مالك شبل: الجنس واللذة مدخل لإسلام الأنوار مؤلف الترجمة الجديدة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية
مالك شبل
شغل "مالك شبل"، الجزائري الأصل والفرنسي الإقامة، النخب الثقافية والفكرية الفرنسية في السنوات الأخيرة بكتاباته التي تظهر ما يعتبره وجها آخر للإسلام يقول عنه شبل "إنه مهمش ومغيب".
عناوين أفكاره وكتاباته تتراوح بين "الجسد في الإسلام"، و"روح الساري: الأسطورة والممارسات الجنسية في المغرب العربي"، و"موسوعة الحب في الإسلام"، و"الشهوة"، و"موسوعة المحبين في الإسلام"، وغيرها.
"مالك شبل" له في المكتبة الفرنسية حتى الآن حوالي ثلاثون كتابا حول الإسلام، مسلحا بتكوينه الإنتروبولوجي والنفسي والفلسفي, وبرز كواضع مصطلح "إسلام التنوير" سنة 2004 باعتباره خطا فكريا يركز على الوجه المشرق والحي من الإسلام كدين معانق للحياة، بحسب رأيه.
أنهى شبل هذه الأيام ترجمة دامت حوالي عشر سنوات للقرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية مع قاموس مصاحب لها، وفي هذا الحوار الخاص مع موقع "مدارك" حاولنا البحث في عمق أفكار شبل، منقبين عن الجديد الذي يطرحه في ثنايا كتاباته.
وبالمناسبة فإن شبل وهو يناقش أفكاره رفض مقارنته بطارق رمضان أو محمد أركون، مؤكدا أن "أركون" يعتبر العلمانية دينا، في حين أن طارق رمضان أيدولوجي يعمل للسياسة وليس للفكر..
إلى الحوار...
* تصدرون هذه الأيام في 750 صفحة ترجمة جديدة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية، بعد أن قدمتم سنة 1998 ترجمة للباحث والمستشرق السويسري "ادوار مونتي"، فما الجديد الذي تطمحون إلى تحقيقه عبر هذه الترجمة الجديدة، وما جوهر اختلافها عن الترجمات السابقة للقرآن للغة الفرنسية؟
** أولا أود القول إن جميع الباحثين والمستشرقين الذي ترجموا القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية وفيهم الفرنسيون والسويسريون والألمان لا يملكون الإحساس والشعور الكامل بالمناخ العربي الذي تنزل فيه النص داخل بيئته، وترجمة "ادوار مونتي" للقرآن لم أكن مقتنعا بها، ولكني أصدرتها بتقديم مني لتعريفها للقارئ الفرنسي، وحتى يكون هناك تعددية للترجمات.
الأمر الثاني الذي دفعني إلى هذه الترجمة الجديدة للقرآن شعوري بعدم الرضا عن الترجمات القديمة للقرآن، على الرغم أن أغلب المترجمين اتبع الوسائل العلمية في الترجمة، غير أن المشكلة لم تكن تتعلق بالعلمية، ولكن هذه الترجمات لم تحظ بحد أدني من "القرائية" بالنسبة لشباب الضواحي الفرنسية الذين يقبلون ويريدون الاطلاع على القرآن، لاسيما الفرنسيون الذين لديهم ثقافة متواضعة، ونفس الكلام ينطبق على أعداء وأصدقاء الإسلام على حد سواء.
أيضا لا أحد استطاع فهم ترجمة "جاك بيرك" (1910 – 1995) للقرآن التي كانت ذات طابع نخبوي وشاعري في ذات الوقت، كذا الأمر بالنسبة لترجمة "رجيس بلاشير" (1900 – 1973) التي كانت علمية، ولكنها افتقدت إلى المفهومية، وأما "اندري شوراقي" (1917 – 2007) فقام من جهته بترجمة يهودية للقرآن، بينما قام آخرون بترجمة مسيحية للقرآن، بينما قام البعض بشبه ترجمات.
وبين كل هذه الترجمات هناك أربع ترجمات أعتقد أني أستطيع أن أقتنع بها لاشتمالها على الحد الأدنى من القواعد، وهي ترجمة "هاشمي الحفيان" وترجمة "محمد حميد الله" (1908 – 2002)، ولكن تبقى لغتها الفرنسية فقيرة إلى حد ما، وكذالك ترجمة "دنيس ماسون" (1901 – 1994)، وكذا ترجمة "حمزة أبو بكر" (1912 – 1995) كل هذه الترجمات الأربعة أميل إليها إلى حد ما، غير أني في ترجمتي الجديدة اعتمدت أسلوبا سهلا وممتعا للقرآن حتى يكون في متناول الجميع.
’’المحرمات لا يجب أن تثير قلقنا لأنها ظواهر اجتماعية موجودة في كل المجتمعات، لكن يجب تحليلها اجتماعيا,, |
كنت حريصا على الدقة في ترجمتي وكتبت في المقدمة: إنها ترجمة حرفية مدققة لكلام الله دون أن أغير، وهي رد على الكثير ممن قد يعترضون على الترجمة لأسباب أيديولوجية، وحتى لا يقولون إني شوهت، أو أنقصت منه، أو زدت فيه كلمة، أو حرفا، وأنا أتحدى أي شخص يقول عكس ذلك.
وقد قمت بترجمة كل محتوى القرآن بكل قضاياه المثارة حاليا مثل آيات تعدد الزوجات والعلاقة بالمسيحيين واليهود والجهاد والحروب، كما هي موجودة في الآيات.
وبالنظر إلى عمومية التوجه النصي لكل الناس، حرصت على ترجمة تستجيب إلى هذا التوجه؛ حتى تكون في متناول الجميع بدون استثناء، اعتمادا على السهولة والدقة في ذات الوقت، وهذا ما أعده بالطابع الثوري في هذه الترجمة الجديدة.
كما قمت بعمل آخر مواز، وهو "قاموس مصطلحات" يتضمن 1200 مصطلح في 500 صفحة، وفي هذا القاموس عبرت في أحيان كثيرة عن أفكاري وأعطيتها البعد التاريخي والسوسيولوجي النفسي والفلسفي حتى أعطي لكل كلمة مكانتها ومعانيها في القرآن.
*من المعروف أنك صاحب مصطلح "إسلام الأنوار"، والذي أصبح يشكل توجها عاما في تفكيرك، هل يمكن أن نعثر على هذه الروح في ترجمتك للقرآن، وفي قاموس المصطلحات الذي يتبعه؟
** لا طبعا.. فالترجمة التي قمت بها علمية ودقيقة، والتوجه الفكري "لإسلام الأنوار" نجده حاضرا في كتاب "قاموس مصطلحات"، ففي بعض المصطلحات اعتمدت على هذا المنهج، التي وجدت فيها بعض الهامش من أجل بث أفكاري، غير أن قوانين الترجمة تمنعني من القيام بنفس الشيء.
*دعنا نعود إلى محتوى فكرة "إسلام الأنوار" التي تنادي بها، خاصة من أول كتاباتك "الجسد في الإسلام" (1984)، وموسوعة الحب في الإسلام (1995)، و"الشهوة" (2000)، موسوعة المحبين في الإسلام (2004)، و"الكامسترا العربية" (2005) إلى آخر كتاباتك "العبودية في أرض الإسلام" (2007).. ماذا تريدون من خلال هذه الكتابات عبر إبراز ما تعدونه "مقصي" و"محرم" و"مهمش" في الثقافة العربية الإسلامية؟ وهل فكرة "إسلام الأنوار" هي فكرة ترمي إلى كسر "التابو" في ثقافتنا؟
** أعتقد أن الفكرة الأساسية "لإسلام الأنوار" تريد أن توضح أن الإسلام إذا كان مهمشا من الآخرين (الغرب)، فإنه يعاني تهميشا داخليا (المسلمون) عبر الأطروحات التي تقول إن الإسلام هو ضد اللذة والجنس والرغبة والحب والأنس والمرأة والملاهي وضد معانقة الحياة بشكل عام.
وبنظري الإسلام ليس ضد هذه الأمور.. هو ضدها فقط في نطاق محدود في المساجد ورمضان وأوقات معينة، وخارج هذا الإطار ليس أي مانع من اللذة والمتعة، والرسول نفسه كان يحب الحياة اليومية، واعتمادا على تكويني في العلوم النفسية والإنتربولوجية قمت بأبحاث من أجل إثبات هذه الفكرة التي طرحتها في كتبي.
الإسلام الممتع
* إسلام ممتع هو جزء من كل!!
** المقصود من طرح فكرة "إسلام الأنوار" مناقشة فكرة الحرية على طاولة النقاش في الفكر الإسلامي الحديث، وجعلها مركز التوجه دون الاعتماد على أي أيديولوجية ظاهرة أو مخفية، ولا أريد بهذه الفكرة أن أبرهن على أن الإسلام هو دين المتعة فقط، وغرضي الأساسي هو تقديم نظرة مفتوحة وثرية ومتكاملة عن الإسلام من كل الجوانب.
* هل تعتقد أن الفكر الإسلامي الحديث يخاف من طرح هذه القضايا ويعتبرها تابوهات؟
** الأمر لا يتعلق في رأيي بمشكل في النصوص بحد ذاتها ممثلة في القرآن الكريم والسنة وسيرة الرسول ذاته، ولوعدنا إلى بعض نصوص الإمام الغزالي -وهو من الأعلام الذين يعتد بهم من أجل تفنيد الادعاءات- نجدها ترفض النظر إلى هذا الوجه المشرق والمفرح من الإسلام.
إذن هدفي هو أن أوضح أن الحرية الفردية والعامة وآلياتها هي الثورة التي حققها الإسلام في القرن السابع من أجل التحول من تعددية الآلهة إلى الإله الواحد وهذه النقطة المركزية في القرآن، وهناك حوالي 6 آلاف أي تتحدث عن الوحدانية.
بالتالي أعتقد أن جل مشاكلنا المعاصرة لا ترتبط بالقرآن، ولكن كل المحرمات والممنوعات يقوم بها المسلمون؛ لأن القرآن نفسه ليس كتاب منع وتحريم فحسب.
وحتى نفهم ثقافة المنع في الثقافة الإسلامية سنجد أن الكثير منها قادم من مؤثرات فارسية وتركية قديمة، والكثير من التابوهات التي نعيشها اليوم هي محرمات جديدة محدثة، فختان النساء -على سبيل المثال- هو أمر جديد دخل إلى الثقافة الإسلامية في أوائل القرن العشرين عن طريق العادات الإفريقية مما جعل الكثير في مصر يختنون بناتهم، بينما لا نجد نصوصا في ذلك لا في القرآن الكريم، ولا في السنة النبوية.
* هل لكم أسانيد في دفاعكم عن ثقافة "المتعة" في النصوص؟
** رجعت إلى القرآن والسنة وفي كثير من الأحيان إلى البحوث الفقهية والفتاوى القديمة لأجد ما يدعم موقفي، ومثلا عندما أقول بأن المرأة لها الحق في المتعة الجنسية مثلها مثل الرجل، لا أستطيع القول بذلك منفردا، يمكن أن تثار ضدي ثورة، ولكن عندما أقوم بإسنادها إلى الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين في باب النكاح تجد شرعيتها، ففي كل موقف من هذا القبيل أعود إلى مرجعية معينة لإسناد ما أقوله.
* ولكن عندما تتحدثون عن ازدهار ثقافة "المتعة الجنسية" على سبيل المثال تعودون أيضا إلى التاريخ الإسلامي، خاصة إلى الفترة العباسية؟
** بالفعل، فإن العصر العباسي كان نموذجا لإنتاج ثقافة المتعة بعكس الفترة الأموية التي كانت معادية للشهوة والملاهي، باستثناء الفترة الأموية في الأندلس، والتي أنتجت أيضا ثقافة المتعة.
* يعني برأيكم التنوير الإسلامي يأتي من كسر التابهوات والمحرمات الجنسية وثقافة المتعة بشكل عام؟
** المحرمات لا يجب أن تثير قلقنا؛ لأنها ظواهر اجتماعية موجودة في كل المجتمعات هنا في فرنسا والغرب عموما، ولكن الفرق بيننا وبينهم أنهم يتعاملون مع "تابوهاتهم" ومحرماتهم بتحليلها اجتماعيا، ولذلك فإن عملي هو أن أطوع هذه المواضيع لوضعها على الطاولة، لا باعتبارها مواضيع محرمة ومخيفة، ولكن باعتبارها مواضيع اجتماعية واقعية، وهي طريقة لإحياء البعد الحر للإسلام، وولادة رؤية إسلامية جديدة.
وفي هذا الإطار كتبت كتابا جديدا مؤخرا عنوانه "العبودية في أرض الإسلام"، وهي رسالة موجهة إلى القارئ الغربي تؤكد بأن هذه العادة "العبودية" وجدت وتوجد حتى الآن في أرض الإسلام، ولكنها ليست من صميم الإسلام، ولا تجد لها نصوصا تدعمها في النص المقدس، وكذلك في كل الكتب المقدسة الأخرى.. إذن ليس لي أي نقد سلبي للقرآن ولا السنة، ولكن نقدي يتجه دائما للعادات المتراكمة والتي ألبست في أحيان كثيرة لبوس الدين والنصوص بالقوة.
بين رمضان وأركون
* موقع مالك شبل بين مفكري المسلمين في الغرب، أين يتموقع؟ أين أنت على سبيل المثال بين طارق رمضان، ومحمد أركون؟
** أنا لست في خط طارق رمضان، ولا حتى في خط محمد أركون الفكري.
أنا لست علمانيا مثل محمد أركون، ولكني أحترم العلمانية في فرنسا كقانون وآلية عمل، وبالنسبة لأركون العلمانية دين.. واختلافي الفكري عنه يكمن في أني أريد الإصلاح من داخل المنظومة الإسلامية، ولست كباحث محايد ليست له معتقدات.
’’ابن تيمية كان مرددا ولم يكن منتجا للأفكار، وأركون يعتبر العلمانية دينا، وطارق رمضان أيدولوجي يعمل بالسياسة وليس مفكرا’’ |
وهذه الأيام رددت على أحدهم الذي أسماني "لوثر الإسلامي"، وقلت له صراحة بأن لوثر الإسلام يجب أن يأتي من داخل العالم الإسلامي، فنحن في إسلام الضواحي في الغرب، ومسلمو أوروبا حوالي 15 مليونا، بينما المسلمون عددهم حوالي مليارا ويزيدون قليلا، فمفكرو المسلمين في الغرب يمكنهم أن يعينوا، ولكنهم لا يمكن أن يكونوا الأساس في هذا الإصلاح، الإصلاح لابد أن يأتي من العالم الإسلامي.
* فهمت من قولك أنك تأخذ مسافة من محمد أركون، ولكن ماذا بالنسبة لطارق رمضان؟
** أقول لك صراحة إن طارق رمضان يقوم بعمل سياسي وليس فكريا، وهو رجل أيديولوجي، وهو يريد تشييد جماعة منغلقة، وهو إخواني، ولكنه إخواني أكثر ذكاء من الإخوان.
* وماذا تقول في كتابه "الإسلام: الإصلاح الراديكالي" الذي صدر مؤخرا؟
** رمضان يداوم إرسال كل إصداراته الجديدة إلي، ولكن هذا الكتاب غير مقنع لسبب بسيط، وهو أن منطلقاته في الكتاب ليست منطلقات إصلاحية، هو يريد إصلاح الإسلام لأغراضه الشخصية في قالب رؤية الإخوان المسلمين، وأنا كمفكر لا أعمل في حلقات الإخوان المسلمين، ولكن أعمل في إطار دوائر المسلمين.
* ولكن ألا تعتقد أن وصف طارق رمضان "بالإخواني" هو وصف ألصق به من أجل إسكاته في الغرب؟
** انظر.. إذا كان الأمر مجرد عنوان ألصق به لتحرك ونفى، وتحدثت معه في هذا الإطار في أكثر من مناسبة، وقلت له إنهم (الإعلام والسياسيين الغربيين) بصدد حبسك في قالب معين، ويجب أن تتحرك، ولكنه لا يريد أن ينفي.
* بعيدا عن المفكرين المسلمين المعاصرين في الغرب , إذا أردنا أن نبحث عن نماذجك التي تحتذي بها من بين مفكري المسلمين في التاريخ الإسلامي, فمن هي؟
** أنا متابع وقارئ لغالبية المفكرين المسلمين القدامى كابن رشد والفارابي وابن سيرين وغيرهم، وصولا إلى المصلحين في أوائل القرن التاسع عشر والعشرين مثل محمد إقبال ومحمد عبده ومالك بن نبي.
* في أحد كتبك الأخيرة وتحديدا كتاب "الإسلام والعقل: معركة الأفكار" شننتم هجوما عنيفا -إلى حد ما- على ابن تيمية لماذا؟
** نعم، أنقد ابن تيمية لكونه مرددا، ولم يكن منتجا للأفكار، بعكس إخوان الصفا، والمعتزلة، وابن رشد، أو الغزالي. وعندما نعود إلى مؤرخ مثل الطبري نجد ذكاء منتجا، ولا يتوقف على ترديد وتكرار ما يقع في الماضي، وابن تيمية ركز في الفكر الإسلامي الحديث هذه الصبغة التكرارية للتاريخ وللماضي، فالماضي لم يكن دائما جيدا ونقيا وصافيا وهو تجربة إنسانية مثل غيره من التجارب، فما أنتقده ليس الماضي في حد ذاته، ولكن تكرار هذا الماضي، مع اعترافنا أن هناك أفكارا جيدة فيه.
أسلمة الحداثة
* بكل هذه الأفكار التي تطرحها هناك من يقول إن مالك شبل يلبي رغبة الآخر (الغرب) في النظرة إلينا، وما يريده من تراثنا ومن ثقافتنا فماذا تقول؟
** أبدا! عملي وأبحاثي دعوة للغرب إلى أن يوسع نظرته إلى الإسلام، وليس تلبية لرغباته, فالغرب له رؤية ضيقة عن الإسلام، ينظر إلينا كمتطرفين وإرهابيين فقط، ليس لنا ثقافة ولا دين ولا تاريخ!.
وغرضي هو كسر هذه الصورة النمطية تدريجيا، فالإسلام يمكنه أن يعالج مسائل ثقافية، وهو قادر على إدارة الكوارث، وعلى تقديم رؤية جمالية وإدارة المشاكل البيئية، وللإسلام إجابات لمشاكل العائلة، وله أجوبة للمجتمع.
وأنا أقول للبعض إنكم تجعلون الإسلام مصدر خوف، ولا تريدونه أن يقتسم طاولة الجلوس معكم، ومن حسن الحظ أن المسلمين لم يخترعوا القنبلة الذرية، وإلا لقالوا إن المسلمين هم الذين صنعوا الدمار الشامل في العالم، فالإسلام الذي أريد أن أقدمه ليس إسلام الشر، ولكن إسلام الخير.
* يعني هدف مالك شبل هو "تحديث الإسلام" أم "أسلمة الحداثة"؟
** لا نستطيع تحديث الإسلام؛ لأنه في الأصل دين حديث، وأثبت ذلك في كل كتبي، فما يجب تحديثه هو عقلية المسلمين الذين ما زالوا يعيشون في عصور الانحطاط.
والقول بأسلمة الحداثة الجواب عنه: أن الحداثة لا تنتمي إلى أي حضارة، ولا أي شخص، ولكنها جهد إنساني، وماذا يعني أسلمة الحداثة إذا افترضنا أنها ملك لحضارة معينة (غربية)، هل يعني هذا أننا يجب أن نلبس التلفاز حجابا أخضر!!؟ فلا يوجد مفهوم حصري وعرقي للحداثة.
مراسل شبكة "إسلام اون لاين" في فرنسا