قال مصدر عسكري جنوبي لوكالة أنباء عدن أن نخبة من العسكريين الجنوبيين سيقودون عمليات تحرير أبين وتطهيرها من مسلحي الجماعات الإسلامية المتشددة.
وذكر المصدر الذي طلب عدم الإشارة إلى اسمه لكونه غير مخول بالتصريح لوسائل الإعلام أن جهة أجنبية اتفقت مع قادة عسكريين جنوبيين لقيادة الحملة العسكرية لاستعادة المحافظة الجنوبية وبإشراف مباشر من هذه الجهة.
وقال المصدر أن الحملة ستبدأ في أبين وتمتد إلى محافظة شبوة شرق أبين أبين, حيث تسعى عناصر مسلحة يعتقد بانتماء بعضها إلى تنظيم القاعدة لإقامة إمارة إسلامية تمتد من جعار غرباً بمحافظة أبين حتى عزان شرقاً بمحافظة شبوة.
ووفقاً للمصدر فإن هذا يأتي بعد الفشل والتهاون من القيادات الشمالية الموالية للنظام اليمني وللجنرال العسكري المنشق علي محسن الأحمر, مشيراً إلى أن هذا التهاون أظهر تعاوناً بين المسلحين من جهة والنظام اليمني والجنرال الأحمر من جهة أخرى.
وقال المصدر أن محاولة اغتيال وزير الدفاع "محمد ناصر أحمد" الذي ينتمي للجنوب يوم الثلاثاء الماضي نفذتها عناصر تابعة للجنرال العسكري الشمالي "مهدي مقولة" قائد المنطقة العسكرية الجنوبية الذي يحتفظ بولائه للرئيس اليمني على عبد الله صالح, واعتبر المصدر أن محاولة الاغتيال جاءت لإفشال الإدارة الجنوبية للحملة العسكرية.
وحذر المصدر من اغتيالات قادمة سيلجأ لها النظام اليمني تطال قياديين عسكريين جنوبيين, لافتاً إلى محاولة اغتيال اللواء "محمود أحمد سالم الصبيحي", مطلع يوليو/تموز بتفجير سيارته التي لم يكن فيها, ومقتل أفراد أسرته ونجاته هو, ونشرت "عنا" الخبر في وقت سابق ونقلت عن مصادر قولها أن الصبيحي الذي عين قائداً لمحور العند, قائداً للواء 201 مكيانيكي خلفاً للواء عبد اللاه القاضي الذي انشق عن النظام اليمني كان قد اختلف مع مسؤولين أمنيين أعلى منه بعد مشاركته في المعارك الدائرة في مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين المجاورة لعدن ضد مسلحين مفترضين من القاعدة.
وقالت المصادر أن الصبيحي اعترض على تواطؤ ملحوظ مع المسلحين, ولهذا عاد إلى مدينة عدن.
وكشف المصدر العسكري الجنوبي لوكالة أنباء عدن أن هناك ترجيح قوي باتفاق سري بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والجنرال العسكري المنشق "علي محسن الأحمر" يعلن فيه هذا الأخير انضمامه للثورة الشبابية بالشمال لكبح جماحها.
وكان الأحمر قد أعلن انضمامه بعد ثلاثة أيام فقط من محاولة المحتجين الشباب الزحف نحو دار الرئاسة في العاصمة اليمنية "صنعاء", وعقب الانضمام قامت قوات الأحمر بتطويق الساحة تحت مبرر حمايتها.
وبعد انضمام الأحمر اجتاحت قوات من الحرس الجمهوري ساحة الحرية في مدينة تعز التي ترفض سيطرة مركزية تاريخية من صنعاء, وينتشر فيها المذهب السني الشافعي خلافاً لمحافظات اليمن الأعلى التي ينتشر فيها المذهب الزيدي في الأوساط الشعبية.
وكان المحلل السياسي محمد البخيتي قد كشف في تصريح لقناة العالم الاخبارية عن وجود سيناريو خارجي لاستبدال علي عبد الله صالح بقائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الأحمر الملطخة يداه بدماء اليمنيين في شمال وجنوب البلاد حسب وصفه.
وحذر البخيتي من هذا السيناريو ووصفه بالخطير، مؤكدا انه يستهدف تكريس الحالة السياسية السائدة في البلد لكن بوجوه جديدة.
وجاء هذا التحذير قبل يوم من إعلان الأحمر انضمامه إلى مطالب الشباب اليمنيين في التغيير.
ورجح البخيتي ان ينضم علي محسن الاحمر الى صفوف المتظاهرين للظهور بمظهر البطل تمهيدا لاستلام السلطة بهذه الخدعة.
وعقب انضمام الأحمر منعت قواته المتظاهرين الشباب من الزحف نحو السبعين, وحصرتهم في أماكن اعتصامهم.
وكان المعارض الشمالي حسن زيد قد قال في وقت سابق أن "الذي شوه سلمية الثورة هو إعلان الفرقة المدرعة، حماية شباب الساحة مع أنهم لم يحموها"، مضيفاً "أعتقد أن أولئك الذين قتلوا بعد جمعة الكرامة لا يقلون عن من قتل قبلها، فتحويل الساحة إلى سجن اختياري، أو معتقل أسوأ من التهديدات التي واجهها الشباب في السابق وخلقت في داخلهم وحدة".
وكشف المصدر العسكري الجنوبي عن خلاف بين الزعيم القبلي صادق الأحمر والجنرال العسكري علي محسن الأحمر بعد التزام الأخير الصمت حيال الاعتداء الذي قامت به قوات الحرس الجمهوري على منطقة الحصبة, وظلت قوات الجنرال الأحمر متفرجة, حسب وصف المصدر.
ونقل المصدر أن مشادات كلامية نشبت بين الطرفين عقب هذه الحادثة, معتبراً أن هذا رجح وجود الاتفاق بين الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وأخوه غير الشقيق علي محسن الأحمر.
وأشار المصدر إلى شكوك حول اتفاق على إطالة الثورة الشبابية بغرض إنهاكها, أو التضحية بالرئيس اليمني في أسوأ الأحوال وخروجه عن الحكم مع بقاء أولاده وأولاد إخوته, لضمان عدم نجاح ما وصفه المصدر بالثورة الشافعية ضد البيت الزيدي, الذي يحكم اليمن منذ قرون.
وتنتشر الطائفة السنية الشافعية في محافظات اليمن الأسفل التي تشمل تعز وإب الواقعة في القسم الجنوبي مما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية (اليمن الشمالي), إضافة إلى الحديدة غرباً فيما, تنتشر الطائفة الشيعية الزيدية في محافظات اليمن الأعلى ومركزها صنعاء.
وتسعى قوات الحرس الجمهوري جاهدة لإخماد حركة احتجاجية في مدينة تعز حاضرة اليمن الأسفل السني, وتشهد الساحة ومحيطها هجمات وأعمال عنف منذ شهور.
وقال المصدر العسكري أن الدفع بالمسلحين المتشددين إلى أبين غرضه إيصال رسالة للعالم بأن أبين ومن ثم عدن وفقاً للمخطط ستكون في قبضة الإرهابيين, وأن باب المندب بضفتيه سيكون في خطر.
وتمر ثلاثة مليون برميل من النفط يومياً من مضيق باب المندب, لكن أعمال قرصنة وانفلات أمني في الضفة الجنوبية حيث الأراضي الصومالية وكذا براكين نشطة في جيبوتي تدفع بالسفن للمرور بمحاذاة سواحل عدن التي تحتضن ميناء يعد أحد أكثر الموانئ الطبيعية أمناً في العالم.
ومن شأن سيطرة المتشددين على عدن توقف تدفق النفط عبر هذا المضيق.
وقال المصدر أن صمود القائد العسكري الجنوبي "الكازمي" نائب "محمد الصوملي" قائد اللواء 25 ميكا أفشل مخطط إسقاط عدن, وكشف تواطؤ القيادات الشمالية مع المسلحين المتشددين.
وربط المصدر بين محاولة اغتيال الرئيس اليمني في الثالث من يونيو/حزيران بمسجد النهدين داخل دار الرئاسة, وسيطرة المتشددين على زنجبار قبلها بثلاثة أيام فقط.
وأشار إلى أن اتهام "حميد الأحمر" بالعملية يعتقد أنه ضمن الاتفاق بين الأخوين "علي عبد الله صالح" و"علي محسن الأحمر", بغرض إزاحة حميد الأحمر وإخوته وسيطرة علي محسن الأحمر لضمان بقاء أبناء صالح وأبناء إخوته كحد أدنى بعد خروج صالح عن الحكم.
وقال المصدر أن رواتب الفرقة الأولى مدرعة التي يقودها الجنرال الأحمر لازالت تصرف من قائد الحرس الجمهوري "أحمد علي" نجل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح, والمسيطر الفعلي على البنك المركزي اليمني ووزارة المالية, في حين تم إيقاف رواتب الجنوبيين المناصرين للثورة الغير منضوين تحت إدارة الفريقين من المدنيين والعسكريين.
وقال المصدر أن إعلان المجلس العسكري برئاسة شكلية من الوزير الجنوبي السابق "عبد الله عليوة" وسيطرة عملية للجنرال الأحمر جاء لاستباق أي إعلان مماثل من شخصيات قد تتولى فعلياً أي حسم عسكري ضد الرئيس اليمني, معتبراً أن هذا الإعلان كان لغرض تهدئة الشباب في الساحات, حيث رحل الرئيس اليمني علي عبدالله صالح فعلياً, ولم يقم المجلس العسكري بأي سيطرة فعلية على أي محافظة لاتخاذها منطلق للمجلس العسكري أو مقراً له للانطلاق لتحرير صنعاء.
وأشار المصدر إلى أن ما أسماها "الحكمة الزيدية" قد تكون نجحت في إفشال الثورة السنية الشافعية في اليمن الأسفل, لكنها فشلت في إلصاق تهمة الإرهاب بالجنوبيين المطالبين بفك الارتباط بين الجنوب والشمال.