ملتقى جحاف /رويترز:
قبل أربعة أسابيع فقط لو سئل كثير من معارضي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن النشطة اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام كانوا سيقولون انها زعيمة احتجاجات فقدت الصلة وبدأ نجمها يخبو.
ولكن اليوم نسي الجميع أي انتقاد للاسلوب الجازم والجريء للنشطة اليمنية البالغة من العمر 32 عاما وهي أم لثلاثة أبناء وسط صيحات الفرح بأول يمني يفوز بجائزة نوبل للسلام.
ويتطلع كثير من المحتجين اليمنيين الى أن تشعل توكل نقطة تحول جديدة لحركتهم الحاشدة.
قالت أطياف الوزير وهي نشطة شابة "انها شخصية مثيرة للجدل بين المحتجين لكن على أي حال الكل سعيد اليوم.. هذه علامة على أن العالم يؤيد تحركنا الاحتجاجي السلمي.. الناس تشعر بأن العالم يقف معنا."
وجرى تهميش كرمان في الاشهر القليلة الماضية بسبب ما يقول زعماء اخرون للاحتجاجات انه أسلوب "دكتاتوري" أدى الى نفور حتى كثير من المتظاهرين الشبان الذين كانت مصدر الهام لهم.
ويتظاهر مئات ألوف اليمنيين منذ ما يقرب من تسعة أشهر لانهاء حكم صالح المستمر منذ 33 عاما بينما تشبث الرئيس بالسلطة بالرغم من أن بلده يتشهد انقسامات وبينما يهدد العنف بين القوات الموالية له والقوات المعارضة باندلاع حرب أهلية.
قالت الوزير "اليمن عادة مصدر للانباء السيئة وكانت الشهور التسعة الماضية شهور طويلة بالنسبة للمحتجين. اليوم الكل سعيد."
ووصف المحلل اليمني علي سيف حسن فوز كرمان بجائزة نوبل بأنها لحظة تغيير بالنسبة للمجتمع والثورة.. حيث أصبحت امرأة يمنية ابرز شخصية.
وهذا أمر غير مألوف بالنسبة لليمن الذي يأتي في صدارة مؤشر البرنامج الانمائي للامم المتحدة لعدم المساواة بين الجنسين والذي كثيرا ما انتقدته الجماعات الحقوقية بسبب العنف والتمييز ضد المرأة.
وكانت كرمان وهي صحفية متحمسة وعضو في حزب الاصلاح الاسلامي نشطة منذ زمن بعيد قبل الانتفاضات العربية التي أطاحت بحكام تونس ومصر وليبيا هذا العام.
وعلا نجمها بسرعة عندما بدأت الحركة الاحتجاجية في اليمن في يناير كانون الثاني. وأدى احتجاز السلطات اليمنية لها لفترة قصيرة في فبراير شباط الى تظاهر الالاف من أجلها وسلط عليها أضواء وسائل الاعلام.
وكانت من بين أوائل من نظموا الاحتجاجات عندما كان هناك عدد قليل من الخيام المتناثرة عند مداخل جامعة صنعاء ولكن مخيم الاحتجاجات الان في "ساحة التغيير" يمتد لاربعة كيلومترات تقريبا على طول طريق رئيسي يؤدي الى العاصمة صنعاء.
وكانت كرمان قبل أن تصبح صحفية تعتبر خجولة وعضو محافظ في حزب الاصلاح الاسلامي وترتدي النقاب الاسود مثل كثير من اليمنيات.
ولكنها بدأت بعد العمل في قضايا المرأة تدخل في مواجهات مع حزب الاصلاح حول دور المرأة مما أدى الى انتقادات في الحزب وظلت ترتدي الحجاب ولكنها ترتدي ملابس ملونة وتكشف وجهها.
قال المحلل علي سيف حسن انه كرمان تقود الان جناحا معتدلا في حزب الاصلاح الذي يضم الكثير من العناصر المتطرفة.
وظلت كرمان لسنوات تنظم احتجاجات في صنعاء وأماكن أخرى للمطالبة باطلاق سراح محتجزين سياسيين وصحفيين وأسست منظمة "صحفيات بلا قيود" في اليمن في عام 2006 .
ولكن أسلوبها الحاد والذي يميل للفردية تصادم مع منظمين اخرين للاحتجاجات وتوقف كثيرون عن التعامل معها.
وقال بشير عثمان وهو منظم للاحتجاجات ينتمي لليسار مازحا "نخشى أن يكون الغرب يريدها ان تصبح الرئيس القادم.. لديها أسلوب استبدادي."
ووقفت كرمان في تحد لاتفاق بين منظمي الاحتجاجات على منصة في ساحة التغيير في مايو أيار وحثت المحتجين على التحرك في مسيرة الى قصر الرئاسة وهي خطوة انتهت باراقة للدماء.
قال منظم للاحتجاجات رفض الكشف عن اسمه "دعت الى تلك المسيرة وهاجمتها الشرطة بوحشية وقتل 13 شخصا. لم تعتذر عن ذلك وأثارت حقا غضب كثير من الناس." ومضى يقول "ولكن اليوم فهذه لحظة احتفال. سنستغلها للتضامن وننسى ذلك."
وأهدت كرمان الجائزة للانتفاضات العربية وللذين قتلوا في الانتفاضات.
وقالت "أهدي هذه الجائزة للشهداء وللجرحى ولكل شباب الثورات العربية وكل شباب الربيع العربي."