قال محام ومستشار قانوني بارز من عدن ان ممارسات القضاء اليمني تجاه قضايا الانتهاكات التي تعرض لها جنوبيين خلال الأعوام الماضية وحتى اليوم أثبتت وبما لايدع مجالاً للشك بأنه تعمد إهانة دماء المئات من المحتجين الجنوبيين الذين سقطوا برصاص قوات الأمن والجيش اليمني موضحاً بإن القضاء اليمني عامل الجنوبيين على أنهم مواطنين من فئة محتقرة .
وقال الناشط الحقوقي والقانوني البارز "عارف حالمي" والذي عرف عنه مناصرته خلال السنوات الماضية لقضايا الانتهاكات والقتل والجرح التي تعرض لها ناشطون في حركة الاحتجاجات الجنوبية في عموم مدن الجنوب انه ثبت وبما لايدع مجالاً للشك ان القضاء اليمني يتعامل بعنصرية واضحة ضد الجنوبيين وانه يعتبرهم مواطنين من فئة محتقرة لاترتقي إلى مصاف إخوانهم أبناء الشمال .
وكان الحالمي يتحدث معلقاً على مواصلة المحكمة الجزائية بالعاصمة اليمنية صنعاء مواصلة النظر في قضية مقتل محتجين بالعاصمة اليمنية برصاص قوات موالية لنظام الرئيس صالح في مابات يعرف بجمعة الكرامة فيما لم تقم السلطات الحكومية في عدن وعدد من المدن الجنوبية حتى بفتح باب التحقيق في وقائع قتل تعرض لها عشرات المحتجين خلال الأحداث الأخيرة وخلال فعاليات الاحتجاجات في الجنوب منذ العام 2007 .
وقال الحالمي :" رفض القضاء اليمني التحقيق في مقتل العشرات من المحتجين في عدن بينهم شهداء ثورة 16 فبراير بعدن وكل شهداء الجنوب منذ العام 2007 يؤكد بما لايدع مجالا للشك ان هذا القضاء عنصري من الدرجة الأولى ويعتبر أبناء الجنوب فئة محتقرة لاترتقي إلى مصاف اخوانهم أبناء الشمال فكيف يعقل ان يتم فتح باب التحقيق في حوادث القتل والجرح في صنعاء ومدن شمالية أخرى فيما حينما نتقدم إلى السلطات في عدن لطلب فتح باب التحقيق نقابل بالرفض القاطع بل ويصل الأمر في أحايين كثيرة بقيام هذه السلطات بمطاردة واعتقال أي قانوني أو محام يطالب فقط بالتحقيق .
وأضاف :" هذه هي العدالة بين الدم الشمالي والجنوبي وهذه هي وحدة الدم التي يتحدثون عنها منذ 1994 يقتل الناس في الجنوب فلا يتحدث احد ويقتل الناس في صنعاء فتقوم الدنيا ولاتقعد ونجد الكل يتحدث عن الجرائم المرتكبة في الشمال ولكن ذات هؤلاء يغضون الطرف عما يحدث في الجنوب من جرائم ."
وقال:" دعونا حتى من شهداء الجنوب خلال الأعوام الماضية لننظر فقط في الشهداء الذين سقطوا في عدن خلال شهر فبراير فقط عددهم أكثر من 20 شهيد وكلهم قتلوا برصاص قوات الأمن المركزي اليمني وقتلوا قبل استشهاد شهداء جمعة الكرامة بصنعاء بأسابيع فهل يعقل ياسادة ان يتم التحقيق في واقعة جنائية لاحقة ويتم اغفال واقعة جنائية سابقة .. هذا لايحدث في أي بلد في العالم وربما قد يكون حدث في جنوب أفريقيا آبان فترة التمييز العنصري."
وتابع بالقول:" قولنا هذا واحتجاجنا لايعني إننا ضد فتح باب التحقيق والمحاكمة في قضية مقتل شهداء جمعة الكرامة بصنعاء بل على العكس انا على استعداد تام للدفاع عن هذه الدماء الزكية الطاهرة التي قتلت بلا أي ذنب ونطالب بمحاكمة القتلة لكن انا هنا لكي أؤكد للجميع ان القضاء اليمني يتعامل بعنصرية مقيتة مع أبناء الجنوب .
وناشد الحالمي في ختام تصريحه منظمات حقوق الإنسان العالمية التدخل لأجل وقف ماوصفها بسياسة التمييز العنصرية الممارسة ضد أهالي الجنوب والتحرك لأجل إنصافهم بصفتهم جزء من هذه البشرية .
وكانت محكمة غرب أمانة العاصمة واصلت يوم الأحد الماضي جلسات النظر في قضية المتهمين بقتل وإصابة عدد من المعتصمين في حي جامعة صنعاء يوم جمعة الثامن عشر من مارس الماضي
.
وفي الجلسة التي عقدت برئاسة القاضي عبدالولي الشعباني القاضي الجنائي بالمحكمة قررت المحكمة تنصيب هيئة دفاع مكونة من 5 محامين للدفاع عن المتهمين الفارين من وجه العدالة وعددهم 41 متهما من أصل 78 متهما.
واستمعت المحكمة إلى طلبات المتهمين المحبوسين وقررت تأجيل الفصل فيها إلى الجلسة القادمة
.
وعقب ذلك قررت المحكمة إلزام النيابة العامة بإعلان أولياء دم المجني عليهم والمجني عليهم من المصابين إعلانا صحيحا وإعطاء فرصة لهيئة الدفاع عن المتهمين الفارين للاطلاع على ملف القضية والتأجيل إلى 1 أكتوبر القادم لاستكمال السير في إجراءات القضية.
وخلال الأعوام الماضية كان المئات من المشاركين في فعاليات احتجاجية في عموم مدن الجنوب قد قتلوا برصاص قوات الأمن اليمنية التي رفضت طوال هذه الأعوام مجرد فتح باب التحقيق في هذه الوقائع أو تقديم أيا من المتسببين فيها إلى العدالة .
ومنذ العام 1994 يقول سكان الجنوب بإنهم يعانون تمييزاً عنصرياً من قبل الحكومة التي يسيطر عليها شماليون حيث يشكو الجنوبيون من مصادرة حقوقهم واقصائهم عن المشاركة في الحكم والحصول على حقوق كثيرة .
