قالت مصادر ديبلوماسية غربية في صنعاء، إن التحركات العسكرية لقوات الحرس الجمهوري التي يقوم بها نجل الرئيس العميد أحمد علي عبد الله صالح , قائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ، «تعكس الاتجاه بقوة نحو المواجهة المسلحة»، موضحة أن القوات اليمنية حصلت خلال الأيام الماضية على دبابات حديثة وأسلحة متطورة وذخائر من روسيا.
وأكدت المصادر التي طلبت عدم كشف هويتها لصحيفة " الحياة " , أن وسطاء غربيين على رأسهم أميركا، يسعون للحيلولة دون نشوب الحرب في اليمن، وأن سفراء الدول الوسيطة التقوا أخيراً في صنعاء، نجل الرئيس الذي يدير اليمن فعلياً منذ خروج والده للعلاج في المملكة السعودية، عقب تعرضه لمحاولة اغتيال في الثالث من شهر حزيران (يونيو) الماضي، وحثوه على عدم التصعيد مع المعارضة، والاتجاه للحلول السياسية السلمية.
وأوضحت المصادر أن السفراء طلبوا من نائب الرئيس الفريق عبد ربه منصور هادي الضغط على نجل صالح للتخلي عن خيار القوة، بعد ما لمسوا رغبته في التصعيد، إلا أن نائب الرئيس بحسب المصادر، فشل في المهمة الأمر الذي دفعه إلى التهديد بعدم البقاء في صف النظام في حال نشبت الحرب. وأشارت المصادر إلى أن هادي الذي أكد لنجل الرئيس أنه ليس مع خيار الحرب، تحدث عن المبادرة الخليجية التي «لا تزال تمثل الأرضية المناسبة لإنقاذ البلاد»، والتي وافق عليها الرئيس، إلا أن قائد الحرس الجمهوري عبر عن رفضه للمبادرة في شكل قاطع.
ويتبادل حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) وأحزاب المعارضة، الاتهامات بالسعي لإشعال فتيل الحرب في البلاد، إذ اتهم الحزب الحاكم قائد الفرقة الأولى مدرع اللواء علي محسن الأحمر، بالسعي إلى تفجير الأوضاع العسكرية، وأعرب حزب المؤتمر عبر موقعه الإلكتروني، عن تخوفه من تصعيد عسكري تترتب عليه نتائج وخيمة، ونسب إلى مصادر سياسية التحذير من «مغبة إقدام الفرقة الأولى مدرع التي يرأسها الأحمر، على ارتكاب خطوات استفزازية»، وقال إن مخططاً «لشن هجوم على المعسكرات التابعة للحرس الجمهوري في أكثر من موقع»، أقر في اجتماع ضم عدداً من القيادات العسكرية المنشقة مع شخصيات قبلية تنتمي إلى التجمع اليمني للإصلاح.
من جانبها، تؤكد أحزاب المعارضة أن الأوضاع على الأرض تتجه نحو المواجهة المسلحة، ونفت مصادر مقربة من تكتل «اللقاء المشترك» في حديث إلى «الحياة»، اتهام حزب المؤتمر، وقالت: «لم يحدث أي اجتماع كهذا»، معتبرة أن السلطة تسعى لتسويق اتهامها للفرقة الأولى مدرع والقوى المعارضة، بهدف «خلق مبرر قوي لشن الحرب ضدها»، ومشيرة إلى أن قوات الحرس الجمهوري، توغلت في بعض الأحياء والمناطق الواقعة شمال العاصمة صنعاء، وعززت ألوية الحرس المتمركزة في منطقة أرحب (50 كيلومتراً إلى الشمال الشرقي من صنعاء) بقوات إضافية، كما نقلت بعض قواتها إلى مدينة تعز، واستقدمت أيضاً بعض قواتها المرابطة في مدينة ذمار إلى العاصمة صنعاء.