبي والحوار الجنوبي اتهموه بالتفريق وهلم جرى من التهم واليوم يخططون للانقضاض عليه.
اليوم تم إعلان المجلس الوطني "اليمني" والجميع يدرك معنا "وطني" أي ان كل المنطوين تحت لواء هذا المجلس يعترفون بواحدية اليمن والوطن الواحد "اليمن " ومعناه التخلي عن هويتنا "الجنوبية" للهوية اليمنية من قبل من ذكر أسمائهم من ابناء الجنوب وهذا ما يحدث للأسف من كرمائنا التاريخين المتبرعون بهويتنا وبأغلى ما يملك شعب الجنوب للأخر الشمالي كعادتهم المعروفة في تقديم شعب الجنوب كرباناً للأخرين على اساس ان الجنوب يجب ان يكون هو دئما الطرف الخاسر.
ان انحيازهم للهوية اليمنية هو دليل على مدى ضحالة إيمانهم في مطالب شعبهم الجنوبي ولأنهم لم يدركوا بعد ولن يدركوا ان سلاح الهوية من أهم أدوات إدارة المعركة، فالانحياز للهوية الوطنية الجنوبية ونصرتها هو أقوى سلاح نفرض به على الغير خطوطنا الحمراء ومقدساتنا وقضيتنا وحقوقنا.
بكل تأكيد اننا نؤمن في فشل كل هذه المحاولات المستميتة للقضاء على القضية الجنوبية والسبب يكمن في اننا نؤمن بأنه لا يمكن لمشروع صانعوه المترهلون ان يوحي بنجاح ما يصنعون .. وأي مشروع ظاهره الخير وباطنه روائح التآمر ... لابد من يوم ان يُكشف ... وحينها لن ولن يسلم اصحابه من استنشاق روائح ما صنعوا .
ناهيك ان الشعب الجنوبي وعدالة قضيته كفيله بالوقوف امام ما يخططون له والايام القادمة سوف تكشف حقيقة لم يدركها المترهلون بعد وحينها لن ينفعهم دموع التماسيح او التباكي على الاطلال .
تحياتي
محمد السعيدي