تعيش العاصمة اليمنية، صنعاء، أجواء من الترقب، بالتزامن مع الدعوة التي وجهتها اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية السلمية لكافة اليمنيين في جميع المحافظات، للخروج صباح اليوم الأحد في مسيرات تصعيدية إيذانا ببدء مرحلة التصعيد السلمي، وإنجاز الحسم الثوري.
ومنذ أن أصدرت اللجنة التنظيمية دعوتها هذه لتدشين مرحلة التصعيد الثوري، مساء أمس السبت، شهدت العاصمة صنعاء انتشارا غير مسبوق لقوات الأمن، ولفرق مكافحة الشغب التابعة لقوات الأمن المركزي، التي توزعت على جميع الشوارع والتقاطعات الرئيسية، وخصوصا الشوارع المؤدية إلى ساحة التغيير، وشارع الستين.
كما توزعت المدرعات العسكرية، وناقلات جنود الأمن المركزي والحرس الجمهوري، على جميع مداخل العاصمة، وحول دار الرئاسة، في ظل انقطاعات متواصلة للتيار الكهربائي، عن جميع أحياء العاصمة، بسبب تعرض أبراج الكهرباء بين محطة مأرب الغازية وصنعاء للاعتداء، في منطقة «كمب ربيش»، اتهمت مصادر قبلية في محافظة مأرب عناصر تابعة لنظام صالح باستهدافها.
وفي ظل حالة التأهب الأمني غير المسبوق التي تشهدها العاصمة صنعاء، قامت قوات الحرس الجمهوري، اعتبارا من مساء الأمس بإغلاق جميع منافذ العاصمة، من جميع الاتجاهات، مانعة دخول السيارات والأفراد إلى العاصمة، وقال شهود عيان بأن قوات الحرس الجمهوري منعت دخول العائلات والمرضى، وأجبرتهم على العودة.
ويتزامن التصعيد الثوري، الذي دعا إليه شباب الثورة ابتداء من صباح اليوم الأحد، مع تردد أبناء عن فشل الجهود الدولية والإقليمية في إقناع الرئيس علي عبد الله صالح بالتنحي عن السلطة سلميا، وفشل المساعي التي بذلها عدد من سفراء الدول الغربية في صنعاء، خلال الأيام الماضية، للضغط على نجل الرئيس صالح، وقائد الحرس الجمهوري، أحمد علي عبد الله صالح، وإقناعه بالتخلي عن خيار القوة، الذي يعد له من خلال حشد قوات عسكرية، وأسلحة إلى صنعاء، استعدادا لمواجهات محتلمة خلال الأيام القادمة.
أحزاب اللقاء المشترك، التي شكلت خلال الأسابيع الماضية مجلسا وطنيا لقوى الثورة السلمية، أكدت على لسان ناطقها الرسمي، محمد قحطان، مساء أمس، حرصها على سلمية الثورة، وقال قحطان بأن الأيام القادمة ستشهد تصعيدا سليما للثورة سيفضي إلى الحسم، محذرا قوات صالح من الاتجاه نحو العنف، وقال بأن من سيحاول فرض العنف فإن السلاح سيرتد إلى صدره، وسيرى مفاجآت لم يكن يتوقعها.
من جانبه، أعلن رئيس المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية، محمد سالم باسندوة، انتهاء الحلول السياسية، والاتجاه نحو التصعيد الثوري، وقال خلال ندوة في ساحة التغيير بصنعاء، مساء أمس، بأن المبادرة الخليجية أصبحت ميتة، ولم تعد صالحة للعمل إلا إذا تنحى صالح عن السلطة فورا وألغي بند الضمانات الذي تتضمنه المبادرة الخليجية.
وفي ظل حالة التأهب الأمنية والعسكرية التي تشهدها العاصمة صنعاء، منذ مساء أمس السبت، تفاقمت المخاوف الشعبية من انفجار الوضع عسكريا، خصوصا مع تواصل القصف الوحشي لقوات الحرس الجمهوري على قرى مدرية أرحب، شمالي صنعاء، حيث سمع دوي القصف الصاروخي والمدفعي، الليلة، على قرى أرحب، إلى صنعاء، في ظل إطلاق نار متقطع في بعض أحياء العاصمة.
