خرج مئات الألوف من اليمنيين إلى الشوارع اليوم الأحد في مدن: تعز، وإب، وذمار، تلبية لدعوة المجلس الوطني، لتنفيذ ما وصف بـ"برنامج الحسم الثوري"، الذي ينادي بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح وأسرته الحاكم منذ عام 1978.
وتوجه المتظاهرون، وهم يرددون هتافات تطالب بالحسم الثوري لإسقاط النظام، إلى المقار الحكومية في تلك المدن الثلاثة الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، بالرغم من الانتشار الأمني الكثيف للقوات الموالية لنجل الرئيس اليمني أحمد علي صالح.
وسادت العاصمة اليمنية صنعاء اليوم مظاهر توتر واسعة النطاق، بعد تحركات عسكرية لوحدات من الجيش اليمني، أحدها موالٍ لنظام الرئيس صالح، وأخرى أعلنت الانشقاق عنه قبل أشهر، منذرة بمواجهة مسلحة بعد أشهر من الاحتجاجات.
وجاب المتظاهرون الشوارع الرئيسة في مدن تعز وذمار وإب، ورددوا هتافات تطالب بسقوط صالح ومحاكمته مع رموز نظامه بتهمة التورط في أعمال قمع، طالت المتظاهرين السلميين وأدت إلى مقتل المئات وجرح الآلاف منذ مطلع العام الحالي.
وشهدت تلك المدن استنفارا أمنيا غير مسبوق، حيث شوهدت تعزيزات عسكرية ومصفحات وأطقم أمام المباني الحكومية، وحمايات عسكرية لكبار المسؤولين من محافظين وقيادات عسكرية.
وكانت المعارضة اليمنية ممثلة في المجلس الوطني، أعلنت الجمعة أنها قررت
اللجوء إلى تصعيد الاحتجاجات على الأرض حتى إسقاط النظام الحاكم.
تعزيزات عسكرية بتعز (الجزيرة)
انتشار أمني
وفي العاصمة صنعاء، انتشرت القوات اليمنية بكثافة تحسبا لتظاهرات دعت إليها المعارضة في وقت لاحق اليوم الأحد، لتسريع سقوط الرئيس علي صالح الموجود في المملكة العربية السعودية منذ أربعة أشهر.
وقد أغلقت قوات الأمن والجيش كل مداخل العاصمة منذ أمس السبت أمام حركة السير، بينما ظهر مدنيون مسلحون من أنصار النظام في الشوارع.
وكان التيار الكهربائي مقطوعا عن صنعاء منذ بعد ظهر السبت، وأغلقت معظم محطات الوقود فجأة، وشوهدت طوابير طويلة من السيارات في المحطات التي ما زالت في الخدمة.
وكانت المعارضة دعت السبت إلى تكثيف التظاهرات الاحتجاجية ضد النظام، بسبب الجمود السياسي الناجم عن غياب صالح، الذي نقل إلى السعودية للمعالجة إثر إصابته بجروح في اعتداء في الثالث من حزيران/يونيو في صنعاء.
واتهم، حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس اليمني، أحزاب اللقاء المشترك "باستخدام الشباب وقودا ومادة للترويج الإعلامي لمشروعهم الانقلابي، والوصول إلى السلطة على حساب الدم اليمني".
وفي بيان حمَّل المؤتمر الشعبي العام المعارضة مسؤولية ما سمَّاها "نتائج مخططاتهم الإجرامية"، داعيا "الشباب والعقلاء من المشترك إلى عدم الانجرار خلف تلك المخططات الإجرامية، وأنه لا مجال لتجاوز الأزمة إلا من خلال الحوار الجاد والمسؤول الذي لا يستثني أحدا".