تختلف دول الخليج " الفارسي" إجتماعيا عن كل الدول العربية.. ليس فقط بسبب البيئة المحافظة والتقاليد المتوارثة التي لم تمنع التجربة الديمقراطية في بعض الدول منها من النهوض وخاصة بمشاركة المرأة نصف المجتمع في النشاط السياسي – البرلماني لانه لااحزاب في كل الدول الخليجية التي تعيش منّعمة بثرواتها وأنظمتها المتوارثة جيلا بعد جيل.
لذا من الصعب ان تبحث عن ثورة ما في هذه المجتمعات او احزاب منظمّة إجتماعيا تقود حركات سياسية عدا مايوجد في البحرين فقد شهدت هذه الدولة التي تمملكت!(أصبحت مملكة ) بقدرة قادر! إنتفاضة شعبية غريبة على المجتمعات العربية الخليجية سقط فيها ضحايا او شهداء بالعرف الثوري لتقبّل الصدور رصاص القوات الحكومية بما لايدع الشك مطلقا بأن هناك حاجة حقيقية للبحث عن أسس هذه التحركات التي دعت المملكة للاستعانة بقوات من درع الجزيرة وقامت بممارسات غير ديمقراطية معروفة للمتابع طالت الأطباء والرياضيين والموظفين وحتى سواقي التكسيات!الاغرب؟ بعد سقوط ضحايا من النساء والاطفال، أستمرار زخم المواجهات العنفية والقرارات القضائية العجيبة من احكام بالإعدام للسجن المؤبد للسجن سنوات بحق المعارضين وبتهم شتى دون التأكد من وقائع حقيقة المحاكم والدفاع العادل.
والأعجب الأغرب ان العالم كله قرية صغيرة يتابع كل شاردة وواردة من سقوط بطات في منهول المجاري لحادثة تهاوي منطاد لإنتحار عاشق ولكن عند الشأن البحريني لاتجد إلا لماما من الأخبار الحكومية فقط التي تبعث البهجة في نفوس متابعيها!فإذا كان للشهداء عطر في كل ثورة شعبية فللنساء رحيق خاص في ذاك العطر... تقول الدكتورة ندى ضيف المحكومة بالسجن 15 عاماً: كيف تتوقعون مني أن أشرح لاطفالي أنني سأغيب عنهم 15 عاما؟! بل وتسهب في برمجة ما ستقدمه لطفلها بالقول[عمره ثلاث سنين، لا يدرك ما تعني أن "الماما ذاهبة للمعتقل" لذلك لن أخبره. ولكني سأسجل له مقطعا على كاميرا فيديو المنزل، أتمنى أن يدركه بعد سنتين أو ثلاث، عندما تتفتح مداركه، عله يراه فيفهم أن أمه بريئة، ويكون فخوراً بي لقيامي بواجبي، وأنني أعلم أني أحظى بدعم عائلتي التي تعرف أن الأمر برمته ليس إلا انتقاما سياسيا" ]وترسم بريشة بارعة حزن كل النساء البحرانيات الدكتورة فاطمة حاجي بالقول[علامتان للثورة البحرينية، النساء والورد، وفي النساء من الورد ما يجعلهن طوق وردٍ، حين كسر الجند وردنا، لم نجد أكثر تأكيدا لسلميتنا من النساء، فصرن ورد الثورة بامتياز. ليس أجمل من نساء بلادي ورداً، ليس أجمل من أيديهن يمررنها على وجوه الشهداء، ليس أجمل من ألسنتهن تهتف بالحرية، ليس أوقع من مشيهن، يفتحن ميادين الاحتجاج. ليس كمثلهن وهن يحملن أعلام الوطن. (النساء ورد كل أرض) وهل كانت أرض الدوار ستمثل شيئاً، لو لم تكن نساؤنا عقد لؤلؤته؟
النساء ورد كل ثورة، بأكفُّهن المرفوعة للسماء، بقلوبهن المجبورة بالبكاء، بوجوههن الممتقعة بالذهول، بفتيانهن المنذورين للجنان، بقلق قلوبهن على الأبناء، وهنّ يترقبن لحظات الاعتقال!]
هزمن الإذلال بالكرامة، لم يخضعن للسلطة ولا إكراهاتها، كن يقابلن همجية السلاح بقوة الإرادة، لم تكن الوردات الملقاة على رصيف ستي سنتر مذلولات، بقدر ما كن شاهداً على أنهن تجاوزن قدرة السلطة على تثبيت الخوف في قلبهن.الإذلال هو أن تكون في إرادة المذل، لكنهن كن دوماً في إرادة الثورة، فاستحققن أن يكن ورد الثورة.
سنتذكر مع كل وردة عبقاً فريداً، سنتذكر مع وردة (رولا الصفار) وصية الممرضة "اجعلي قوة الحب في يديك لتمنحي الحياة لمن هم بين يديك."، وسنتذكر مع وردة (جليلة السلمان) وصية المعلمة "الحرية دون تعليم في خطر دائم، أما التعليم دون حرية فيذهب سدى"، وسنتذكر مع وردة دكتورة (نهاد الشيرواي)، قسم الطبيب ""سأمارس مهنتي بضمير ونبالة، صحة مريضي ستكون لها الاعتبار الأول "، وسنتذكر مع الوردة فاطمة عبد الرسول الحجري، عنفوان الوردة وهي تقول عند قبر أبيها "أريد أن أوصل صوتي هذا إلى كل العالم، إني قوية وشجاعة ولا أخاف، وهذا ما كان يقوله لي أبي" فهل تكسر، وردة بهذا العنفوان؟ وهل تهزم ثورة بها كل هذه الورود.
سنتذكر مع بهية العرادي، وزينب آل جمعة، وزينب التاجر ورد الشهيدات وهنّ يُحْملن إلى جنانهن على أكف الرجال.
كم كُنّ هذه الوردات طوق الثورة، طوقها الجميل، الرقيق، الرفيع الشرف.
من سينتبه لهذه الصرخات التي ارعبت الطغاة؟ نساء البحرين سيؤسسن لثورة داخل ذات كل إمرأة في ديار العرب بهذا الثبات الأسطوري على مبادئهن في المساواة وحياة حرّة كريمة وعدم تقّبل الهزيمة... هل هي حفلة رأس السنة؟ تنطفيء الاضواء وعام جديد أوهبي بيرث دي تو يو؟ إنها حياة شعب دفعت النساء البحرانيات فيه أرواحا طهورة حلقت للمجد التليد.يالعقوق الإعلام كله؟ أليس من الغرابة ان يصمت الكون على ماتعانيه النساء هناك لم هذا الصمت العجيب المحيّر؟ لاجواب! لان الإنتفاضة النسائية البحرانية عمدّها الدم.. شامخة كجبال الهملايا صامدة صادمة صامتة لايهمها صمت أبو الهول