بقلم : حسين زيد بن يحيى
خياران أيدلوجيان الأول اقدم تاريخيا من الثاني يحاول عبرهما (الخبرة) فرض واقع دخيل على الجنوب , مجرد أيدلوجيا يتذرع بها سكان الهضبة الشمالية – ماضيا و حاضرا – للبسط على اراضي الجنوب , أضيف إليهما عامل إقليمي جديد متمثل بتخوف (الشقيقة الكبرى) من شبح موجات هجرة محتملة باتجاه الشمال عند حدوث أي فوضى داخل الهضبة , لذا تحاول جعل الجنوب الغني بالموارد المتسع مساحة مع سكان اقل متنفسا لخطر تلك الهجرة المزعومة , حسابات مصلحيه أنانية ضيقة بعيدة عن الأخلاق.
أطماع توسعية قديمة – جديدة بدائها الملك السبائي كرب ال وتر , لن تتوقف عند حروب الجنرال الرئيس الطاغية صالح بل ستسمر بازلية صراع الخير والشر المتغيرة حسب ظروف كل مرحلة تاريخية , لا شك المسالة لا علاقة لها بواقع جغرافي بعينه أو سلوك شعب محدد , قدر ما هي نوازع منحرفة لنخب تسلطت سلفا على إرادة شعوبها , ثم بغوغاء أيدلوجيا يدفع بها للمشاركة بحماسة في حروب للنخب فيها (بعير) و (ناقة) أما الابتال قد ينابهم (بقعة) أو بعض فتات غنيمة , حالة تصدق فرضية أهمية محاربة (الاستبداد) بشراكة إنسانية جمعية لتوفير الأمن و العدالة للجميع .
خيار أيدلوجيا (اليمننة) أسقطته حرب صيف 94م الظالمة للقوات الشمالية المنتصرة , التي جعلت الجنوب المهزوم يستفيق على واقع أسوء من احتلال , رفضه و مقاومته استلزم استنهاض الوطنية الجنوبية (الحضرمة) كهوية تضرب باعماق التاريخ و يفاخر بها , الأخر الذي دخل بها – الوحدة – بنوايا مبيته بدوره قد اعد مسبقا العدة لمواجهة عودة الوعي الجنوبي الذي لاحت تباشيرة من غبار انتخابات 27 ابريل 93م ومقاطعة التصويت للشمال , لذا استقدم (الأشاوس) معهم على ظهر عربة كاتيوشا اجتياح الجنوب (الانكشارية الوهابية) الذين قاموا بتربيتهم أثناء حرب أفغانستان , كذا تم بعملية متعمدة تسليم معظم مساجد الجنوب لصالح الغزو الفكري الوافد , فالملاحظ خلال 17 عاما شهد الجنوب تراجع لا يمكن إخفائه (للشافعية) المميزة بمدرسة حضرموت / تريم الإسلامية , التي انكفأت بزوايا مسجد العيدروس بالعاصمة عدن ورباط تريم , طوال تلك الردة الظلامية بجهد رسمي سلطوي استقبلت مدارسهم الايدولوجية سوى في (دماج) أو (معبر) عشرات المغرر بهم من ذوي العاهات الاجتماعية والأسرية , تناغما معه أعيد صياغة المناهج الدراسية والخطاب الإرشادي الإعلامي بما يقصي كليا وجود منهج (اعتزال) الاشاعرة الشافعية لصالح جبرية تطرف خوارج الوهابية السلفية التكفيرية الوافدة , بإطار ممنهج للحرب على الهوية الثقافة الوطنية والوحدة الروحية للجنوبيين التي عززتها مدرسة حضرموت الفقهية المعروفة إسلاميا باسم (مدرسة السمح الإسلامي) , حتى التسمية لم تسلم من محاولات التشويه وتم نعتها بالخطاب الرسمي للسلطة بمدرسة (الوسطية), بينما كل ذي بصر وبصيرة يعلم كل العلم إن لاوسطية بين الحق والباطل, النور والظلام , الإيمان والكفر , .... الخ .
لطفا من الرحمن أو كما يقال رب ضارة نافعة تأتي إحداث مدينة زنجبار – أبين المدبرة بليل (العليان) لتدلل عمليا ان ايدولوجيا (الوهبنة)صنو (اليمننة) ووجهها المعاصر القبيح , لافرق بعد ذلك إن ولت وجهها شطر (الفرقة الأولى مدرع) أو (القصر الجمهوري) , المستهدف منهما الجنوب الأرض والإنسان المطل على أهم الممرات المائية الدولية فان كانت تبعيتهم لمدرسة دماج ومعبر واضحة فأي تكوين لشوكة لهم بالجنوب يثير قلق المجتمع الدولي, كما يوفر ذرائع لاستمرار تمادي صنعاء بالحرب على الجنوب وإيذاءه واستلحاقه برضا أممي هذه المرة , عمليا نجد إن حالة تتطرف الوهبنة جنوبا تجعله ممزق رهينة بحالة انتظار من ينتصر شمالا عوضا عن الذهاب بخطى متسارعة نحو التحرير والاستقلال .
تلازم مسارات أيدلوجيا (اليمننة) و(الوهبنة) له صور عده لعل ابرز تجلياته اتفاقية جدة 2000م الحدودية , التي فيها من لايملك (اليمننة) وهبا من لا يستحق دولة (الوهبنة) عشرات الآلاف من الكيلو مترات المربعة من ارض الجنوب الغنية بالماء والنفط والغاز ، مما يفسر استماته (الوهبنة) أيدلوجيا ودولة على ابقاء الجنوب تحت ابط (اليمننة).
رسالة لمثقفي الاحتلال :-
عبيط أو يستعط المهرج منير الماوري عندما يرفض إن يكون ربع مواطن , قبل الوحدة انتم من ارتضى معادلة أربعة (يماني) مقابل واحد دينار (جنوبي)؟!! إن رجعتم في البيعة رجعنا , ارحلوا حتى نستعيد دينارنا وتستعيدوا مواطنتكم الكاملة.
- تريم المقدسة / حضرموت 4/9/2011م
منسق ملتقى أبين للتصالح والتسامح والتضامن .