بعض أصحابنا من قادة الجنوب السابقين ومن نشطا حزبيين وسياسيين قدماء ساهموا مساهمة فعاله وكبيرة في إضعاف دولة الجنوب السابقة وبوعي أو دون وعي منهم ساهموا في ضياع دولة الجنوب في آخر المطاف .. يتخذ هؤلاء الإخوة من خلافهم المستمر مع السيد الرئيس علي سالم البيض ومن نقدهم الشديد لأخطائه القديمة التي نعرف جميعا مساهمتهم التي لأتقل عنه في تلك الأخطاء عندما كانت القيادة الجماعية والقرار الجماعي هو السائد ... هذا إذا لم يكن البعض منهم هو من فرض على السيد البيض الوقوع في تلك الأخطاء التي تحملها الرجل بشجاعة بالغة رغم معرفتنا انه لا يتحمل إلا نصيبه كأحد أفراد القيادة في الجنوب بكل مراحلها .. إلا أننا لم نسمع من الآخرين اعترافا أو اعتذرا من الآخرين يكرمون به نظريا شعب الجنوب الذي لم يطالب بمحاكمتهم بل اكبر مطلب يطالبهم به هو إن يكونوا أوفياء على تسامحه معهم بل وجدنا كثير من الآخرين يستغل اعتراف السيد البيض مثل استغلالهم وجودة على رأس قيادة الجنوب قبل عام 1990م ليحاول التملص من نصيبه في المساهمة بالخطأ وتحميل كل الأخطاء للسيد الرئيس علي سالم البيض ...



يتخذ هؤلاء الإخوة من خلافهم ونقدهم للسيد البيض ذريعة لتبني مشاريع أخرى غير مشروع الاستقلال وكلما وجه جنوبي سؤاله إليهم بادروه بجواب ينتقد البيض ... ولهؤلاء الإخوة نقول لهم إننا نطالب باستقلال الجنوب وطننا ونعمل على استعادة دولتنا التي حكمتموها وتربعتم على قمتها ثم أضعتموها رغم أنكم تتنعموا بخيراتها إلى لحظتنا هذه التي ندفع فيها نحن في الداخل أثمان ناهضة لأخطائكم..



أما انتم فإنكم اليوم تنعموا بخيرات دولة الجنوب ... نعم هو ذلك فلولا وجودكم السابق على راس دولة الجنوب لما عرفكم احد ومن يتعاملون معكم اليوم فقط لأنكم كنتم قادة لدولة الجنوب وليس لسواد عيونكم أو لعبقرية يرونها فيكم ...



لهذا إخواني أنصحكم أن تكفوا عن رمي أعذاركم على السيد البيض وكان استقلال الجنوب ملك حصري للسيد البيض ... نحن أبناء الجنوب في الداخل من ندفع ثمن الحرية نيابة عن الجميع ونحن مسرورين بذلك لأننا نحن من اخترنا طريق الاستقلال وليس البيض كما إن الاستقلال الذي نطالب به هو استقلال الوطن الجنوبي الذي يجمعنا جميعا معكم ومع البيض فليس استقلال البيض ما نطلبه حتى تتخذوا من خلافكم مع البيض سببا وعذرا لوقوفكم ضد الاستقلال ... ودعونا نناقشكم بهدوء ونسأل ونتمنى أن نجد الإجابة لديكم ولا تتجاهلوها كما تجاهلتهم من سابق في رسائل بريدية أرسلت أليكم ولم نحصل على إجاباتكم ليس فقط ذلك بل قابلتمونا بسببها بالقطيعة وتحريض أتباعكم في الداخل تجاهنا ... فإليكم بعض استفسارات نراها مهمة :



هل نفهم بان من يتبنى مشروع الفيدرالية لازال لديهم أمل بوجود شريك شمالي قوي يقبل طواعيا بحل الفيدرالية ثنائيا على أساس شمال وجنوب مع حق الاستفتاء للجنوبيين حول استقلال الجنوب أو بقاءهم ضمن اليمن ؟؟ مع قدرة هذا الطرف الشمالي على فرض هذه الرؤية على الشمال ؟

أم أن هناك أمل آخر بفرض هذا الحل على الشماليين؟؟ ومن سيفرضه هل الواقع على الجنوب من قبل الجنوبيين ؟؟ إذا كان الاحتمال الأخير فمؤكد أن الشماليين لن يقبلوا إلا بحل يفرض عليهم .. وهذا مضمون ..

ولكن إذا امتلكنا قوة فرض الحل على الواقع في أي وقت من الزمن فليكن ذلك من اجل الاستقلال ولماذا نبحث عن غيره إذا أصبح مفتاح الحل بأيدينا لوحدنا ؟؟؟ أم أن الحل سيفرض على الشماليين دوليا وهذا أيضا حل مضمون لان الصميل الدولي سيفرض عليهم القبول بما يكرهوا ... ولكن أيضا في هذا الاحتمال ماهي المصلحة الدولية في فرض حل لمصلحة الشماليين وهم لا يقبلوا به ؟؟؟



ويبقى أخي العزيز الاحتمال الأخير : وهو أن من يتبنى الفيدرالية لديهم وعود قوية سرية من أطراف شمالية قوية وبوساطة إقليمية على أنهم في الأخير يقبلوا بهذا الحل وسيفرضونه على غيرهم من الشماليين شرط أن تبقى موافقتهم سرية وبانتظار أن يقوم أصحاب الفيدرالية الجنوبيون بتهيئة الملعب الجنوبي وإيصال الجنوبيين إلى طريق مسدود بجانبه فتحة واحدة فقط تؤدي للفيدرالية وفرضها عليهم كحل وحيد البديل له هو تمزق جنوبي مخيف ويتم تصديق ذلك عن طريق إرهاب فكري يستخدم فيه كل مآسي الماضي وأخطاءه بشكل يخيف الجنوبيين ليقبلوا بأي شيء إضافة لتوكيل البعض من قيادات الداخل لافتعال المشاكل مع المخلصين والفاهمين بوعي لقضيتهم وبشكل يومي ولأي سبب يكون الغرض منه الاقتناع أن الحل المتاح والمعقول هو الفيدرالية لان البديل صرا عات ؟؟؟؟



لكن ماهي ضماناتهم بالوفاء لهم بالوعد من هذا الطرف الشمالي ؟؟ وتجربتنا معهم تقول أن لا يجيدوا فعل شيء في الدنيا أكثر من أجادتهم للغدر والخديعة ؟؟

يا خوفي أن من اقتنع بالفيدرالية سيجد نفسه ونجد نفسنا معه في النهاية نبحث عن شمالي طيب ينصفنا ببعض مالنا ويرفع عنا بعض ما علينا من الظلم ثم ندعوا له بالقوة وبالنصر علينا حتى ننعم برحمته عندما ينزل ظلم أصحابه على رؤوسنا وهو ما حدث بكل قسوة بعد احتلالهم ارض الجنوب اثر انتصارهم علينا بحرب 1994م



بقلم المهندس :عبدا لله الضالعي

*ناشط سياسي وقيادي بالحراك الجنوبي